لقد اعتدنا أن نسمع كثيراً عن عقد مؤتمرات دولية ، وعلمية وطبية ، ولكن من
العجيب الذي يستحق العجب ، أن نسمع عن عقد مؤتمرات نسائية ، وأولها شراً ، ذلك
الذي عُقد في بكين ، أما هذا المؤتمر الأخير والذي نظمه ( مركز البحوث
التطبيقية والدراسات النسوية ) بجامعة صنعاء ، انعقد المؤتمر بمشاركة مندوبين
عن 24 دولة ، كان أغلبهم من المعروفين باتجاهتهم الفكرية العلمانية المعادية
مثل الأمريكية ( مارجو بدران ) ، والأردنية
( زليخة أبو ريشة ) والمغربي ( د/ عبد الصمد الديالمي ) …
فتباً للعلمنة المأفونة التي تتقاطر أحقاداً على قيم الأمة وعفتها ، فعلى سبيل
المثال : انتقدت المغربية ( رشيدة بن مسعود ) ورود كلمة الذكور معرفة بأل
التعريف ، والإناث خالية من أداة التعريف في قوله تعالى ( يهب لمن يشاء إناثاً
ويهب لمن يشاء الذكور )
جدل تهكمي يكشف عن سخف اعتقادها ، وشاهد على جحودها وسوء طويتها ، وفساد نفسها
… تحاجين من أيتها الضعيفة ؟ تحاجين الخالق في كلامه وأنت لا تساوين ذرة في
ملكوته ، تحاجين الذي خلقك وصورك ، تنتقدين الملك الجبار الذي خضعت لعظمته
الرقاب ، لو أراد أن يخسف بك الأرض كما خسف بقارون لفعل ، سبحانه لايعجزه شئ في
الأرض ولا في السمـاء …
اتهام لاحبكة فيه ولابراعة ، ولكنه طغيان وتجبر وتطاول على أمر الخالق ، له
الحكم وله الأمر ، ينزل مايشاء ، ويقضي مايريد ، فالكل محكوم بإرادته، خاضع
لسنته … ومن أبرز الأفكار في هذا المؤتمر :
اعتراض بعض الباحثات على علة وجود ( مؤنث ) و ( مذكر ) أصلاً ، ولماذا لم يوجد
جنس واحد… لعمـر الله ؛ تريد أن تدبر الكون ، وتصادم حكمة الخالق ، فمن أنت
ياصاحبة العقل المغلول عندما تقدمين أمرك على أمر الواحد القهـار ، لقد ضاعت
عقيدتك ،فلم تستطيعي على حماية عقلك ، تناسيت أنك حقيرة مهينة ، لاتملكين لنفسك
نفعاً ، ولاتدفعين عنها ضراً …. فله الحمد والمنة على أن خلقنا ذكوراً وإناثاً
، وجعل بيننا مودة ورحمة ، وسكن وذرية ، له الفضل سبحانه أن فضل الرجال على
النسـاء ، وأعطى كل ذي حق حقه ، فوالله مابخس حقك كإمرأة ،بل كرمك وجعل حقك كحق
الرجل في الجنة والحساب والجزاء …. فأين أنت من تكريم مريم ابنة عمران ، بأن
جعلها صديقة ، واصطفاها على نسـاء العالمين ، أين أنت من تكريم آسية زوج فرعون
التي بنى لها بيتاً في الجنة ، وعذب زوجها ( الرجل ) بالغرق ، والنار يرد عليها
غدواً وعشياً ، أين أنت من تكريم خديجة عندما أتى جبريل ، فقال : يارسول الله
هذه خديجة ، قد أتت ، ومعها إنـاء فيه إدام … فإذا أتتك فأقرأ عليها السلام من
ربها ، وبشرها ببيت في الجنة ….
ولكن هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ( فذرهم في غمرتهم حتى حين ) حتى
يفجأهم المصير المحتوم ..
أما الآراء الشاذة التي قالها ( د/ الديالمي المغربي ) التي أثارت ضجة ، هو
قولـه : أن سفره إلى فرنسا جعله يتحرر من قيد الزوجة ، والأسرة ، وممارسة
الحرية …… ويقارفها .
دعوة إلى التبجح ، وخدش للحيـــاء ،ولوغـاً في حمـأة الفساد ، فلو خضع الكون
لأهوائه العارضة ، ورغباته الخبيثة لفسد كله ، ولفسدت المجتمعات ،وعندما اتصل
بـه عدد من المسلمين لمناظرته ، هـــرب ، فهذا موقفه الرذيل أمام الخلق ، فكيف
به أمام الخالق ، كيف بك وأمثالك في موقف الاحتضار، عندما تغلق عليك الأبواب ،
ماحجتك وأنت ماثلآً أمام الذي لاتخفى عليه خافيــة ، ولكن مهــلاً .. مهــلاً
يادعاة الرذيلة ، وسحقــاً ياأصحاب الهتافات الزائفة .. فالله غالب على أمره ..
وهكــذا .. كلما انحرفت المجتمعات عن العقيدة الصحيحة عادت تصورات الجاهلية تطل
بقرونهـــا .. وصدق الله إذ يقول ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ماترك على
ظهرها من دآبة ولكن يؤخرهم إلى أجلِ مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده
بصيرأً )