|
السلام عليكم
ورحمة الله
وبركاته
أتممنا في
الدروس
السابقة - بحمدالله - كل الأمور التي يتعرض لها المسلم وما
عليه من أحكام ،
بالإضافة إلى الأمور التي على المسلم فعلها إستعدادا لأداء
أعظم الشعائر وعامود
الإسلام ( الصلاة
).
في درسنا هذا
سنتحدث
-
بإذن الله - عن الصلاة ، الركن الثاني من أركان
الإسلام.
أحب البدء
بأول درس في
باب الصلاة بالتعريف و التحدث عن:
كيف
فرضت الصلاة على المسلمين؟
من الآيات المكية
التي وقعت
للرسول عليه الصلاة والسلام قبل الهجرة النبوية المشرفة حادثة الإسراء و
المعراج
التي
هي من خصوصيات الحبيب عليه الصلاة والسلام
.
والمتتبع للسيرة
النبوية يرى أن ثمة أحوالا أليمة وحوادث سبقت الإسراء و المعراج ، فموت أبي
طالب عم
النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان حصنا له أمام كفار قريش وناصرا له ،
وموت خديجة
-
رضي الله عنها - الزوجة الوفية الحبيبة لقلبه ، وهجرة أصحابه إلى الحبشة
فرارا
بدينهم ، وخروجه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف داعيا أهلها للإيمان بالله
وما
قابلوه به من الإهانة والتعذيب والرفض ، كلها أمور صعبة اجتمعت على الحبيب
عليه
الصلاة والسلام فأكرمه الله تعالى بالمعجزة الساطعة والمكرمة الناصعة :
الإسراء و
المعراج.
زمن حادثة
الإسراء
والمعراج:
من
المهم أن
نعرف بأنها حادثتين منفصلتين ، وقد اختلف العلماء في تحديد زمنها على أقوال
شتى:
1-
كان
الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها بالنبوة (اختاره
الطبري).
2-
كان
بعد البعثة بـ5 سنين ( رجح ذلك النووي و
القرطبي).
3-
كان
ليلة الـ 27 من شهر رجب سنة 10 هـ ( اختاره العلامة
المنصور فوري)
.
4-
قبل
الهجرة النبوية بـ 16 شهر ، أي في شهر رمضان سنة 12 من
النبوة.
5-
قبل
الهجرة النبوية بسنة وشهرين ، أي في شهر محرم سنة 13 من
النبوة.
6-
قبل
الهجرة النبوية بسنة ، أي في الربيع الأول سنة 13 من
النبوة
.
سبب إختلاف
العلماء في
تحديد الزمن بدقة:
سبب
الإختلاف في تحديد الزمن بدقة أنه لم يرد في تحديد
تاريخ الإسراء و المعراج مستند
يؤخذ
به ، ولذلك كثر الخلاف في هذه المسألة ، وتعددت الأقوال
فيها.
ما تستفيده
الأمة المحمدية من إختلاف العلماء في تحديد زمن
الحادثة:
يدلنا إختلاف علماء التاريخ وعلماء الفقه في تحديد زمن الإسراء و
المعراج على أن ليلة الإسراء و المعراج ليست لها أفضلية على سائر الليالي
في العمل
المخصص والدعاء كما يفعل الناس ، فلا يجوز في تلك الليلة زيادة في العبادة
سواء
كانت
العبادة صلاة أو عمرة أو صدقة ، لو كان لتلك الليلة أفضلية خاصة في العبادة
أو
كان
فيها نفع للأمة - ولو بذرة - لبينها لنا رسولنا عليه الصلاة والسلام ،
ووضحها
لنا
أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجميعن ، لكن لم يرد في فضل زيادة العمل
فيها
لا
حديث صحيح ولا ضعيف.
وما يعتقده الناس
من أن
الإسراء كان في رجب فقد قال الشيخ الشنقيطي: لم يثبت من طريق صحيح ولا حسن
أن
الإسراء كان في رجب ، والوارد في ذلك لا أصل له
.
المراجع:
1-
كتاب الرحيق المختوم لـ صفي الرحمن المباركفوري.
2-
كتاب فقه السيرة لـ د.زيد
الزيد.
بذلك ينتهي درسنا ،
وفي الدرس
القادم نكمل بإذن الله تفاصيل رحلة الإسراء
.
لأي سؤال أنا
جاهزة
حياكم
الله.