|
1. عن أبي بكرة - رضي
الله-عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم
خلق الله السماوات والأرض ، والسنة اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرم : ثلاث
متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ))
الحديث . متفق عليه [1].
2. عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : قال
رسول الله : (( أفضل الصيام بعد رمضان ، شهر الله المحرم ، وأفضل الصلاة بعد
الفريضة ، صلاة الليل )) [2].
3. عن عائشة-رضي الله عنها- قالت : كان يوم
عاشوراء تصومه قريش [3] في الجاهلية ،فلما قد المدينة
[4] صامه وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء ،
فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه . متفق عليه [5].
4. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قدِم
النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ((ما
هذا ؟ )) . قالوا : هذا يوم صالح . هذا يوم نجي الله بني إسرائيل من عدوهم
فصامه موسى ، قال:(( فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه )) متفق عليه
[6].
5. عن أبي موسى-رضي الله عنه- قال:كان يوم
عاشوراء تعده اليهود عيداً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((فصوموه أنتم
)) متفق عليه [7].
6. عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن
أبي سفيان – رضي الله عنهما – يوم عاشوراء ، عام حجّ، على المنبر يقول: (( يا
أهل المدينة ! أين علماؤكم ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((هذا
يوم عاشوراء ، ولم يكتب الله عليكم صيامه ، وأنا صائم ، فمن شاء فليصم ومن
شاء فليفطر )) متفق عليه [8].
7. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : (( ما
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضَّلة على غيره إلا هذا اليوم
يوم عاشوراء ، وهذا الشهر – يعني شهر رمضان )) [9].
8. عن الرُّبّيع بنت معوذ – رضي الله عنها –
قالت : أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : ((من
أصبح مفطراً فليتم بقية يومه ، ومن أصبح صائماً فليصم )) قالت: فكنا نصومه
بعد ونصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن [10]،
فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار . متفق عليه
[11].
9. عن سلمة بن الأكوع – رضي الله عنه – قال :
أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من أسلم [12] أن أذن
في الناس أن من أكل فليصم بقية يومه،ومن لم يكن أكل فليصم ،فإن اليوم يوم
عاشوراء.متفق عليه [13].
10. عن أبي قتادة-رضي الله عنه- :عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام
الدهر كله، صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله، والسنة
التي بعده ، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله ))
[14].
11. ما رواه عبد بن عمر – رضي الله عنهما – أن
أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
صامه والمسلمون ، قبل أن يفترض رمضان ، فلما افترض رمضان قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : (( إن عاشوراء يوم من أيام الله ، فمن شاء صامه ، ومن شاء
تركه )) [15].
12. عن جابر بن سمرة - رضي الله عنهما- قال :
(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ، ويحثنا عليه
، ويتعاهدنا عنده ،فلما فرض رمضان ،لم يأمرنا ،ولم ينهنا ،ولم يتعاهدنا عنده
)) [16].
13. عن ابن عمر-رضي الله عنهما- قال : (( صام
النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان ترك ، وكان
عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه )) [17].
14. ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه
قال : (( حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه ،
قالوا : يا رسول الله ! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : (( فإذا كان العام المقبل ، إن شاء الله ، صمنا اليوم
التاسع )) . قال : فلم يأت العام المقبل حتى تُوفي رسول الله صلى الله عليه
وسلم . وفي رواية : (( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ))
[18].
15. عن الحكم بن الأعرج قال : انتهيت إلى ابن
عباس – رضي الله عنهما – وهو متوسد رداءه عند زمزم ، فقلت له : أخبرني عن صوم
عاشوراء ؟ فقال : إذا رأيت هلال المحرم فاعدد ، وأصبح يوم التاسع صائماً .
قلت : هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه ؟ قال : (( نعم ))
[19].
16. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: ((
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء يوم العاشر))
[20].
17. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود ،
وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً )) [21].
قال ابن قيم الجوزية : ( فمن تأمل مجموع روايات ابن عباس ، تبَّين له زوال
الإشكال ، وسعة علم ابن عباس – رضي الله عنهما - ، فإنه لم يجعل عاشوراء هو
اليوم التاسع ،بل قال للسائل:(( صم اليوم التاسع )) ، واكتفى بمعرفة السائل
أن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر الذي يعده الناس كلهم يوم عاشوراء ، فأرشد
السائل إلى صيام التاسع معه ، وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يصومه كذلك، فإما أن يكون فعل ذلك هو الأولى ، وإما أن يكون حمل فعله على
الأمر به ، وعزمه عليه في المستقبل ، ويدل على ذلك أنه هو الذي روى : ((
صوموا يوماً قبله ويوماً بعده )) وهو الذي روى : ((أمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء يوم العاشر )).
وكل هذه الآثار عنه ، يصدق بعضها بعضاً ، ويؤيد بعضها بعضاً . فمراتب صومه
ثلاث : أكملها : أن يُصام قبله يوم وبعده يوم ، ويلي ذلك أن يُصام التاسع
والعاشر ، وعليه أكثر الأحاديث ، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ، وأما
إفراد التاسع فمن نقص فهم الآثار ، وعدم تتبع ألفاظها وطرقها ، وهو بعيد من
اللغة والشرع ، والله الموفق للصواب ) ا.هـ [22].
وقال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله - : ( فإن اشتبه عليه أول الشهر صام
ثلاثة أيام ، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر )
[23]
المصدر :
كتاب البدع الحولية
------------------
[1] - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري (10/7)
كتاب الأضاحي ، حديث رقم ( 5550) ، ورواه مسلم في صحيحه (3/1305) كتاب
القسامة ، حديث رقم (1679).
[2] - رواه الإمام أحمد في مسنده ( 2/ 303) . ورواه مسلم
في صحيحه (3/821) كتاب الصيام ، حديث رقم (1163) . ورواه أبو داود في سننه
(2/ 811) كتاب الصوم ، حديث رقم ( 2429) . ورواه الترمذي في سننه مختصراً
(2/12) أبواب الصوم ، حديث رقم (737) .وقال : حديث حسن . ورواه النسائي في
سننه (3/206، 207) باب قيام الليل . ورواه ابن ماجه في سننه (1/554) كتاب
الصيام ، حديث رقم (1742) .
[3] -هي قبيلة من أشهر قبائل العرب وأقواها ، شرَّفها الله
ببعث النبي صلى الله عليه وسلم منهم ، قال – عليه السلام - : (( إن الله
اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني
هاشم ، واصطفاني من بني هاشم )) [رواه مسلم (4/1782) حديث رقم (2276) ].
واختلف العلماء في سبب تسميتهم بهذا الاسم على أقوال كثيرة : قيل نسبة إلى
قريش بن بدر بن يخلد بن الحارث بن يخلد بن النضر بن كنانة . وقيل : نسبة إلى
النضر بن كنانة سمي قريشاً لوصف قومه له بأنه كالحمل القريش – الشديد - .
وقيل : نسبة إلى دابة بالبحر تأكل دواب البحر تدعي القرش ، وقيل : إن النظر
بن كنانة كان يقرش عن حاجة الناس فيسدها بماله ، والتقريش : التفتيش ، وقيل :
نسبة إلى التقرش وهو التكسب والتجارة ، وقيل : نسبة إلى التقرش وهو التجمع .
والراجح- والله أعلم-أن قريش هو النضر بن كنانة ، فما كان من ولده فهو قرشي ،
ومن ليس بولده فليس بقرشي . يُراجع : تاريخ الطبري (2/263-265) ، والبداية
والنهاية (2/ 218- 229) .
[4] - المدينة : وكانت تسمى في الجاهلية : يثرب . وهي
مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومهاجره، ورد في فضلها وأنها بلد حرام ،
أحاديث كثيرة ، عقد لها البخاري كتاباً في صحيحه وسماه كتاب : فضائل المدينة
، وفيها مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وقبره ومنبره اللذين ورد في أن ما
بينهما روضة من رياض الجنة ، وبها استقر خير أمة محمد عليه والسلام من
الخلفاء الراشدين والصحابة وبها ماتوا ودُفنوا. وفي شمالها يقع جبل أحد الذي
وقعت عنده الغزوة المشهورة غزوة أحد ، وهي في حرة سبخة الأرض ، وبها نخيل
كثيرة ومياه ومزارع . وتقع شمال مكة على نحو عشر مراحل (حوالي 450كم) . يراجع
: معجم البلدان (5/82، 88) ، وصحيح البخاري (2/220- 255) كتاب فضائل المدينة
.
[5] - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري
(4/244) كتاب الصوم، حديث رقم (2002)، واللفظ له . ورواه مسلم في صحيحه
(2/792) كتاب الصيام ، حديث رقم (1125). ورواه الترمذي في سننه (2/127) أبواب
الصوم ، حديث رقم (750) ، وقال : والعمل على هذا عند أهل العلم ، على حديث
عائشة وهو حديث صحيح ، لا يرون صيام عاشوراء واجباً إلا من رغب في صيامه ،
لما ذكر فيه من الفضل .
[6] - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري
(4/244) كتاب الصوم، حديث رقم (2004)، واللفظ له . ورواه مسلم في صحيحه
(2/795) كتاب الصيام ،حديث رقم (1130) .
[7] - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري
(4/244) كتاب الصوم،حديث رقم (2005)،ورواه مسلم في صحيحه (2/796) كتاب الصيام
،حديث رقم (1131).
[8] - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري
(4/244) كتاب الصوم،حديث رقم (2003)،ورواه مسلم في صحيحه (2/795) كتاب الصيام
،حديث رقم (1129).
[9] - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري
(4/245) كتاب الصوم،حديث رقم (2006)،ورواه مسلم في صحيحه (2/797) كتاب الصيام
،حديث رقم (1132).
[10] - العهن : هو الصوف ، أو الصوف المصبوغ . يُراجع :
فتح الباري (4/201) .
[11] -رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح
الباري(4/200)كتاب الصوم،حديث رقم (1690)،ورواه مسلم في صحيحه(2/798،
799)كتاب الصيام،حديث رقم(1136)
[12] - أسلم : بطن من خزاعة ، من القحطانية ، من قراهم :
وبرة ، وهي من أعراض المدينة . يُراجع : معجم قبائل العرب (1/26) .
[13] - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري
(4/245) كتاب الصوم،حديث رقم (2007) واللفظ له ،ورواه مسلم في صحيحه (2/798)
كتاب الصيام ،حديث رقم (1135).
[14] - رواه أحمد في مسنده ( 5/ 296،297) . ورواه مسلم في
صحيحه (3/818، 819) كتاب الصيام ، حديث رقم (1163) . ورواه أبو داود في سننه
(3/ 818، 819) كتاب الصيام ، حديث رقم ( 3435) . ورواه الترمذي في سننه
مختصراً (3/136) أبواب الصوم ، حديث رقم (749) .ورواه ابن خزيمة في صحيحه (3/
288) أبواب صوم التطوع، حديث رقم (2087) .
[15] - رواه الإمام أحمد في مسنده ( 2/ 57) . ورواه مسلم
في صحيحه (2/792، 793) كتاب الصيام ، حديث رقم (1136) . ورواه أبو داود في
سننه (3/ 817، 818) كتاب الصوم ، حديث رقم ( 3443) .ورواه ابن خزيمة في صحيحه
(3/ 284) أبواب صوم التطوع، حديث رقم (2082) .
[16] - رواه الإمام أحمد في مسنده ( 5/ 96) . ورواه مسلم
في صحيحه (2/794، 795) كتاب الصيام ، حديث رقم (1138).ورواه ابن خزيمة في
صحيحه (3/ 284، 285) حديث رقم (2083) .
[17] -رواه الإمام أحمد في مسنده ( 2/ 4) . ورواه البخاري
في صحيحه المطبوع مع فتح الباري (4/102) كتاب الصوم ، حديث رقم (1892).
[18] - رواه الإمام أحمد في مسنده ( 1/ 236) . ورواه مسلم
في صحيحه (2/797، 798) كتاب الصيام ، حديث رقم (1134).ورواه أبو داود في سننه
(2/818، 819) كتاب الصوم ، حديث رقم (2445) . ورواه ابن ماجه في سننه (1/552)
كتاب الصيام ، حديث (1736) .
[19] - رواه أحمد في مسنده ( 5/ 439) . ورواه مسلم في
صحيحه (3/797) كتاب الصيام ، حديث (1133) . ورواه أبو داود في سننه (3/ 819،
820)كتاب الصيام، حديث رقم ( 2446) . ورواه الترمذي في سننه (2/127، 128)
أبواب الصوم ، حديث رقم (751) .ورواه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 291) أبواب
صيام ، حديث(2096) .
[20] - رواه الترمذي في سننه (2/128) أبواب الصوم ، حديث
رقم (752) ، وقال : حديث ابن عباس حديث حسن صحيح .
[21] - رواه أحمد في مسنده ( 1/ 241) . .ورواه ابن خزيمة
في صحيحه (3/ 290، 291) ،حديث(2095) .ورواه عبد الرزاق في مصنفه (4/287) برقم
(7839) موقوفاً على ابن عباس ، ورواه أيضاً البيهقي في سننه (4/287) مرفوعاً
إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
[22] - يراجع : زاد المعاد (2/75،76) .
[23] - يراجع : المغني (3/174) .