|
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده , وبعد:
روائح المجالسين
كثيراً مايتصل الناس بعضهم ببعض وفي مناسبات عديدة , ويتجاذبون أطراف الحديث ,
وهذا شئ جميل ولاشك إن كان على خير وفائدة , وما أريد قوله هنا: هو أن بعض
الناس تصدر منه روائح كريهة وخصوصاً إذا زاد قربه منك , وهو لا يشعر بذلك وأنت
تشيح بوجهك بين الفينة والأخرى عنه لكنّك تقبل عليه مجاملة ولاتجرؤ على مصارحته
بتنبيهه على ما ينبعث من فمه مثلاً كخلو معدته من الطعام , أو مايعانيه من
التهابات في لثّته , أو نسأل الله تعالى السلامة مايشمّ منه بسبب التدخين , أو
تناوله طعاما فيه بصل أو ثوم , أو رائحة العرق , أو تعطّره– حسب مزاجه - بعطر
غريب من نوعه مزعج للأنوف , أو....إلخ , الحاصل يا أخي :
ينبغي أن نتعاهد أنفسنا بأن لاتفوح منا إلا الروائح الطيبة , ونحترم من نجالس ,
فإن كنا نعاني من مرض في اللثة فعلينا أن نبادر إلى علاجه , وإن كانت المعدة
خالية أن نزودها ولو بالقليل , وأن نبتعد عن التدخين أصلاً ,
والذي دعاني - عزيزي القارئ – إلى هذا الكلام أنني بليت في أحد الاجتماعات
بمريض وهو من أهل اليسار والغنى قادر على علاج ماينبعث من فمه , عن يميني ومدخن
عن يساري , وكلاهما يكثر الحديث معي في ثنايا الاجتماع , فكنت أرقب وقت
الاجتماع على مضضٍ متى ياترى ينتهي ؟ ياليته ينتهي في وقته المحدد لأقفز من
مكاني وأتنفس الصعداء , وربما بليتم بما بليت به في بعض المناسبات , لكن ما
الحل ؟
لنفكّر سوياً بحل أمثل بعيد عن التجريح وإرباك المشاعر , ولو برسالة على غرار
إياك أعني واسمعي يا جارة