75- لا يوجد أحد من أهل التعطيل وأهل التمثيل إلا وفيه نوع من الشرك العملي إذ
أصل قولهم فيه شرك وتسوية بين الله وبين خلقه أو بينه وبين المعدومات
76- العبادة تتضمن كمال الحب ونهايته وكمال الذل ونهايته فالمحبوب الذي لا يعظم
ولا يذل له لا يكون معبوداً والمعظم الذي لا يحب لا يكون معبوداً
77- الحب يتبع العلم والمؤمنين جعلوا جميع حبهم لله وحده (والذين آمنوا اشد
حباً لله) ومحبته سبحانه أصل الدين فكمال الدين بكمالها ونقصه بنقصها
78- المحب يحب ما يحب محبوبه ويبغض ما يبغض محبوبه ويوالى من يواليه ويعادي من
يعاديه ويرضى لرضاه ويغضب لغضبه ويأمر بما يأمر به وينهى عما ينهى عنه
79- المحب التام لا يؤثر فيه لوم اللائم وعذل العاذل بل ذلك يغريه بملازمة
المحبة
80- الخوف والرجاء وغيرهما يستلزم المحبة ويرجع اليها فان الراجي الطامع إنما
يطمع فيما يحبه لا فيما يبغضه والخائف يفر من الخوف لينال المحبوب
81- رحمة الله سبحانه إسم جامع لكل خير وعذابه إسم جامع لكل شر ودار الرحمة
الخالصة هي الجنة ودار العذاب الخالص هي النار وأما الدنيا فدار إمتزاج
82- الجنة هي الدار الجامعة لكل نعيم وأعلى ما فيها النظر إلى وجه الله وهو من
النعيم الذي يناله أهل الجنة في الجنة
83- الإنسان له حرث وهو العمل وله هم وهو أصل الإرادة وتارة يقوم بالقلب من
محبـة الله ما يدعوه إلى طاعته ومن إجلاله والحياء منه ماينهاه عن معصيته
84- إذا وجد عبد حلاوة محبة الله وجدها أحلى من كل محبة ولهذا يكون إشتغال أهل
الجنة بذلك أعظم من كل شيء فيلهمون التسبيح كما يلهمون النفس تنعما به.
85- الأعمال التى يحبها الله من الواجبات والمستحبات الظاهرة والباطنة كثيرة
معروفة وكذلك حبه لأهلها وهم المؤمنون أولياء الله المتقون.
86- الخلة أخص من مطلق المحبة وتخللها المحب حتى يكون المحبوب بها محبوباً
لذاته لا لشيء آخر إذ المحبوب لشيء غيره هو مؤخر فى الحب عن ذلك الغير
87- الخلة لاتقبل الشركة والمزاحمة لتخللها المحب ففيها كمال التوحيد وكمال
الحب بحيث يكون المحبوب محبوبا لذاته محبة لا يزاحم فيها فلا تصلح الا لله
88- من لا يحب الشيء لا يحب التقرب إليه إذ التقرب وسيلة ومحبة الوسيلة تبع
لمحبة المقصود
89- من كان لا يعمل لغيره الا لعوض أو لدفع عقوبة فإنه يكون معاوضا له أو
مفتدياً منه ولا يكون محباً له لذا فمحبة الله لا تعلق لها بمجرد محبة العوض
90- إن ما وصف الله به المؤمنين من أنهم يحبونه يمتنع أن يكون معناه مجرد محبة
عمل ينالون به بعض الفرائض المخلوقة من غير أن يكون ربهم محبوبا أصلاً
91- فرق الله بين محبته ومحبة العمل له،كما فرق بين محبته ومحبة رسوله في قوله
تعالى أحب اليكم من الله ورسوله
92- كما أن محبة الله لا يجوز أن تفسر بمجرد محبة رسوله فكذلك لا يجوز تفسيرها
بمجرد محبة العمل له وإن كانت محبته تستلزم محبة رسوله ومحبة العمل له
93- إنكار محبة العبد لربه هو إنكار لكونه إلهاً معبودا كما أن إنكار محبته
لعبده يستلزم إنكار مشيئته وإنكار كونه ربا خالقا وأنه رب العالمين وإلههم
94- إن أعظم الوصايا أن تحب الله بكل قلبك وعقلك وقصدك وهذا هو حقيقة الحنيفية
ملة إبراهيم التي هي أصل شريعه التوراة والإنجيل والقرآن
95- دل الكتاب والسنة على أن الله يحب ويرضى ما أمر بفعله من واجب ومستحب وإن
لم يكن ذلك موجوداً وأنه قد يريد أمورا يبغضها ويسخطها كالفسق والكفر
96- القرب والعبادات إنما تؤخذ عن الرسل فلا حرام إلا ما حرمه الله ولا دين إلا
ما شرعه(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به اللَّه)
97- قال أبي رضي الله عنه: عليكم بالسبيل والسنة فإنه ما من عبد على السبيل
والسنة ذكر الله فاقشعر جلده من مخافة الله إلا تحاتت عنه خطاياه =
98- = كما يتحات الورق اليابس عن الشجرة وما من عبد على السبيل والسنة ذكر الله
خالياً ففاضت عيناه من خشية الله إلا لم تمسه النار أبداً
99- قال أُبَي:إن إقتصاداً فى سبيل وسنة خير من إجتهاد في خلاف سبيل وسنة
فاحرصوا أن تكون أعمالكم إقتصاداً واجتهاداً على منهاج الأنبياء وسنتهم
100- إنما يترتب الذم والمدح على الإستماع لا على السماع فالمستمع للقرآن يثاب
عليه والسامع له من غير قصد وإرادة لا يثاب على ذلك إذ الأعمال بالنيات
101- المحمود الحسن حركة قلب المؤمن التي يحبها الله ورسوله إلـى محبته التي
تتضمن فعل ما يحبه الله وترك ما يكرهه الله
102- كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأبي موسى الأشعرى يا أبا موسى ذكرنا
ربنا فيقرأ وهم يسمعون ويبكون
103- كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا أمروا واحداً منهم أن يقرأ
القرآن والباقي يستمعون
104- إن لسماع القرآن من المواجيد العظيمة والأذواق الكريمة ومزيد المعارف
والأحوال الجسيمة مالا يتسع له خطاب ولا يحويه كتاب
105- إن في تدبر القرآن وتفهمه من مزيد العلم والإيمان ما لا يحيط به بيان
106- محبة الله توجب إتباع الرسول واتباع الرسول يوجب محبة الله للعبد وهذه
محبة إمتحن الله بها أهل دعوى محبته،فهذا الباب تكثر فيه الدعاوى والاشتباه
107- اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وشريعته باطناً وظاهرا هي موجب محبة
الله كما أن الجهاد في سبيله وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه هو حقيقتها
108- أصل المحبة هو معرفة الله سبحانه ولها أصلان:المحبة العامة لأجل
إحسانه،ومحبته لما هو له أهل وهذا حب من عرف من الله ما يستحق أن يحب لأجله
109- العبد دائما بين نعمة من الله يحتاج فيها الى شكر وذنب يحتاج فيه إلى
استغفار،فلا يزال يتقلب فى نعم الله ولا يزال محتاجاً الى التوبة والاستغفار
110- قوام الدين بالتوحيد والإستغفار( فَاستقيموا إليه واستغفروه ) وقال تعالى
:(فاعلم أنَّه لا إِله إِلَّا الله وَاستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)