|
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
هذه مسائل مختصرة في : التأمين( قول: آمين) بعد الفاتحة والدعاء ،
ورفع اليدين في الدعاء.
1- ذكر الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - في تصحيح الدعاء أن : التأمين من
خصوصيات هذه الأمة لحديث: " ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على آمين
...." رواه أحمد وابن ماجه والبخاري في المفرد وصححه الألباني في صحيح
الجامع.
2 - قال البخاري في كتاب الأذان - باب جهر الإمام بالتأمين أ.هـ- في
الفاتحة - سنة مؤكدة -عند الجمهور-.
3- نقل ابن حجر في الفتح عند شرحه لأحاديث الـتأمين : لا يستحب مقارنة
الإمام في شيء من الصلاة غيره -أي غير التأمين- .
4- قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - : وبه تعلم تفريط بعض الأئمة من
تأخره بالتأمين بعد بدء المأمومين به .
5- وفي صحيح البخاري كتاب الأذان - باب فضل التأمين ، وذكر حديث " إذا قال
أحدكم آمين ، وقالت الملائكة في السماء آمين ، فوافقت إحداهما الأخرى ،
غُفر له ما تقدم من ذنبه " .
6- قال ابن المنَيرِّ : وأي فضل أعظم من كونه قولا يسيرا لا كلفة فيه ، ثم
قد رتبت عليه المغفرة .
7- قال ابن رجب - في شرح البخاري-: ولا يستحب أن يصل (آمين ) بذكر آخر مثل
أن يقول : آمين رب العالمين ؛ لأنه لم تأت به السنة .أ.هـ ، وكذا قوله
استعنا بالله بعد (..وإياك نستعين ) بل ينصت ويؤمِّن بعد نهاية السورة .
8- أورد ابن حجر في الفتح - في باب فضل التأمين - رواية الأعرج لأنها مطلقة
غير مقيدة بحال الصلاة -أي التأمين بعد قراءة الفاتحة-.
9- وقال : ويؤخذ منه مشروعية التأمين لكل من قرأ الفاتحة سواء كان داخل
الصلاة أو خارجها لقوله " إذا قال أحدكم ...".....، فيستحب التأمين إذا أمن
القارئ مطلقا لكل من سمعه من مصل أو غيره .
10- وفي تفسير البغوي : يسن لمن صلّى بأخر البقرة أن يقول : آمين .
11- وقيل يؤخذ منه أن المصلي متى قرأ آية فيها دعاء يسن له أن يقول : آمين
؛ لكن لم يثبت منها شيئ مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
12- رفع اليدين في الدعاء ، وفيه مسائل :
1) تواترت الأحاديث في رفع اليدين في الدعاء تواترا معنويا في وقائع متعددة
فيها رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه الشريفتين للدعاء ، ورفعهما من
آداب الدعاء ومستحباته بالإجماع إلا في حالة واحدة : في خطبة الجمعة ،
فيكره رفعهما للخطيب والمستمع .
2) يرفع الداعي يديه إلى منكبيه ، أو نحوهما ، ضاماً لهما غير مفرقتين ،
باسطاً بطونهما نحو السماء ، وظهورهما نحو الأرض ، وإن شاء قنّع بهما وجهه
، وظهورهما نحو القبلة ، وهذه هي الصفة العامة في رفع اليدين حال الدعاء
مطلقا ، وفي قنوت الوتر والاستسقاء .
3) تواتر من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الاتجاه إلى القبلة حال الدعاء
في أحوال كثيرة ؛ واستقبال القبلة حال الدعاء مستحب شرعاً ، وهذا إجماع ،
وتواتر من هدي النبي صلى الله عليه وسلم رفع الأيدي للدعاء بطونها إلى
السماء .
4) مسألة : رفع البصر إلى السماء حال الدعاء هي على نوعين : الإجماع على
النهي عن رفع المصلي بصره إلى السماء داخل الصلاة للحديث الثابت في ذلك "
لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم
أبصارهم " رواه مسلم – النوع الثاني : رفع الداعي بصره إلى السماء وهو خارج
الصلاة ففيه خلاف : قيل بالكراهة ، والصحيح جوازه وهو الذي عليه أهل
التحقيق ، وقالوا : ليس هذا لكون السماء قبلة الدعاء ، وإنما لما يجده
الداعي في نفسه من تعلق قلبه بربه سبحانه وتعالى ، وقد رفع النبي صلى الله
عليه وسلم بصره في أحوال .
13- التأمين مشروع داخل الصلاة في قنوات وتر ونحوه ، وجاء في تفسير قول
الله تعالى ( قد أجيبت دعوتكما ) أن موسى عليه الصلاة والسلام كان يدعو
وهارون يؤمِّن ، فسماهما الله داعيين " رواه الحكيم الترمذي في نوادر
الأصول ، وابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه ، لكن قال ابن حجر : لم يصح
.
14- ومن فضل التأمين أنه من أسباب إجابة الدعاء كما جاء في المستدرك من
حديث حبيب بن مسلمة ، فـ" الداعي في ملأ يؤمِّن عليه باقيهم " ، والتأمين
في الحقيقة دعاء معناه : اللهم استجب ، فهو بمثابة دعاء مجمل بعد الدعاء
المفصل .
15- يشرع للداعي أن يؤمِّن (يقول : آمين) على دعاء نفسه لحديث " أن النبي
صلى الله عليه وسلم سمع رجلا قد ألحّ في المسالة ، فقال : أوجب إن ختم ،
فقال رجل من القوم : بأي شيء يختم ؟ فقال : بأمين ..." رواه أبو داود وضعفه
الألباني في ضعيف الجامع .
16- مسألة: ختم الأدعية والدعوات المكتوبة في عالم التواصل بكلمة (آمين) هل
هي داخلة في ذلك . فيشرع كتابتها أم لا ؟!.
هنا مجموعة اعتبارات بها يتبين أو تتجلى تلك المسألة :
1) هل كاتب وناقل وناسخ الدعاء له قصد ونية وتعبد لله بهذا الدعاء .
2) إن كان كذلك -أي له نية وقصد -، فقد قيل أن الكتابة من أنواع القول ؛
بمعنى الكاتب والناقل والناسخ - للدعاء - مثل من يتلفظ بجمل الدعاء .
فيشرع بحقه التأمين ؛ لأدلة مشروعية قول (آمين) لمن يدعو بلسانه .
3) ويمكن أن يقال لو تلفظ بلسانه بعد كتابة الدعاء بقول (آمين ) دون
كتابتها لحسن فعله .
4) كل هذا من أجل استحضار عظم ختم الدعاء كتابةً أو قولاً بقول (آمين).
هذا والله أعلم ، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين .
جمع وترتيب اخوك / عبدالله بن
محمد أباالخيل - أبو محمد- تويتر( aabb8010@) .