لسانك يقول يارب اشفِ فلان ، وقلبك مشغول ، وعقلك مع التلفزيون ، وأذنك مع
التلفون .. وتريد أن يجاب لك في الحال ، وعلى وجه السرعة؟
إن ذهبت تطلب من أحد ما مسألة أو طلب ، كيف يكون حالك ؟
تجهز نفسك بأحسن اللباس ، وتتطيب ، وتختار الكلمات ، وتنتقي الألفاظ .. لماذا؟
من أجل أن يعطيكِ هذا الشخص مسألتك ولا يردك .
ولله المثل الأعلى ، تعالى ربي وتقدس ، أكرم الأكرمين ، وأجود الأجودين
ما سأله سائل إلا أعطاه ، ولا رفع له عبد يده إلا وأجابه بل ويستحي أن يرده
خائبا سبحانه ذو الجلال والإكلام .
سهّـل علينا الطرق لنصل إليه ، وما طلب منا زينة ولا لبسا معينا كي ندق بابه
بل على أي حال كنت عليه قل : يارب ، وسيقول لك : لبيك عبدي !!
ولكن يا أخي ويا أخيتي ، لنقلها ونحن موقنون بالإجابة ، لنطلب ونكرر الطلب كطفل
يطلب أمه ، يطلب مرارا وتكرارا ثم يكرر الطلب ثم يبكي ويعيد الطلب .
أنت تتعامل مع كريم ، أتعلم يا أخي يا أختي ما معنى كريم ؟
ذهبتُ في يوم من أيام شهر شعبان المنصرم إلى محاضرة من محاضرات الدكتورة فاطمة
نصيف مع ستي ، هي داعية فاضلة مشهورة ودكتورة في كلية التربية عندنا في مدينة
جدة بالمملكة العربية السعودية ، فتحت منزلها لأجل تعليم الناس أمور دينهم.
كل يوم سبت المحاضرة في منزلها ، وبقية الأسبوع في أماكن مختلفة .
جزاها الله وأمثالها خير الجزاء .
ذكرت في محاضرتها هذه والتي كانت تتحدث فيها عن تفسير سورة الفتح قصةً إقشعر
بدني عند سماعها ، ويقشعر كلما تذكرتها.
تقول الدكتورة: ورد فيما ورد ، قصة قيل أنها من الإسرائيليات ولكني سأذكرها
لكُنّ لأجل العظة والتذكرة .
قيل بأن إمرأة أتت كليم الله موسى عليه السلام وقالت له: أطلب الله لي أن أحمل
- يعني أكون حاملا - ، فكلم موسى ربه وقال له: فلانة تطلبك الحمل ، فقال له
الله عز وجل: قد كتبنا عليها أنها عقيم .
وعادت المرأة لموسى فقال لها :ستكونين عقيم .
وبعد فترة من الزمن عادت له المرأة وهي حامل ، فسألها عن أمرها ، فقالت له :
أَنْتَ قُلْتَ عَقِيْمْ ، وَأَنَا سَأَلْتُ الكَرِيْمْ .
الله أكبر .
هذا ما نحتاجه يا أحبة ، اليقين الكامل ، والثقة الكاملة بأن ربنا الكريم
سيعطينا مسألتنا ولا شك أبدا في ذلك .
لننطرح بين يديه ، ولنسأله مسألة المساكين الخاضعين الذليلين .
إخواننا وأخواتنا المسلمين في كل بقاع الأرض بحاجة لدعواتنا ، فلندعوا لهم ونحن
موقنون بالإجابة .
جوعى ، مرضى ، أسرى ، جرحى ، حفاة ، عراة .. وأنت المنقذ والمعين لهم بدعائك
لربك فلا تبخل عليهم .
لا لعبارة ( لا أملك إلا الدعاء )
ولنقل معًـا : مَعِيَ أقوى الأسلحة ، مَعِيَ الدعاء .