بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على النبي الأمين ، و على آله و
صحبه أجمعين
و بـــعـــد ...
ينبغي على المسلم في أوقات الفتن أن لا يندفع إليها ولا يشارك فيها بقول
ولا فعل ؛ و إنما يسأل الله عز و جل أن يعصمه منها و يثبته على الدين ، و
بهذا يكون قد أبرأ ذمته أمام الله تعالى ،
و ليكن كالصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - عندما جاءه فئام
من الناس يريدون منه أن يشارك في تلك الفتنة التي وقعت بين الصحابة - رضي
الله عنهم - فرد عليهم قائلاً :
( لا أُقاتِل حتى تأتوني بسيفٍ له عينان و لسان و شفتان ، يعرف المؤمن من
الكافر ، إن ضربتُ به مسلماً نبأ عنه ، و إن ضربتُ به كافراً قتله ) رواه
الحاكم في مستدركه ٤ / ٤٩١ ، و قال : " حديث صحيح على شرط الشيخين و لم
يخرجاه " .
و في الأثر لما قاتل مروان بن الحكم الضحاك بن قيس ؛ أرسل مروان إلى
الصحابي الجليل أيمن بن خُريم الأسدي - رضي الله عنه - يطلب منه أن يقاتل
معه و يقف في صفه ، فرد عليه أيمن قائلاً :
( إن أبي و عمي شَهِدا بدراً فَعَهِدا إليَّ أن لا أقاتل أحداً يشهد أن لا
إله إلا الله ، فإن جئتني ببراءةٍ من النار قاتلتُ معك ) أخرجه أبو يعلى في
مسنده ٢ / ٢٤٥ .
و للإستزاده عن هذا الموضوع أحيلك أيها القارئ الكريم إلى كتاب نافع و ماتع
بعنوان :
( من سِيَر علماء السلف عند الفتن .. مُطَرِّف بن عبدالله الشِّخِّير
نموذجاً )
تأليف فضيلة الشيخ الدكتور : علي بن عبدالله الصيَّاح ،
فإنه كتاب مفيد يوضح لك منهج سلفك الصالح - رحمهم الله - في أوقات الفتن و
المحن التي تنزل على الأمة بالأخص منهج التابعي الجليل مُطَرِّف - رحمه
الله - و كيف كان منهجه عندما وقعت فتنة ابن الأشعث التي قُتِل فيها خلقٌ
كثير .
عصمنا الله و إياك من الفتن ما ظهر منها و ما بطن ، و ثبتنا و إياك على
الحق المبين و الصراط المستقيم .
و الحمد لله رب العالمين ،،،
|