|
سألت إحدى الفتيات المسلمات يوما : لماذا تخرجين للعمل ؟ فأجابت : أتريدين مني أن
أبقى مدفونة في البيت ؟!! و أخرى تقول : و هل حصلت على الشهادة لأزين بها
الحائط ؟ ، و ثالثة تقول : لأثبت وجودي !! لمن تريدين أن تثبتي وجودك يا أختي
؟! . و هذا غيض من فيض ، و غيره الكثير مما يؤلم ، من ضحالة التفكير ، و غياب
الهدف السامي .
أهكذا يكون جواب الأخت المسلمة التي تعي دورها في هذا الوجود ؟ من قال أن البيت
قبر ؟ أنت التي جعلتيه قبرا أو نحن ، فالمسئولية مشتركة ، نحن جعلنا بيوتنا
قبورا و دفنا أنفسنا و بناتنا فيها . دورك يا أختي خطير ، و خطير جدا ، داخل
بيتك و خارجه ، بل داخله قبل خارجه .
من النساء من يكون جل عطائها خارج بيتها ، أم بيتها فهو آخر اهتماماتها ، و هو
يعاني تقصيرا منها !!. هنالك فقه نغفل عنه في حياتنا و هو فقه الأولويات ، و
فقه الأولويات هذا يقول لك أيتها الأخت المسلمة أن ابدئي بأهلك و بيتك ، ثم
انطلقي خارجا ، لا تدخري وسعا أو جهدا في تربية أولادك ، و إعانة زوجك على
الخير ، و إصلاح أهل بيتك ، زوجة كنت أم بنتا أم أختا ، فالغاية واحدة و واضحة
، و لكن .. أخلصي النية لله ، و تسلحي بالعلم ، فالذي يسير على غير هدى من الله
فأول ما يقضي عليه اجتهاده .
أنا لا أريد بأن أراك جهولة = إن الجهالة مرة
كالع
فتعلمي و تثقفي و تنوري = و الحق يا أختاه أن تتعلمي
خروجك يا أيتها الأخت المسلمة من بيتك للعمل و
العطاء لابد أن يكون من باب المسابقة في الخيرات ، في طلب العلم و تعليمه ، و
عمل الخير ، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، في الدعوة إلى الله ، و
إسداء المعروف . أنت إن كنت معلمة ، فكوني مؤدبة قبل أن تكوني معلمة ، و إن كنت
طبيبة ، فدلي مرضاك على طريق الآخرة ليجدوا العلاج لأمراض قلوبهم كما يحرصون
على علاج أبدانهم .
فطن أعداؤنا لدور المرأة الخطير في التأثير في أخلاق الأمم ، فاستغلوها أسوأ
استغلال للوصول إلى مآربهم الخبيثة ، و قد نجحوا ، و الدور الملقى على عاتقنا
لننهض بأمتنا هو أن نعمل على إعداد المرأة المسلمة أحسن إعداد ، فالرقي بالمرأة
رقي بالأمة ، فهي مربية الأجيال الذين سيكون النصر على أيديهم بإذن الله ، و
الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون .
فاعلمي أختي المسلمة أن لك دور مهم و خطير في نهضة أمتك ، فاعملي من أجله .
بقلم : لبنى شرف / الأردن