|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين .
••
مقدمة مختصرة /
أيقن أنّ رمضان فرصة لكل خير ، وموعداً للإنطلاقة الكبرى نحو ملكوت السماء
، والفوز برضا الرحمن ، واكتساب عز الدنيا والآخرة .
أيقن أنّ رمضان غنيمة لعتق الرقاب من النّار لتفوز بسعادة الأبد والنجاة من
أعظم خطر .
أيقن أنّ رمضان موسماً لإصلاح النفس ، وتعديل السلوك ، واكتساب العادات
الحسنة .
أيقن أنّ رمضان ميقاتاً لإصلاح الخلل وسد الرتق .
أيقن أنّ رمضان وقت إنطلاق لأن تكون من المصلين المسبحين المتصلين بكتاب
الرابحين للحسانت .
🌱خطتي في رمضان
🌱
( كتبتها مختصرة بلسانك ، ولعلها تقع عندك بمكان ، وتبرز لدنيا الواقع )
••
أولاً : إصلاح صلاتي
وأعظمها المحافظة على الفرائض فهي أجل قربى ، وأرجى طاعة ، سأهتم فيها
اهتماماً خاصاً لأنّ التفريط فيها أكبر خطر على صاحبه ، ورمضان فرصة لإصلاح
الخلل فيها .
سأحرص على صلاة التراويح ؛ أيعقل أن أتركها وفيها أجر قيام كل ليلة ،
والفوز بمغفرة ذنوبي بسببها .
وسأبدأ عهداً جديداً مع السنن الرواتب لأفوز كل يوم ببيت في الجنّة ،
والسنن الرواتب هي :
( ركعتان قبل الفجر ، وأربع قبل الظهر وركعتان بعدها ، وركعتان بعد المغرب
، وركعتان بعد العشاء )
تكاسلت عنها كثيراً وحان وقت المحافظة والحرص عليها .
••
ثانياً : قرآني في رمضان
وذلك بقراءة ثلاثة أجزاء كل يوم ، وإن ضعفت فلا أقل من جزء أو جزأين ،
ووالله إنّي لألوم نفسي وأنّا أرى المتنافسين على الختمات وأنا لا زلت
أرواح مكاني بل وأتراجع القهقرى .
إن لم اقرأ في رمضان فمتى سأقرأ !؟
إن لم أفرّغ وقتي له في رمضان فمتى أفرّغه !؟
إن لم اغتنم رمضان للتلاوة فمتى اغتنم !؟
••
ثالثاً : سألتزم بأذكار الصباح والمساء
ففيهما الأجر العظيم ، والتعويض عن كثير من الطاعات .
••
رابعاً : سأحافظ على وقتي في رمضان .
فرمضان أيام قليلة ، وساعات معدودة ، وبإذن الله سأربي نفسي في المحافظة
على الوقت ، وهناك أوقات سأعاتي بها عناية خاصة فمنها :
* الحرص على جلسة الإشراق فكم فيها من أجور التي لا تُحصى .
* السعي للتقدّم للمسجد مع أول الوقت .
* الجلوس بعد العصر لقراءة القرآن ففترة العصر طويلة هذه الأيام .
* سأغتنم ساعتين مهتمين في رمضان :
الساعة الأولى قبيل الإفطار سأفرّغه للدعاء ورفع حوائجي لمولاي ، فربي كريم
جواد يُحب الملحين في الدعاء .
والساعة الثانية قبيل الفجر ، وهي ساعة السَحَر - وهو وقت نفيس - سأجعله
خالصاً لوجه الله ، سأناجي فيه ربي وأكثر من الإستغفار والدعاء .
* سأفرغ بعض وقتي بعد التراويح لزيارة رحمي وصلتهم ، فلقد قصّرت معهم
كثيراً ، ولعل رمضان بداية العودة لهذا الخير العظيم .
•• سأحرص على العمرة في رمضان
ومن أعظم ماشجعني عليها أنّ أجرها ( كحجة مع النبي ﷺ ) فأي فضل أعظم من هذا
!
•• سأحرص على التوبة وتجديدها
وبعض النّاس يظنّ التوبة للعاصين فقط وماعلِم أن سيد التائبين هو رسول الله
فكيف أنّا وأنت !
فلذا سأجدد التوبة كل وقت في رمضان لحاجتي إليها .
• وأذكركم بهذا الحديث لعله أن يكون دافعاً لنا جميعاً في العناية في طاعة
الرحمن والإستجابة له في هذا الشهر ، صَعَد النبي صلى الله عليه وسلم يوماً
المنبر فقال : آمين ، آمين ، آمين . قيل : يا رسول الله إنك صعدت المنبر
فقلت : آمين ، آمين ، آمين . فقال : إن جبريل عليه السلام أتاني فقال لي :
مَن أدرك شهر رمضان فلم يُغْفَر له ، فدخل النار ، فأبعده الله ، قُل آمين
، فقلت : آمين...."
رواه ابن خزيمة والحاكم وصححه .
فتأمّل معي بالله عليك :
الداعي - هنا - جبريل عليه السلام .
المُؤمّن على الدعاء محمد وهو بمقام الداعي .
وزاد الدعاء تخويفاً أنّه صار على منبره ﷺ .
فأي رعب يصيب النفوس وهي تسمع بمثل هذا ثم لا تسعى في اغتنام رمضان ،
والحذر من أن تُصيبه هذه الدعوة بعدم تعظيمه وإجلال من أمر بتعظيمه !!
* أخي أخيتي .
ألحوا بالدعاء على الله بأن يقبلك ويقبل منك .
ألحوا بالدعاء على الله بأن يعينكم ويُوفقكم لهداه .
ألحوا بالدعاء على الله بأن يجعلكم في هذا الشهر أرضى العباد وأسعدهم وأن
يكتب لكم الحب في ملكوت السماء .
* وقبل أن أضع قلمي أوصيكم أوصي نفسي وإياكم
أن نكون جادين في الأخذ بالأوامر ، عازمين في هذا الشهر أن نجعله نقطة
تحوّل في حياتنا بالإلتزام بالشعائر وتأدية الفرائض واغتنام بقية العمر .
فهل نضمن أن ندرك رمضان مرة أخرى ؟
وهل نضمن صحتنا وعافيتنا في مستقبل الأيام ؟
اللهم أعنّا على مراضيك ، وخذ بنواصيك لمحابِّك ، وارضَ علينا وأرضنا
يارحمن .
كتبه أخوكم / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
المملكة العربية السعودية / محافظة أملج ( الحوراء )
١٤٣٩/٨/٢٣