|
نقنع أنفسنا بشكل أوبآخر , بأنّ الطالح قد أفسد على الصالح من ذوي الحاجة
والفاقة , ولم يعد هناك من نكاد نثق به في هذا الباب , فنحجم عن البذل والصدقة
والإحسان فيمر بنا زمن طويل لم نتصدق ولو بشئ يسير , ولم نحرص على التحرّي في
ذلك , فنحرم بهذا الأجر المترتب في قوله تعالى ( وماتنفقوا من شئ فهو يخلفه وهو
خير الرازقين ) وفي قوله – صلى الله عليه وسلم – ( مامن صباح يوم إلا وينزل فيه
ملكان يقول أحهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً
تلفاً ) بينما غيرنا – وهم قلّة – ممن وفقهم الله للصدقة الخفية والعطاء
المستمر قد سبقونا إلى الله تعالى وفازوا بالأجور الكثيرة لا ليوم ٍ بذلهم
ولاليومين وإنما هذا ديدنهم لايردّون سائلاً , ملأت السعادة قلوبهم بسبب ذلك ,
بل قال أحدهم : أجد المتعة في البذل ولو بشئ يسير , وإذا مرّ بي يوم لم أتصدق
أنكرت نفسي , وكلكم يعلم حديث ( تصدّق الليلة على زانية وغني وسارق ...) وكيف
أن الأجر ثبت للمتصدق بغض النظر عن حالة المتصدق عليه , هذا فضلاً عمن يشحّ
أصلاً بمال الله الذي آتاه إياه وديعة وعارية لينظر ماذا هو عامل فيه ؟ لذا
قدّم لنفسك لتستظل بصدقتك في يوم عظيم وكرب شديد ,
ياأخي : لاتلتفت للمثبطين عن الصدقة والإحسان فلن ينفعوك , واحرص على صحبة من
يحثّك على خلاص نفسك في مال الله تعالى تفقد أقرباءك وجيرانك وأصحابك ممن هم
بحاجة وأدخل السرور عليهم ولاتحقرنّ من المعروف شيئاً , وانتصر على نفسك وطمعها
والشيطان وخططه , والمثبطين وحججهم الواهية وكن باذلاً كريماً سخياً منفقاً
وأبشر بالخلف العاجل من ربك فأنت تتعامل مع الكريم المنان ذي الفضل والإحسان