|
المسح على الخفين
الواجب في القدم هو
غسلها بالماء ، يعني إجراء الماء على العضو ،
والمسح على الخفين إنما هو تخفيف وتيسر من رب العالمين على عبادة المؤمنين
.
قال الإمام أحمد بن
حنبل رحمه الله : ليس في قلبي من المسح شيء ، فيه
أربعون حديثا عن أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام
.
فهو شعار أهل السنة
، ولم يخالف فيه إلا أهل البدع ، فالشيعة يمسحون القدم ولا
يغسلونها ، ولكن أهل السنة تمسح الخف وليس
القدم.
معنى المسح:
أن
يمسح ما يلبسه في
قدمه.
شروط المسح:
1-
يلبسهما على طهارة كاملة ، والطهارة الناقصة هي أن
يمسح
ويلبس الحذاء ، هذه طهارة ناقصة غير
صحيحة.
2-
يكونا مباحين ، غير مسروقين ولا
مغصوبين ، ولا الحرير للرجل
.
3-
يكونا طاهرين ، فلا يمسح على نجس ،
أو
مصنوع من جلد نجس.
4-
أن
يمكن المشي
بهما.
5-
أن
يثبتا بأنفسهما ، فإذا كانا
يسقطان أثناء المشي - يعني جورب مفروط - فلا يجوز المسح
عليهما.
6-
يكونا صفيقين ، أي لا يوصفان البشرة
ولا
خفيفين ، والشيخ بن عثيمين أجاز المسح على جوارب نساء السعودية ، وهي تشبه
جوارب نساء سوريا ، والحذاء لو كان يغطي الكعبين.
7-
يكونا ساترين للمحل المفروض غسله وهو
القدمين إلى الكعبين ، مثل البوت أو التي تشبه الصورة
بالأعلى.
يجب الإنتباه لأمر
مهم جدا وهو
:
لو
مسحت على
الجزمة التي تنطبق عليها الشروط تصلي بها ، فإن خلعتها إنتقض الوضوء وعليك
إعادته ،
حيث
يكون وكأن عضو من أعضاء الوضوء ناقصة
.
الأشياء التي
يجوز المسح عليها:
*
الخفين بالشروط السابقة
.
*
خمار
المرأة المدارة حول حلوقهن ( على مذهب الحنابلة فقط
) .

هذه
صورتي في الرحلة
الدعوية لجنوب أفريقيا ، ومثل خماري الأخضر هو الخمار المقصود ، هو غالبا
خمار نساء
مصر
، فالذي أرتديه في الصورة هو هدية من طبيبة مصرية أهدتني إياه قبل سفري
.
مثل هذا الخمار
يصعب على المرأة خلعه أثناء الوضوء ، فمن يسر الإسلام
أباح لها المسح عليه بدلا من خلعه لتمسح على شعرها
.
للتنبيه: المقصود
هو الخمار الأخضر وليس نقاب الوجه الأسود ، فنقاب
الوجه سهل خلعه
.
*
عمامة الرجل بشرط
أن تكون محنكة - يعني تحت الحنك - ولها طرف ، لأنه
يصعب
خلعها ثم لبسها من جديد.
مثل:
عمامة الأفغان ، و
السودانين ، والطوارق.
أما الشماغ والغترة
للسعودين والفلسطينين و طاقية المصرين يجب خلعها
فليس
فيها مشقة.
أحكام المسح على
الخفين
:
-
المسح على الجبيرة
واجب
وليس
ترخيص ، لأن المريض لا يستطيع غسل يده أو
رجله
المكسورة فهو يمسح عليها ، والمسح له كالغسل للسليم ، ولو لم يمسح على
الجبيرة
لأصبح وضوءه ناقص ،
لأن
المسح على الخفين
رخصة
وتسهيل من رب العالمين على المسلمين ،
أما
المسح على الجبيرة
ضرورة وليست مجرد
رخصة.
-
يجوز المسح على
الجبيرة بدون توقيت ، فمتى برأ الجرح وجب النزع ، ولا
يشترط على مذهب الحنابلة وضعها على طهارة كما هو واجب في
الخفين.
-
يجوز في الجبيرة
المسح عليها في الحدث الأكبر
والأصغر.
-
عند الشافعية يشترط
الطهارة الكاملة قبل وضع الجبيرة - يعني لازم
يتوضأ قبل وضع الجبيرة - ، عند الحنابلة لا يشترط ، لأن الكسر حصل فجأة ،
والمريض
يتألم لا يستطيع القيام لأجل الوضوء
.
-
الحذاء إذا وجد
فيها نجاسة لا يصلي فيها ، أما لو تيقن الطهارة وشك في
الحدث صلّى بها
.
مثل:
أن
يتأكد خالد بأن حذاء نظيف ولكن
يقول
في نفسه: ربما مررت بمكان قذر وتنجس الحذاء لا أذكر ، هنا عليه أن يصلي به
لأنه
متأكد من الطهارة
.
والصلاة بالحذاء
سنة مهجورة لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام
: (
خالفوا اليهود صلوا بنعالكم
).
-
لو توضأ ومسح على
الحذاء ثم خلع الحذاء وأراد الصلاة بعد النزع ، يعيد
الوضوء لأنه إنتفت الطهارة بالنزع ، لو مسح على الجورب عليه أن يصلي به ولا
يخلعه ،
وإن
مسح على الحذاء عليه أن يصلي به ولا يخلعه ، لأن الطهارة تنتفي بمجرد خلع
الممسوح عليه
.
مدة المسح:
للمسافر 3 أيام بلياليهن
.
للمقيم يوم وليلة ، يعني 24 ساعة
.
متى تبدأ مدة
المسح؟
قال
الحنابلة من وقت
الحَدَث.
وفي
قول آخر - وهو الصواب المعمول به - من أول مسحة بعد
الحدث وليس اللبس.
يعني
من وقت انتقض الوضوء إلى نفس الوقت في اليوم
الثاني وليس من وقت اللبس.
مثال:
في
يوم السبت ، وبعد أن توضأت
فاطمة وصلت الفجر ، ثم إرتدت ثوبها وجوربها إستعدادا للمدرسة الساعة 6
صباحا ، عند
الساعة 11 صباحا إحتاجت دورة المياه ، وعند الساعة 12:30 أرادت الوضوء
لصلاة الظهر
.
هنا
فاطمة إرتدت الجورب وهي طاهرة ، وإنتقض وضوءها الساعة 11 ، جاز
لها
أن تتوضأ وتمسح على جوربها أو حذاءها لو إنطبقت عليه الشروط
.
لو
بقيت فاطمة ترتدي جوربها طوال اليوم لأن الجو بارد مثلا ، فيجوز
لها
أن تمسح عليه مع كل صلاة إلى الساعة 11 صباحا من يوم الأحد ، عند الساعة 11
تنتهي مدة المسح فعليها أن تخلعه وتتوضأ من
جديد.
بماذا تنتهي مدة
المسح؟
1-
إنتهاء المدة المحددة
.
2-
خلع
الممسوح عليه
.
طريقة المسح
أن
يأخذ بكفه ماء ويمسح
أكثر
ظاهر القدم بأصابع يده مفرجتين ، من أصابع الرجلين إلى الساق ، ويمسح رجله
اليمنى بيده اليمنى واليسرى باليسرى ، وكيف مسح
أجزأ.
يكره تكرار المسح ،
وليس من السنة مسح أسفل الخف ولا
العقب.
فعن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه قال : لو كان الدين بالرأي لكان
أسفل
الخف أولى بالمسح من أعلاه ، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح
على
ظاهر
خفه .
وعن
المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في
سفر ،
فأهويت لأنزع خفيه فقال: دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح
عليهما).
هنا فيديو لطريقة
المسح على الخفين
http://www.youtube.com/watch?v=oKzKkL7yzcg
بهذا نكون قد
إنتهينا من الدرس الثالث عشر ، وإنتهينا من باب المسح
على
الخفين .
لأي سؤال أنا
جاهزة
حياكم الله
.