الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آلـه وصحبه ومن اهتدى بهديه ...
أما بعد:
فلقد كان الصحابة والتابعين يُكِنُّوْن
لعائشة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- كُل
الْحُب وَالْوِد وَالِإِحْتِرَام
وَالْتَّقْدِيْر، فَهِي زَوْج الْنَّبِي
صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم، وَأَحَب
نِسَائِه إِلَيْه، وَهِي أُم
الْمُؤْمِنِيْن، وَهِي بِنْت أَبِي بَكْر
الْصِّدِّيق -رَضِي الْلَّه عَنْه-
وَكَانُوْا يَرْجِعُوْن إِلَيْهَا فِيْمَا
أُشْكل عَلَيْهِم وَيَسْتُنَيَرُون
بِرَأْيِهِا وَبِفْقَهِهَا فِيْمَا يَرُد
إِلَيْهِم.
فعن أبي أَبِي بُرْدَة عن أبي موسى
الأشعري -رَضِي الْلَّه عَنْه- قال: [مَا
أُشكلَ عَلَيْنَا أَصْحَاب رَسُوْل
الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه
وَسَلَّم- حَدِيْث قَط فَسَأَلْنَا
عَائِشَة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- إِلَا
وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْه عِلْمَاً].
رواه الترمذي في سننه [5/517] [3883]
وقال: حديث حسن صحيح غريب.
وابن عدي الجرجاني في الكامل [3/196]،
وأورده أبو إسحاق الشيرازي في طبقات
الفقهاء [ص47]، والصالحي الشامي في سبيل
الهدى والرشاد [11/179]، والتبريزي في
مشكاة المصابيح [3/350] [6185]، والسيوطي
في اسعاف المبطأ برجال الموطأ [ص131]،
وحسنه الذهبي في سير أعلام النبلاء
[2/179]، وصححه الألباني في تحقيق المشكاة
[3/350] [6185].
وعن هشام بن عروة
أن أباه -عروة بن الزبير بن العوام- ذكر
عائشة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- فقال:
[كَانَت أَعْلَم الْنَّاس بِالْحَدِيْث،
وَأَعْلَم الْنَّاس بِالْقُرْآَن،
وَأَعْلَم الْنَّاس بِالْشِّعْر].
أخرجه الفيسَويّ في المعرفة والتاريخ
[1/489]، والحاكم في المستدرك [4/12]،
وإسناده صحيح.
وعن عَطَاء بْن رَبَاح قال: [كَانَت
عَائِشَة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- أَفْقَه
الْنَّاس، وَأَعْلَم الْنَّاس، وَأَحْسَن
الْنَّاس رَأْيَا فِي الْعَامَّة].
أخرجه الحاكم في المستدرك [4/12]، وأورده
المزي في تهذيب الكمال [35/234]، وإسناده
صحيح.
وعن مَسْرُوْق بِن الْأَجْدَع قال: [لَقَد
رَأَيْت الْأَكَابِر مِن أَصْحَاب رَسُوْل
الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه
وَسَلَّم- يَسْأَلُوْن عَائِشَة -رَضِي
الْلَّه عَنْهَا- عَن الْفَرَائِض].
أخرجه ابن سعد في طبقاته [2/375]، وأبي
يوسف الفسَويّ في المعرفة والتاريخ [489]
\"واللفظ له\" ، والطبراني في المعجم
الكبير [23/181] [291]، والحاكم في
المستدرك [4/12]، وحسنه الهيثمي في مجمع
الزوائد [9/242].
المراجع:
1. سنن الترمذي لأبي عيسى الترمذي ، طبعة
دار الحديث - القاهرة - (1426هـ-2005م) ،
تحقيق: أحمد شاكر + د. مصطفى الذهبي.
2. الكامل في ضعفاء الرجال لإبن عدي
الجرجاني ، طبعة دار الفكر - بيروت -
الطبعة الثالثة (1409هـ-1998م) ، تحقيق:
د.سهيل زكار.
3. طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي ،
طبعة دار الرائد العربي - بيروت - الطبعة
الأولى (1970م) ، تحقيق: إحسان عباس.
4. سُبل الهدى والرشاد في سيرة خير
العبَاد ، طبعة دار الكتب العلمية -بيروت-
الطبعة الأولى (1414هـ-1993م) ، تحقيق:
عادل أحمد عبد الموجود + علي محمد عوض.
5. مشكاة المصابيح لمحمد الخطيب التبريزي
، طبعة المكتب الإسلامي -بيروت- الطبعة
الثالثة (1405هـ-1985م)، تحقيق: محمد ناصر
الدين الألباني.
6. اسعاف المبطأ برجال الموطأ ، طبعة دار
الهجرة -دمشق- الطبعة الأولى
(1410هـ-1990م) ، تحقيق: موفق جبرا.
7. سير أعلام النبلاء للذهبي ، طبعة مؤسسة
الرسالة -بيروت- الطبعة التاسعة
(1413هـ-1993م) ، تحقيق: شعيب الأرناؤط.
8. الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد ، طبعة
دار صادر -بيروت- الطبعة الأولى (1968م)
تحقيق: إحسان عباس.
9. المعجم الكبير لأبي القاسم الطبراني ،
طبعة مكتبة العلوم والحكم -المدينة
المنورة- الطبعة الثانية (1404هـ) ،
تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي.
10. المستدرك لأبي عبد الله الحاكم
النيسابوري ن طبعة دار الكتب العلمية
-بيروت- الطبعة الأولى (1411هـ-1990م) ،
تحقيق: مصطفى عبد القادر.
11. مجمع الوزائد ومنبع الفوائد للهيثمي ،
طبعة دار الكتب العلمية -بيروت- (1408هـ -
1988م).
12. المعرفة والتاريخ لأبي يوسف الفَسَويّ
، طبعة مؤسسة الرسالة -بيروت- الطبعة
الثانية (1401هـ) ، تحقيق: د. أكرم ضياء
العمري.
13. تهذيب الكمال في أسماء الرجال لأبي
الحجاج يوسف المزي ، طبعة مؤسسة الرسالة
-بيروت- الطبعة الأولى ، تحقيق: د. بشار
عواد معروف.