وهذا الجزء الثاني من "ومضات من كتاب تنبيه الغافلين للإمام نصر بن محمد
السمرقندي " أسأل الله أن ينفع بها ..
٦- باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ص٧١)
٣٦- روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال :( مروا بالمعروف وإن
لم تعملوا به ، وانهوا عن المنكر ، وإن لم تنتهوا عنه ) .
٣٧- قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه : إن الله تعالى لا يعذب العامة
بعمل الخاصة ، ولكن إذا ظهرت المعاصي فلم ينكروا فقد استحق القوم جميعاً
العقوبة .
٣٨- روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال :( إن من الناس
ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر ، وإن من الناس ناساً مفاتيح للشر مغاليق
للخير ، فطوبى لمن جعل الله تعالى مفاتيح الخير على يديه ، وويل لمن جعل
الله مفاتيح الشر على يديه ) .
٣٩- قال سفيان الثوري - رحمه الله - : إذا رأيت القارئ محبباً في جيرانه ،
محموداً عند إخوانه ، فأعلم أنه مداهن .
٤٠- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : من وعظ أخاه في العلانية فقد شأنه ،
ومن وعظه في السر فقد زانه .
٤١- وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال :( إذا رأى
أحدكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ،
وذلك أضعف الإيمان ) .
يعني : أضعف فعل أهل الإيمان .
قال بعضهم ؛ التغيير باليد للأمراء ، وباللسان للعلماء ، وبالقلب للعامة .
وقال بعضهم : كل من قدر على ذلك فالواجب عليھ أن يغيره .
٤٢- قال قتادة : ذكر لنا أن في التوراة مكتوباً : يابن آدم تُذكر بي
وتنساني ، وتدعو إلي وتفر مني ، فباطل ماتذهبون إليه .
٤٣- روى الحسن -رحمه الله- عن النبي ﷺ أنه قال :( من فر بدينه من أرض إلى
أرض ، وإن كان شبراً ، فقد استوجب الجنة ، وكان رفيق إبراهيم ومحمد عليهما
الصلاة والسلام ) .
٧- باب التوبة (ص٧٨)
٤٤- عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال :( ما أصر من
استغفر ، وإن عاد في اليوم سبعين مرة ) .
٤٥- وروى عن النبي ﷺ أنه قال :( والله إني لأتوب إلى الله تعالى في اليوم
مائة ) .
٤٦- وروى عن النبي ﷺ أنه قال :( مامن عبد يذنب فيتوضأ فيحسن الوضوء ، ويصلي
ركعتين ، ويستغفر الله ، إلا غفر الله له ) .
٤٧- وعن سعيد بن المسيب في قوله عز وجل { فَإِنَّهُ كَانَ للأَوَّابِينَ
غَفُورا } [الإسراء :٢٥]
قال وهو الرجل يذنب ذنباً ثم يتوب ، ثم يذنب ذنباً ثم يتوب .
٤٨- وقيل للحسن البصري : إن الرجل يذنب ثم يتوب ، ثم يذنب ثم يتوب ، ثم
يذنب ثم يتوب ، إلى متى هذا ؟ قال : لا أعرف هذا إلا من أخلاق المؤمنين .
٤٩- روى عن خالد بن معدان أنه قال : إذا دخل التوابون الجنة ، قالوا : ألم
يعدنا ربنا أن نرد النار قبل أن ندخل الجنة ؟ قيل لهم إنكم مررتم بها وهي
خامدة .
٥٠- قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : من قال : استغفر الله العظيم الذي
لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، ثلاثاً ، غفرت ذنوبه ، ولو كانت
مثل زبد البحر .
٥١- قال محمد بن سيرين -رحمه الله- : إياك أن تعمل شيئاً من الخير ، ثم
تدعه ، فإنه ما من أحد تاب ثم رجع فأفلح .
٨- باب حق الوالدين (ص٩٦)
٥٢- وروى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي ﷺ
فقال : إني أريد الجهاد قال :( أحي أبواك ؟) قال : نعم ، قال :( ففيهما
فجاهد ) .
٥٣- روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قلت يارسول الله من أبر ؟ قال :(
أمك ) قال : قلت : ثم من ؟ قال : ( أمك ) قال : قلت : ثم من ؟ قال :( أمك )
قال : قلت : ثم من ؟ قال : ( أبوك ثم الأقرب فالأقرب ) .
٥٤- وعن فرقد السبخي ، قال : قرأت في بعض الكتب أنه لا ينبغي للولد أن
يتكلم إذا شهد والديه إلا بإذنهما ، ولا يمشي بين أيديهما ، ولا عن يمينهما
، ولا عن شمالهما ، إلا أن يدعواه فيجيبهما ، ولكن يمشي خلفهما ، كما يمشي
العبد خلف مولاه .
٥٥- وذكر أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ فقال : يارسول الله ، إن أمي خرفت عندي
، وأنا أطعمها بيدي ، وأسقيها ، وأوضئها ، وأحملها على عاتقي ، فهل جازيتها
؟ قال : ( لا ، ولا واحدة من مائة ولكنك قد أحسنت ، والله يثيبك على القليل
كثيرا ) .
٥٦- روى عن النبي ﷺ أنه قال :( إن من أكبر الذنب أن يسب الرجل والديه ) قيل
: وكيف يسب الرجل والديه ؟ قال :( يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب
أمه ) .
٥٧- قال الفقيه : فإن سأل سائل : إن الوالدين إذا ماتا ساخطين على الولد ،
هل يمكنه أن يرضيهما بعد وفاتهما ؟ قيل له : نعم ، يرضيهما بثلاثة أشياء :
أولها : أن يكون الولد صالحاً في نفسه ، لأنه لا يكون شيء أحب إليهما من
صلاحه .
والثاني : أن يصل قرابتهما وأصدقاءهما .
والثالث : أن يستغفر لهما ، ويدعو لهما ، ويتصدق عنهما .
٥٨- وعن النبي ﷺ أنه قال :( لا تقطع من كان يصل أباك ، فتطفيء بذلك نورك ،
فإن ودك ود أبيك ) .
٥٩- روى عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنه قال : ترك الدعاء للوالدين يضيق
العيش على الولد .
* اللهم إغفر لي ولوالدي .. وللمسلمين .
٩- باب حق الولد على الوالد (ص١٠٢)
٦٠- عن أبي هريرة رضي الله عنه إن النبي ﷺ قال :( من حق الولد على الوالد
ثلاثة أشياء : أن يحسن اسمه إذا ولد ، ويعلمه الكتاب إذا عقل ، ويزوجه إذا
أدرك ) .
٦١- قال بعض الحكماء : من عصى والديه لم ير السرور من ولده ، ومن لم يستشر
في الأمور لم يصل إلى حاجته ، ومن لم يدار أهله ذهبت لذة عيشه .
٦٢- روى الشعبي عن النبي ﷺ أنه قال :( رحم الله والداً أعان ولده على بره )
.
٦٣- قال الفضيل بن عياض رحمه الله : نال المروءة من بر والدية ، ووصل رحمه
، وأكرم إخوانه ، وحسن خلقه مع أهله ، وولده وخدمه ، وأحرز دينه ، وأصلح
ماله ، وأنفق من فضله ، وحفظ لسانه ، ولزم بيته ، يعني يكون مقبلاً على
عمله ، ولا يجلس مع أهل الفضول .
٦٤- وعن ثابت البناني رحمه الله قال : روي أن رجلا كان يضرب أباه في موضع ،
فقيل له : ماهذا ؟ قال الأب : خلوا عنه ، فإني كنت أضرب أبي في هذا الموضع
، فابتليت بابني يضربني في هذا الموضع ، هذا بذاك ، ولا لوم عليھ .
٦٥- وروى عن بعض الصالحين أنه كان لا يأمر ابنه بأمر ، وكان إذا احتاج إلى
شيء يأمر غيره ، فسئل عن ذلك ، فقال : إني أخاف أني لو أمرت ابني بذلك
يعصيني في ذلك ، فيستوجب النار ، وأنا لا أحرق ابني بالنار .
وروي عن خلف بن أيوب نحو هذا .
٦٦- وروي عن النبي ﷺ أنه قال :( أربع من سعادة المرء : أن تكون زوجته صالحة
، وأولاده أبراراً ، وخلطاؤه صالحين ، وأن يكون رزقه في بلده ) .
١٠- باب صلة الرحم (ص١٠٤)
٦٧- عن أبي أيوب رضي الله عنه قال : عرض أعرابي للنبي ﷺ فأخذ بزمام ناقته
أو خطامها ، ثم قال : يارسول الله ، أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني
عن النار ، قال ﷺ :( أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ،
وتؤتى الزكاة ، وتصل الرحم ) .
٦٨- وروي عن رسول الله ﷺ أنه قال :( مامن حسنة أعجل ثواباً من صلة الرحم ،
ومامن ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع مايدخر في الآخرة
من البغي وقطيعة الرحم ) .
٦٩- وفي بعض الصحف مما انزل الله تعالى : يا ابن آدم ، صل رحمك بمالك ، فإن
بخلت بمالك ، أو قل مالك ، فامس إليه برجلك .
٧٠- قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : إذا أظهر الناس العلم ، وضيعوا
العمل ، وتحابوا بالألسن ، وتباغضوا بالقلوب ، وتقاطعوا بالأرحام ، لعنهم
الله فأصمهم وأعمى أبصارهم .
٧١- قال الفقيه : إذا كان الرجل عند قرابته ، ولم يكن غائباً عنهم ،
فالواجب عليھ أن يصلهم بالهدية والزيارة ، فإن لم يقدر على الثلة بالمال
فليصلهم بالزيارة ، وبالإعانة في أعمالهم إن احتاجوا ، وإن كان غائباً
يصلهم بالكتابة إليهم ، فإن قدر على المسير إليهم كان المسير أفضل .
٧٢- قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ثلاثة نفر في ظل عرش الرحمن يوم
القيامة : واصل الرحم يمد له في عمره ، ويوسع له في رزقه ، وامرأة مات
زوجها وترك يتامى ، فتقم هي على الأيتام حتى يغنيهم الله ، أو يموتوا ،
والرجل اتخذ طعاماً ، فدعا إليه اليتامى والمساكين .
٧٣- وروى الحسن عن رسول الله ﷺ أنه قال :( ماخطا عبد خطوتين أحب إلي الله
تعالى من الخطوة إلى صلاة الفريضة ، وخطوة إلى ذي رحم المحرم ) .
٧٤- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : من اتقى ربه ، ورصل رحمه ، أنسئ له
في عمره - يعني يزداد في عمره - وأثري له ماله - يعني : كثر - وأحبه أهله .
١١- باب الغيبة (ص١٢٧)
٧٥- عن أبى هريرة قال قال رسول الله ﷺ :( أتدرون ما الغيبة؟ قالوا : اللهُ
ورسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيت إن كان فى أخى ما
أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد
بهته ) .
٧٦- وعن أبى الدرداء عن النبى ﷺ قال:( من رد عن عرض أخيه ، رد الله عن وجهه
النار يوم القيامة ) .
٧٧- قال الفقيه : ذكر عن بعض المتقدمين أنه قال : لو قلت : إن فلاناً ثوبه
قصير ، أو ثوبه طويل ، يكون غيبة ، فإذا ذكرت عن ثيابه يكون غيبة ، فكيف
إذا ذكرت عن نفسه .
٧٨- قال سفيان : الظن ظنان : ظن فيه إثم ، وظن ليس فيه إثم ، فأما الظن
الذي فيه إثم فالذي يتكلم به ، وإما الظن الذي ليس فيه إثم ، فما يضمره ولا
يتكلم به .
٧٩- وروى عن الحسن البصري : أن رجلاً قال : إن فلاناً قد اغتابك ، فبعث
إليه طبقاً من الرطب وقال : بلغني أنك أهديت إليَّ حسناتك ، فأردت أن
أكافئك عليها فاعذرني ، فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام .
٨٠- وذكر عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال : إن العبد ليعطي
كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن عملها ، فيقول : يارب ، من أين لي
هذا ، فيقول : هذا بما اغتابك الناس وأنت لا تشعر .
٨١- وذكر عن بعض الحكماء أنه قال : الغيبة فاكهة القراء ، وضيافة الفساق ،
ومراتع النساء ، وإدام كلاب الناس ، ومزابل الأتقياء .
٨٢- روي عن حاتم الزهد رحمه الله قال : ثلاثة إذا كن في مجلس فالرحمة عنهم
مصروفة : ذكر الدنيا ، والضحك ، والوقيعة في الناس .
١٢- باب النميمة (ص١٣٥)
٨٢- عن حذيفة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :( لا يدخل الحنة
قتات ) يعني نمام .
٨٣- روي عن قتادة أنه قال : كان يقال : إنّ شر عباد الله كل طعَّان لعَّان
نَّمام .
٨٤- وقال يحيى بن أكثم : النمام شر من الساحر ، ويعمل النمام في ساعة ما لا
يعمل الساحر في شهر .
٨٥- وقال أكثم بن صيفي : الأذلاء أربعة : النمام ، والكذاب ، والمديون ،
واليتيم .
٨٦- وعن الحسن البصري رحمه الله قال : من نقل إليك حديثاً فاعلم أنه ينقل
إلى غيرك حديثك .
٨٧- قال بعض الحكماء : من أخبرك بشتم عن أخ فهو الشاتم ، لا من شتمك .
٨٨- قال وهب بن منبه رحمه الله : من مدحك بما ليس فيك فلا تأمن له أن يذمك
بما ليس فيك .
٨٩- ذكر أن حكيماً من الحكماء ، زاره بعض أصدقائه ، وذكر بعض إخوانه ، فقال
له الحكيم : قد أبطأت في الزيارة ، وأتيتني بثلاث جنايات : بغضت إلى أخي ،
وشغلت قلبي الفارغ ، واتهمت نفسك بالمين .