إن المتأمل في واقع المسلمات اليوم يحتاج إلى مجلدات من الإرشاد والتوجيه ، ففي
هذا الزمن زمن اللامبالاة ، زمن اضطربت فيه العلاقة مع الله ثم مع الآخرين ،
فهناك أمر عظيم واضح وجلي الزم الله المسلمة به إلزاما جادا حقيقيا وهو حق
الزوج .
فما بقي للمرأة العصرية في أيامنا هذه من مهام الحياة وأعباؤها إلا القليل حيث
قامت بنات " أندس " بتحمل الكثير فربما قد تكون هذه فرصة لتتيح للزوجة القيام
بحق زوجها على أكمل وجه . وفيما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :
{ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أعظم حقا على المرأة ؟ قال :
زوجها ، قالت : فأي الناس أعظم حقا على الرجل ؟ قال : أمه } ويؤكد رسول الله
صلى الله عليه وسلم هذا الحق فيقول : { لو أمرن أحدا أن يسجد لأحد ، لأمرن
المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها } رواه الترمذي وابن ماجه .
فتأملي أختي المسلمة عظم حق الزوج الذي كاد أن ينقرض ، فالمرأة اليوم تتعامل مع
الرجل بمبدأ المساواة لا بمبدأ القوامة التي جعلها الله من خصائص الرجال ،
وأعلمي أن أكثر ما يدخل المرأة النار عصيانها لزوجها وكفرانها إحسانه إليها ،
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { اطلعت في
النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن العشير ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت
منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط } رواه البخاري
وهناك نماذج من الزوجات تجدينها تصلي وتصوم وتتصدق ولكنها عاصية لزوجها ، لا
تنفذ له طلبا ، ولا تلبي له رغبة ، إن حاورها جادلته ، وإن ناقشها رفعت صوتها
وتطاولت عليه ، عابسة في وجهه ، عاقدة للحاجبين ، مهملة في بيتها وأولادها ،
نوامة ، صخابة بالأسواق دواجة ـ لا تكف عن كلمة هات وإن منعها أقامت الدنيا
وأقعدتها ، تجدينها دائما بثوب البيت وإذا أرادت الخروج لبست أحسن الثياب ، أما
الزوج المسكين فليس له نصيب في ذلك ، وانظري إليها بين صويحباتها توزع
الابتسامات هنا وهناك وللزوج النصيب الأكبر من التشاؤم والتشكي والاكتئاب ، وقد
جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { خير النساء من إذا نظرت
إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالها } .
فكم من الأزواج يظلهم سقف واحد ويملأ رأس كل منهما أهداف متنافرة ، انعدمت
الثقة بينهما فلا تفاهم ولا ود ولا تسامح ، وأعلمي يا أختاه أن من أسباب
السعادة تنفيذ أوامر الله عز وجل في كل أمر ، ليس أن تختاري ما يوافق هواك
وتدعين الباقي . ولا تلقي اللوم على زوجك ، فبيدك أنت بعد أمر الله مفتاح
السعادة ، كوني له أمة يصير لك عبدا ، وكوني له أرضا يكون لك سماء ، واختم
مقالتي لك بحديث روته أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال : { أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضي دخلت الجنة } فعليك بمعرفة
الله فمعرفته تستوجب حبه ، وحبه يستوجب طاعته .