***
هذه أقوال بديعة لأهل الأدب والحكمة أوردها أبو العباس أحمد بن عبد المؤمن
الشريشي ( ت 619 هـ ) أثناء شرحه لمقامات الحريري.
***
(1)
لم يفضل الناس القديم ؟
***
ذكر ابن شرف علة ذلك فقال :
أولع الناسُ بامتداحِ القديمِ
وبذمِ الحديث غير الذَّميمِ
***
ليس إلا لأنهم حسدوا الحيّ
ومالوا إلى العظامِ الرَّميمِ
(1/48)
(2)
***
قال أبو العباس في الكامل : وليس لقدم العهد يفضّل القائل ، ولا لحداثة
العهد يُهضم المصيب ، ولكن يعطى كلٌّ ما يستحق.
(1/49)
(3)
لابن الرومي
***
الحقد داءٌ دويٌّ لا دواء له
يَرِي الصدور إذا ما جمره حُرِثا
***
فاستشفِيَنْهُ بصفحٍ أو محادثةٍ
فإنما يُبْرأ المصدور ما نَفَثَا
(1/54)
(4)
لابن الرومي
***
كم زَخرف القولَ ذو زورٍ ولبَّسهُ
على العقولِ ولكن قلَّما لبِثا
(1/55)
(5)
لنابغة بني شيبان
***
إن من يركب الفواحش سرًّا
حين يخلو بسرِّه غير خالِ
***
كيف يخلو وعنده كاتباه
شاهدَاه وربُّه ذو الجلالِ
(1/66)
(6)
لأبي تمام
***
فقد أيقنتْ بالموت نفسي لأنني
رأيتُ المنايا يَخْتَرِمْن حياتيا
***
فيا ليت أني بعد موتي ومبعثي
أكون رفاتا لا عليّ ولا ليَا
(1/ 67 )
(7)
***
قال آخر :
يا من يضيّع عمره
متماديا في اللهو أمْسِكْ
***
واعلم بأنك لامحالة ذاهب كذهاب أمْسِكْ
(1/72)
(8)
***
قيل للبحتري : أيما أشعر ؟ أنت أو أبو تمام ؟ قال : جيّده خيرٌ من جيِّدي ،
ورديئي خير من رديئه .
(1/94)
(9)
***
وقيل للعباس بن محمد : ما لون الماء ؟ فقال : لون إنائه.
(1/119)
(10)
***
وقال رجل لخالد بن صفوان : إني أحبُّك ، قال : وما يمنعُك ، ولستُ لك بجارٍ
ولا أخٍ ولا ابن عمٍّ!
يريد أن الحسد موكل بالأدْنَيْن.
(1/126)
(11)
للقاضي ابن عمر
***
نَهَانِي حِلْمي فما أَظْلمُ
وعزَّ مكاني فما أُظْلمُ
ولا بدّ من حاسدٍ قلبه
بنور مآثرنا مُظلِمُ
رحمتُ حسودي على أنه
يعذّب بي ثم لا يُرْحمُ
(1/127)
(12)
للبحتري
***
فكلُّ قلبٍ إليه منصرفٌ
كأنّه من جميعها خُلِقا
(1/131)
(13)
***
أتى زائرًا من غير وعدٍ وقال لي :
أُجِلُّكَ عن تعذيب قَلْبكَ بالوعدِ
(1/ 134)
(14)
***
والنارُ آخر دينار نطقتَ به
والهمّ آخر هذا الدّرهم الجاري
والمرء ما لم يفد من غيره ورعا
مقسّم القلب بين الهمِّ والنارِ
(1/136 ـ 137 )
(15)
***
قال الحريري في المقامة الدينارية :
فقلت : أنا الحارث ، فكيف حالُك والحوادث ؟ فقال : أتقلّب في الحالين :
بُؤس ورَخاء ، وأنقلِبُ مع الرِّيحينِ : زَعْزع ورُخَاء.
(1/ 143 )
(16)
***
أنشد الحريري في المقامة الدينارية :
تَعَارَجْتُ لا رغبة في العرجْ
ولكنْ لأقرعَ بابَ الفرجْ
وأُلقيَ حبلي على غاربي
وأسلُك مَسْلك من قد مَرَجْ
فإن لامَنِي القومُ قلتُ اعذِرُوا
فليسَ على أعرجٍ من حَرَجْ
(1/143 )
(17)
***
قال الحريري في المقامة الدمياطية :
أرْعَى الجَارَ ، ولو جَارَ وأبذل الوِصَال ، لمن صَالَ ، وأحتملُ الخَلِيط
، ولو أبدى التَّخْلِيط ، وأودُّ الحَمِيم ، ولو جَرَّعَنِي الحَمِيم...
(1/ 148)
(18)
***
حكى أبو بكر بن شعبان النحوي ، قال : دخلت على محمد اليزيدي وهو يتغدّى ،
فقال : يا أبا بكر ، خير الغداء بواكره ، فخير العشاء ماذا؟ فقلت : لا أدري
، فقال : دخلت على حسين بن الخادم ، وهو يتغدى فقال : يا أبا سليمان ، خير
الغداء بواكره ، فخير العشاء ماذا ؟ فقلت : لا أدري ، فقال : كنت بحضرة
الرشيد وهو يتغدّى ، فدخل الأصمعي ، فقال : يا أصمعي ، خير الغداء بواكره ،
فخير العشاء ماذا ؟ فقال : بواصره ، يعني ما يُبصر من الطعام قبل الظلام.
(1/175 )
(19)
***
ليس إغلاقي لبابي أن لي
فيه ما أخشى السَّرقَا
***
إنما أغلقته كي لا يرى
سُوء حالِي من يمرّ الطُّرُقَا
***
منزلٌ أوطنه الفقرُ فلو
يدخل السارق فيه سُرِقَا
(1/183)
(20)
***
وقيل لأعرابي : ما القلم ؟ ففكّر ساعة ، وجعل يقلّب أصابعه ، ثم قال : لا
أدري ؛ فقيل له : توهّمْه في نفسك ، قال : هو عود قُلِّم من جوانبه كتقليم
الأظافر.
(1/210)