|
كتاب الطهارة
بدأ البهوتي
كتابه (( الرّوضُ المُرْبِعْ )) بباب الطهارة ، وكان
مناسبا أن يبدأ بها لأنها مفتاح الصلاة التي هي آكد أركان
الإسلام بعد الشهادتين
.
عادتنا سنتعرف
أولا على معنى كلمة ( كتاب الطهارة
) .
تعريف الكتاب:
كتاب من
المصادر
السّيّالة ، أي التي توجد شيئا فشيئا
.
لغة:
من
التجمع.
تقول العرب
:
تّـكَـتـَّبَ بنو فلان إذا إجتمعوا ، ومنه قيل لجماعة الخيل كَـتِـيبَة
.
ونقول على الكتابة
بالقلم (( كتابة )) لإجتماع الكلمات والحروف
.
والمراد به هنا
المكتوب ، أي هذا مكتوبٌ
جامع
لمسائل الطهارة كلها
.
تعريف الطهارة
:
لغة:
النظافة و النزاهة من
الأقذار.
إصطلاحا:
إرتفاع الحدث وما في
معناه ، وزوال الخبث
.
الفرق بين كلمة
الحَـدَثْ - حاء مفتوحة ودال مفتوحة وثاء ساكنة - ، و
الخَـبـَث - خاء مفتوحة و باء مفتوحة وثاء ساكنة
- :
الحدث
ليس
نجاسة ، وإنما هو وصف قائم
بالبدن ، يمنع من 3 أشياء: الصلاة و الطواف ومس
المصحف.
الخبث
معناه النجاسة
.
أقسام الحَـدَث:
حدث
أصغر
يرتفع ويزول بالوضوء ،
وحدث أكبر
يرتفع ويزول
بالغسل
.
أقسام الخَـبـَث (
أقسام النجاسة
) :
1-
نجاسة
عينية أو
ذاتية
وهذه لا
يمكن تطهيرها بأي حال من الأحوال مثل: البول ،
الغائط ، الكلب ، الخنزير
.
مثال:
لو
أخذ العالم الكيميائي كمية من البول وقال سأقوم
بتطهيرها ، وبقي لأيام يدخلها من مكان ويخرجها من مكان إلى أن أحضرها لنا
وقال
إنتهيت من تنقيته ، أنقبلها؟ لا ، لأن البول نجس لا يمكن تطهيره بأي حال من
الأحوال
،
والغائط مثله
.
والكلب لو أخذه شخص
وظل يحممه ويعطره وأعطاه التطعيمات وكل شيء ،
وأحضره وقال هو الآن طاهر أنقبله؟ لا ، لأن الكلب نجس لا يمكن تطهيره بأي
حال من
الأحوال ، والخنزير مثله
.
2-
نجاسة حُكْمية
:
هي النجاسة
الطارئة على
محل
طاهر .
مثل
الثوب أصابه بول ،
أو
أرض وقع عليها دم فهذه نجاسة طارئة يمكن تطهيرها بأن تغسل فتعود طاهرة
.
فالثوب
الموجود عليه بول نقول عنه ( ثوب نجس حكما ) فلو غُسِل يعود
الثوب طاهرا نظيفا لا مشكلة في إرتدائه بعد غسله
.
أقسام المياه:
ماء طهور ،
ماء طاهر ،
ماء
نجس.
تعريف الماء الطهور
هو الماء
الباقي على أصل
خلقته إما حقيقة أو حكما.
حقيقة:
بأن
يبقى على ما خلق عليه من برودة أو حرارة أو ملوحة لا
يتغير ، مثل البحر
.
حكما
:
الماء المتغير بطول بقائه ، أو الماء المتغير بنمو الطحالب فيه ، أو الماء
الذي
سقط فيه شيء لا يسلب منه الطهورية كأن يسقط في البركة أوراق شجر ( هذه كلها
تسمى
مياه طهورة طهارة حُكمية ، يعني هي تأخذ حكم الطهور حتى مع هذه الأشياء
التي
حصلت
لها ) .
شروط الماء الطهور:
لم يتغير
لونه
، لم
يتغير
طعمه
، لم
تتغير
رائحته.
أي ماء يختل
فيه شرط من
هذه
الشروط الثلاثة ، يخرج عن كونه طهور
.
أنواع الأحكام
الشرعية الفقهية
:
حرام:
لا
يجوز عمله ، ويعاقب فاعله
.
مكروه:
لا
بأس من العمل به والأفضل
تركه.
مباح أو
جائز:
لا
بأس من
العمل به ولا عقاب لمن تركها
.
يهمني جدا حفظ
هذه المعاني ، ونعود للموضوع
.
حالات يكره فيها
إستعمال الماء الطهور
:
ما معنى يكره إستعماله؟
يعني الأفضل تركه ولو لم يجد غيره جاز له أن
يستخدمها.
1-
إن تغير الماء بشيء غير مُمَازِج ، يعني لا
يختلط به ، يكره إستعماله لأن فيه دُهنية
.
مثل:
أن
يسقط في الماء قطع كافور ، أو عود قمارى ، أو شمع
، أو
زفت ، أو قطران أو دهن جامد ، هذه الأشياء لو سقطت في الماء لا تختلط به
مثل
الزيت تبقى طافية على سطح الماء ، ولو لم يجد الإنسان إلا هذه المياه جاز
له
إستخدامها في الطهارة
.
معنى كلمة
عود قمارى
:
قمارى هي
مدينة هندية ، يأتي منها أفضل وأجود أنواع العود على
الإطلاق وهو ثخين ودهني ، والعود هو نوع من أنواع العطور ، وليس العود
المستخدم في
الغناء
:d
2-
إن
تغير بملح مائي يكره إستعماله
.
الملح
الموجود الآن في الأسواق نوعان: ملح بحري ، وملح
معدني.
الملح
البحري أهل زمان كانوا يستخدموه بأن يأخذوا كمية
من
مياه البحر ويتركوها تحت الشمس لتجف فإذا جفت المياه بقي الملح فيأخذونه
للإستعمال ، والملح المعدني هو الموجود الآن في البيوت وتستخدمه النساء في
الطبخ .
فلو تغير
الماء الطهور بملح بحري
يكره
إستعماله ، أما لو تغير بملح معدني
يحرم
إستعماله لأنه
يسلب
الطهورية بتغير لونه وطعمه.
3-
لو
سخن الماء الطهور بشيء نجس يكره
إستعماله.
مثل: أن
يكون الماء الطهور باردا ، فيجمع روث حمار بدلا
من
الفحم أو الحطب ويسخن به الماء ، هذا الماء يكره إستعماله لأنه لا يمكن أن
يسلم
من
صعود أجزاء لطيفة إلى الماء مع الأبخرة
.
قاعدة فقهية: (
البَـوْلُ وَ رَوَثُ مَأْكُولُ اللحْمِ طَاهِرْ
)
البول واضح
، والرَّوَثْ هو غائط الحيوانات -أكرمكم الله- وضحته لأني
لا
أعرف هل الكل يعرف معنى الكلمة أو لا
.
مثال:
المصابون بمرض السرطان - عافاكم الله - يبحثون عن
بول
الإبل فهو شفاء ممتاز لهم بإذن الله ، وبعض النساء تستخدم بول الإبل على
شعرها
فهو
ينعمه ويغزره ، فيأتِ شخص جاهل ويقول: البول حرام هذا خطأ وجهل كبير ، لأن
القاعدة الفقهية تقول: البول وروث الحيوانات التي نأكل لحمها طاهرة
.
أيضا لو لم يجد
الإنسان إلا روث الغنم ليسخن به الماء البارد فعمله
صحيح
. لماذا ؟ لأن الغنم من الحيوانات التي نأكل لحمها وروثها غير
نجس.
4-
إذا
استعمل الماء الطهور في طهارة
مستحبة.
مثال:
إذا
كان أحمد
وخالد في مكان الماء فيه قليل ، وإحتفظ أحمد بالماء المستخدم في الغسلة
الثانية و
الثالثة في الوضوء ، يجوز لخالد أن يستعمل هذا الماء من بعده مع الكراهة ،
يعني
الحكم في إستعمال هذا الماء مكروه
.
الغسلة الأولى في
الوضوء واجبة ، فلو توضأ أحمد وغسل أجزاءه مرة
واحدة لا يجوز لخالد الوضوء بنفس الماء ، ولكن الغسلة الثانية والثالثة في
الوضوء
مستحب القيام بها
.
كذلك الأمر في
تجديد الوضوء ، أو إذا كان غسلا مستحبا مثل: غسل
الجمعة وغسل العيدين.
يعني أحمد متوضأ
فقط يريد أن يجدد وضوءه وإحتفظ بالماء لخالد ، يكون حكم
استعمال الماء مكروه.
5-
إذا
إشتد حر الماء أو إشتد برده كره
إستعماله.
لأن الإنسان
الذي يتوضأ بماء
شديد
الحرارة أو شديد البرودة لم يتوضأ ويغسل أجزاءه بشكل كامل من الألم الذي
يشعر
به ،
فإذا وجد ماء آخر كان أفضل له ، ولو لم يجد يجوز إستعماله مع الكراهة لأنه
يمنع
كمال الطهارة
.
نتوقف إلى هنا ، لأن
الدرس فيه
معلومات كثيرة وأريد أن أتأكد من أن الجميع إستوعبها ولا شيء صعب بإذن الله
،
وبعدها نكمل إن شاء الله.