تحدثنا في
الدرس الخامس عشر عن النفاس الأصغر " الحيض
"
،
وأحكامه ، وما يترتب على الحائض من أحكام
.
في هذا الدرس نكمل - بعون الله - بقية أنواع الدماء
الطبيعية عند المرأة ، وسنتناول النوع الثاني
.
باب
الإستحاضة
قاعدة فقهية
: إن
جاوز الدم مدة أكثر الحيض (15 يوم ) فهو
إستحاضة
.
تعريفها شرعا وطبيا
:
سيلان الدم في غير وقته من العرق العاذل من أدنى
الرحم (عكس
مكان خروج دم الحيض
) .
حالات المستحاضة:
المستحاضة التي أطبق
–
إستمر – عليها الحيض لها ثلاث حالات
:
1/
إذا كانت مميزة
للدم.
فتستطيع تميز دم الحيض عن دم الإستحاضة باللون أو
الثخونة أو الرائحة.
حكمها الشرعي
:تجلس
ما تراه دم حيض ، بأن يكون أسود ثخينله
رائحة منتنة ، فإذا إنقطع إغتسلت وصار حكمها كحكم الطاهرة حتى مع وجود الدم
.
2/
إذا كانت غير مميزة ولكن تعرف وقت ومدة
عادتها يعني
أنها لا تستطيع التفريق بين نوع الدم النازل أهو
بمواصفات الحيض أم بمواصفات الإستحاضة ، لكنها تعرف وقت عادتها
ومدتها.
حكمها الشرعي:
تترك
الصلاة والصيام في وقت عادتها وبنفس المدة ، فإذا انتهت وقت عادتها
تغتسل وتصلي وتصوم حتى مع وجود الدم
.
لحديثفاطمة
بنت حُبَـيْـشفي
السنن رضي الله عنها وأرضاها، قال لها النبي صلى الله عليه وسلم لما
اشتكت أنها تثج الدم ثجاً - يعني تنزف بغزارة - ، فقال:
(إذا
أتى قرؤك فلا تصلي)
.
مثال:
عادتها دائما ستة أيام ، وتأتيها
دائما في يوم 15من كل شهر. فإذا
جاء يوم 15 تحسبهحيض
- تترك الصلاة والصيام - إلى وقت الطهر الذي هو 6 أيام ، فتغتسل وتصلي
وتصومحتى
مع وجود الدم.
3/
غير المميزة التي
نسيت وقت عادتها ومدتها. يعني
استمر الدم معهاطوال
الوقت ، وهي قد نسيت متى وقت عادتها في السابق
.
حكمها الشرعي:تجلس
غالب الحيض - 7 أيام
- من
أول كل شهر هلالي. يعني
من يوم 1 الى يوم 7
بالتقويم العربي تحسب هذا الدم دم حيض تترك معه الصلاة والصيام ، ثم تغتسل
وتصلي
وتصوم حتى مع وجود الدم
.
أحكام
المستحاضة:
- لايجوزوطأ
المستحاضة إلا مع الخوف من العنت منه أو منها – يعني خاف أو خافتمن
الوقوع في الحرام – جاز ولا كفارة.
-يستحبأن
تغتسل المستحاضة لكلصلاة
، لأن الإغتسال يساعد على حبس الدم ، والدليل أن أم حبيبة إستحاضت فسألت
النبيصلى
الله عليه وسلم: فأمرها أن تغتسل ، فكانت تغتسل كلصلاة.
-
المستحاضة وأمثالهامن
به سلس بول أو سلس ريح أو مذي ،يجبأن
يتوضأ وقت كلصلاة
، ويصلي به الفرض و النوافل التابعة لها ، فإن لم ينزل منه شيء حتى الصلاة
التاليةجازله
أن يصلي بوضوءه الأول
.
ملحوظةمهمة: في
غالب الأحيانإن
لم يكن إستمرار الدم بسبب مرض عضوي مصابة به المرأة ، فهو ركضة من الشيطان
كماجاء
في الحديث الشريف - أي مرض روحي - لذلك كان حكمها كحكم الطاهرات ، لأن الدم
الخارج ليس بدم فاسد كدم الحيض وإنما هو دم عادي كأي جرح يصيب الإنسان في
أي مكانمن
جسده وينزف منه
.
كثيرا ما اشتكت النساء أنه عند عودة زوجها من السفر ينزل عليها الدم
وبمجرد سفره يزول ، وأخرى اشتكت باستمرار الدم طوال الوقت ويزداد عن رغبة
زوجهافيها
.. وهكذا. على
المرأة الإسترقاء بالرقية الشرعية في هذه الحالات ، وضرورة المداومة على
أذكار
الصباح والمساء ، والتأكد بالفحص الطبي من سلامتها
.
نسأل
الله الصحة
والعافية لكل نساء وبنات المسلمين ، وأن يحميهن من شياطين الإنس والجن
.
بهذا
نكون قد إنتهينا منالدرس
السادس عشر ، ، وإنتهينا من باب الإستحاضة.