|
أغلى من الذهب
وهل هناك ما هو أغلى من الذهب
؟!
نعم إنه الوقت ، فالوقت هو الحياة وكفى !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اغتنم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك ،
وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك )
صحيح الجامع 1077 ،
يا بن آدم إنما أنت أيام مجموعة ، إذا ذهب يومك ذهب بعضك !!
ضياع الوقت .... دمار لحياة العمر .
ضياع الوقت .... آفة هذا العصر .
ضياع الوقت .... يدمر آلاف الطاقات ويخفيها .
ضياع الوقت .... خسارة في الدنيا وندامة وغبن في الآخرة .
كم من شعوب بأسرها سقطت وهوت لما استخفت بالوقت واستهلكها الفراغ،وعمت في
أرجائها البطالة
قال الحسن البصري رحمه الله : أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد حرصا منكم
على دنانيركم ودراهمكم !! فحياة المؤمن والمؤمنة ليس فيها إجازة بل كلها طاعة
وعبادة لله رب العالمين ( الدنيا ساعة .... فاجعلها طاعة ) ( النفس إن لم
تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية )
السياحة بين مفهومين ؟!
السياحة – وللأسف – مفهوم قلب
في هذا العصر عن حقيقته وعُمّي عن مقاصده . فالسياحة في القرآن والسنة بمعنى
: الصيام ، وطلب العلم ، والجهاد في سبيل الله ، وتأتي بمعنى الخروج للدعوة
إلى دين الله ، والفرار من الفتن لعبادة الله ، ولطلب كل ما يقرّب إلى الله .
قال تعالى : { الحامدون السائحون الراكعون ...} وقال صلى الله عليه وسلم :((
إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله))
حديث حسن – المشكاة 724
. ولكن هذا المفهوم أخذ
في عصرنا الحاضر منحىً آخر ومفهوماً مغايراً فالساحة في عرف كثير من الناس
اليوم عبارة دالة على : الترويح عن النفس ، الاصطياف ، الخروج من القيود
الشرعية والعرفية ، الانفتاح العالمي في التمدن والترفيه ، التعرف على
البلدان والأمصار والآثار ، إعطاء النفس خلال الإجازة – كلما تشتهيه من منظور
أو مسموع أو مطعوم ولو كان من الحرام !! نسألك اللهم فعل الخيرات وترك
المنكرات والثبات على دينك حتى الممات .
أنت ...... والدعاء ؟
( الدعاء هو العبادة ) كلمة
نبوية جامعة ، وأنت أخي المصطاف أحوج ما تكون في سفرك إلى الدعاء . فإذا خرجت
من بيتك فقل : بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله . فإنه يقال
لك : هديت وكفيت ووقيت ويتنحى عنك الشيطان .
فإذا نويت السفر وركبت راحلتك وتجاوزت البنيان فادع وتأمل بما كان يدعو به
صلى الله عليه وسلم في أسفاره : (( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر
والتقوى ومن العمل ما ترضى ..... )) فلا تك بفعلك وسفرك مخالفاً لدعائك ، ولا
تكن بعيداً عن أهل البر والتقوى والعمل المرضي إذا نزلت منزلاً فأقرأ الدعاء
المأثور : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) فإنه حفظ لك ، ولأبنائك
من كل مكروه بإذن الله تعالى .
ولا تنس أخي المسافر أن لك دعوة مستجابة وعدك بها حبيبك صلى الله عليه وسلم :
فادع لنفسك ولوالديك وأبنائك ولمريض من أقاربك ، ولمنكوب من إخوانك المسلمين
. فإنها دعوة مستجابة لهم .... ولك مثلها .
من آداب الرحلات
•
انوِ برحلتك وتنزُهُك رضى الله لكي تُؤجر عليها .
•
حدد المكان المناسب والأغراض التي تحتاجها في سفرك .
•
أشرك أبناءك معك في مهام السفر والرحلة .
• اصطحب معك من أشرطة القرآن وأهل العلم ما يؤنسك .
•
احرص على تغيير المنكر الذي تراه أو تسمعه بكلمة طيبة أو مناصحة رقيقة (( من
رأى منكم منكراً فليغيره ....))
رواه مسلم 6250 .
•
حافظ على أداء الصلاة في أوقاتها .
•
احرص على أذكار الصباح والمساء والتفكير في مخلوقات الله العظيمة .
احذر !!!
•
السفر للخارج ففيه مفاسد عظيمة على الدين والخلق .
•
التنزه والرحلة وقت صلاة الجمعة ففيه تفريط بفريضة الله الواجبة .
•
إيذاء الآخرين بالجلوس قريباً منهم ومن عوائلهم .
•
الذهاب لأماكن الاختلاط من حدائق ومنتزهات ومراكز ألعاب وغيرها .
•
التبول في الماء الراكد أو قضاء الحاجة في ظل الناس أو طريقهم .
•
العبث بالمرافق العامة أو وضع القاذورات بها فهي لك ولغيرك .
( اترك المكان أفضل مما كان )
برامج مقترحة للأسرة المسلمة ؟
•
حفظ شيء من كتاب الله عز وجل فهو خير مشروع في هذه الإجازة لك ولأبنائك وأهلك
.
•
صلة الأرحام وزيارة الأقارب ، فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله.
•
نزهة بريئة ورحلة نظيفة مسلية مع الأقارب والأبناء فيها المتعة والمرح
والترويح عن النفس بما أباح الله .
•
إقامة مخيم صيفي للأسرة والأبناء بمشاركة بعض الأقارب أو الجيران أو غيرهم .
•
شراء الألعاب المفيدة المسلية والأجهزة النافعة للأبناء والبنات حفظاً
لأوقاتهم من الضياع .
•
حضور البرامج الدعوية في المخيمات الدعوية التابعة لوزارة الشئون الإسلامية
وغيرها .
•
الحرص على حضور المحاضرات والندوات في المساجد وإحضار الأهل والأبناء لها .
•
المشاركة في دورات شرعية أو تعليم الحاسب الآلي ونحوها .
•
من أجمل ما يسجل لك في هذه الإجازة عمرة متقبلة لبيت الله الحرام قال صلى
الله عليه وسلم: ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما
ينفي النار خبث الحديد )
صحيح الجامع 2900
.
•
زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : (( لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ))
صحيح الجامع 7332
.
والمرأة والصيف
المرأة المسلمة حريصة على وقتها
، لا تسمح بساعة منه تضيع دون فائدة ، لأنها تشعر أنها محاسبة على الدقائق
والثواني فأنعم وأكرم بامرأة :
•
تشارك في مراكز تحفيظ القرآن الكريم
•
تحضير المحاضرات والندوات وتستفيد منها
•
تزور أقاربها وأخواتها وجيرانها
•
تقيم البرامج المسلية المفيدة لأبنائها وبناتها
•
تدرب بناتها على الأعمال المنزلية
•
تطور وتجدد في ترتيب بيتها ونظامه
•
بيتها عامر بذكر الله وآياته عبر إذاعة القرآن والأشرطة النافعة المباركة
وغيرها .
احذري أيتها المباركة
•
احذري التبرج والسفور فإنه معصية وكبيرة
•
لا تكثري الخروج من المنزل ، وخاصة للأسواق ونحوها .
•
كوني محتشمة في لباسك ، حييّة في مشيتك ، بعيدة عن مواطن التهم ،غير متعطرة
ولا متلفتة .
•
احذري السفر بدون محرم ، واحرصي على مرافقته لك في كل ذهاب وإياب.
•
احذري ركوب الألعاب أو الدبابات أو نحوها في الحدائق العامة فإنه لا يليق بكِ
وبحيائك وعفتك وطهارتك .
•
إياك والاختلاط بغير المحارم مهما كان قريباً .
•
لا تحضري حفلة زواج ٍ يُعصى الله فيها بغناء وغيره.
•
لا تؤخري الصلاة عن وقتها فإنه ذنب عظيم .
•
حافظي على سمعك وبصرك وجميع جوارحك من الحرام فإنها شاهدة لك أو عليك يوم
يكثر الشهود يوم القيامة
•
تذكري أنك قدوة لأبنائك وبناتك ومجتمعك فكوني قدوة خير وصلاح ومعروف .
إرشادات ووصايا
طبية
احرص على حمل حقيبة أدوات طبية
للإسعافات الأولية.احم أبنائك من أشعة الشمس والتعرض لها . ابتعد عن الجلوس
في أماكن المستنقعات المائية الموبؤة الملوثة .
مرورية
•
تفقد سيارتك قبل السفر من كل النواحي .
•
لا تسرع ففي التأني السلامة .
•
لا تنشغل أثناء القيادة بأمر يؤثر على تركيزك
•
تقيّد بحزام الأمان لك ولأطفالك .
•
سافر وأنت متمتع براحة جسدية ونفسية .
•
لا تواصل السير وأنت تشعر بالنعاس .
•
إذا غادرت السيارة وأبناؤك فيها فأطفئها وتأكد من سلامة وقوفها .
•
وفّر في سيارتك ما تحتاجه أثناء الطوارئ - لا قدر الله - ( إطار احتياطي ،
سير ، اشتراك الكهرباء ، ما طور هوائي ، ماء رديتر ، ونحوها )
الحصاد الصيفي
لكل بداية نهاية ، ولكل إجازة
انقضاء ومع كل فرحة ترحة ، ومع كل سرور حزن، فكم في هذه الإجازة من موظف لم
يُتم إجازته ! وكم من زميل لم يُباشر عمله بعد عطلته ! وكم من أسرة تشتت
شملها خلال هذه الإجازة ! كم من حوادث ووفيات ، ومصائب ونكبات . فاحمد الله
أخي المصطاف أن حفظك في نفسك وأهلك وأولادك وعدت سالماً غانماً .
واسأل نفسك في ختام إجازتك :
ماذا حملتها من عمل ؟ فالإجازة ذهبت أو كادت بما فيها من خير أو شر ، من طاعة
أو معصية ، من ذكرٍ أو غفلة .
وهكذا حال الدنيا فكلها سفر ، ولكنه سفر طويل ، سفر إلى الله والدار الآخرة .
قال داود الطائي : إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة ، حتى
ينتهي بهم ذلك إلى آخر سفرهم !
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر ***
ولا بــــــد من زادٍ لكــــل مسافر
ولا بـــد للإنسان من حمل عُدّةٍ *** ولا سيما إن خاف صولة قاهر
اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها
، وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم أن نلقاك يا حي يا قيوم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
مواضيع ذات صلة
رسالة إلى
مصطاف
|
للمسافرين
|
الشباب والإجازة
إليك أخي المتنزه
|
رسائل الصيف
|
إجازة بلا معاصي