فـداءً لك ِ كلُّ العيـون..

عبدالناصر منذر رسلان


إلـــى الشهيدة ريــم الرياشي التي ضحت بنفسها ..

لتكونَ في مقعدِ صدق ٍعندَ مليكٍ مقتدر..رحمها الله وجعلها مع الشهداء والصديقين .


أفي قسـوةِ الأسـوارِ جُبتِ الملاعبـا *** وفجَّرتِ منْ صُمِّ الحروفِ مراكبا

تســربلتِ بالطــهرِ فزدتِ نقــاءهُ *** وحقَّقتِ نصــراً في الحياةِ مذهَّبــا

وكنتِ أيا ريمُ الشهيدة ُ قصَّــــة ً *** تناهتْ لها الأحـداقُ شرقاً ومغربا

رفلتِ بثوب ِ العزِّ كبْراً ورفعــة ً *** وخلَّفتِ درساً للزمــان ِ مُخضَّبـا

حملتِ همـومَ المسلمينَ وجرحهمْ *** ومنْ نامَ أو ضــلَّ الطريقَ مُغرِّبــا

أحاطتْ بكِ الجرذانُ منْ كلِّ جانبٍ *** فلا أنتِ أحجمتِ ولا السيفُ قد نبا

ترجَّلتِ عنْ متن ِ الحيـاةِ شهيــدةً *** تُضحِّي كما الأورامُ تُكوى لتغرُبـا

كذا يفعلُ الإيمانُ فيــك ِ لتمتطـــي *** سروجَ النجوم ِ الساطعاتِ قواربـا

تراءتْ(ضحى)للعينِ ترسمُ حلمها***لترتادَ فيك ِ كلَّ عــزٍّ وتلعبــــا

فأرضعتها نسغَ الإباءِ طهـــارةً***وما طابَ منْ طُهرِالكرامةِ والإبــا

فـداءً لكِ كلُّ العيــونُ ونـورها ***وكمْ زادنـــا فيكِ الفداءُ تحببـا

رياضٌ بهذي الأرضِ تطوي مشاعلاً *** أنارتْ دروبَ المؤمنينَ كواكبــا

ويا شعرُ لا تأسَ عليَّ بدمعــةٍ *** وإنْ كانَ أجدى أنْ تباهي وتكتبــا


* (ضحى) :ابنة الشهيدة وعمرها سنتان ونصف.