|
( ...... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ... ) الرعد 11
إخوة الإيمان :
كلنا يعلم أن أمتنا تمر بفترة ضعفٍ و هوان ، تسلط عليها أعداؤها من كل مكان
يسومونها سوء العذاب يُذبِّحون الأبناء و يهتكون الأعراض و يُدنِّسون الحرمات ،
بل ويضربون بعضنا ببعضٍ لبناء إسرائيل الكبرى و صربية الكبرى و أمريكا الكبرى و
لاقتلاع دين الإسلام من الأرض إما بالتقتيل و الإبادة و إما بالتشتيت و الإذابة
في مجتمعاتهم لفاجرة الكافرة حتى لا تقوم للإسلام قائمة .. مستغلين ابتعاد
المسلمين عن دينهم و تفرقهم و تمزقهم ، فأصبح دمنا أرخص الدماء و عِرضُنا
مشاعاً للجميع يُباد المسلمون في كوسوفو و فلسطين و العراق و غيرها و تُهتك
الأعراض و يُشرَّد الملايين من أبناء المسلمين فلا تجد ناصراً و لا معيناً ..
قد استرد السبايا كلُّ منهزمٍ *** لم تُبقِ في أسرها إلا سبايانا
و ما رأيت سياط الظلم داميةً *** إلا رأيت عليها لحم أسرانا
في 30 سبتمبر عام 2005 م نشرت صحيفة جيلاندز بوستن الدنماركية 12
رسماً يسخر من رسول الله صلى الله عليه و سلم و رفضت الصحيفة الاعتذار و أصرت
على أن ما قامت به يدخل في باب حرية الرأي و التعبير ، و رفض رئيس وزراء
الدنيمارك الاجتماع بسفراء 11 دولة إسلامية بناء على طلبهم لمناقشة الموضوع .!
و في 10 / 1/ 2006م أعادت مجلة ماجازينت النرويجية نشر نفس الرسوم الساخرة . و
في هولندا تسخر النائبة ( أيان جيرسي ) من الإسلام و تصفه بأنه ثقافة متخلفة و
تسخر من رسول الله صلى الله عليه و سلم . و يشارك في أمريكا بات روبتسن و القس
جيري فويل و القس فرانكلين جراهام و هم الآباء الروحيون لبوش الصغير بالتهجم
على سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فيصفونه بأقذع الأوصاف من متطرف و
سارق و قاطع طريق و قدوة كراهية و رجل عنف .. علماً بأن القس فرانكلين جراهام
هو الذي أشرف على مراسيم تنصيب الرئيس بوش الصغير الذي تحدث عن قيادته لحرب
صليبية ، فهو يريد تحقيق عودة المسيح بعد حرب هرمجدون ضد الإسلام حسب التعاليم
المسيحية و الصهيونية المزعومة .
و تُحرِّض صحيفة توكسون سيتزن الأمريكية على قتل المسلمين في مساجد أمريكا رداً
على موت الجنود الأمريكان في العراق فتخاطب المواطن الأمريكي قائلة : في أي وقت
تقع فيه عملية اغتيال يجب أن تذهب إلى أقرب مسجد و تقتل أول خمسة مسلمين
تقابلهم فهذه حرب مقدسة ..!و تصف قناة أمريكية حجاج المسلمين كقطيع الغنم . و
قارن بين هذه السخرية و الاستهزاء و بين حصول اليهود من الأمم المتحدة على
تجريم كل من يشكك في مذبحة الهولوكوست المزعومة ..!
إخوة الإيمان : ( ...... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى
يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ... )
فلنحاسب أنفسنا :
هل نحن أهلٌ لنصر الله تعالى ؟ و لا تقل : ماذا فعل العلماء ؟ و ماذا فعلت
الأحزاب و المنظمات و الجمعيات ؟ بل قل : ماذا فعلتً أنت ؟
هل قاطعت منتجات الأعداء المحتلين لأرضك المستهترين بكل القيم ؟
هل شاركت في إغاثة المظلومين من المسلمين في أرجاء الأرض ؟
هل ساهمت في بناء المساجد في الدول الإسلامية التي يتسابق لبناء الكنائس فيها
الجميع ؟
هل دعوت الله تعالى بإخلاص على أعداء الله تعالى ؟
هل حرصت على تربية أبنائك على طاعة الله تعالى ؟
هل حرصت على صلاة الجماعة و صلاة الفجر و العصر
فإنها مقياس عزة الإسلام و المسلمين ؟
أم أنك جلست تقلل من قيمة أي عمل و أية مبادرة و تضحك و تستهزء بأي أُسلوبٍ
للرد على العدوان ؟
حاسب نفسك فإن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .