|
حقا أننا نعيش في زمن الدهشة والتعليقات ، وإن بعض العجائب التي نراها في زماننا
أو نسمعها ربما تمر مرور الكرام ، وأمرها إلى الله ، ولكن هناك أمور عظيمة يقوم
بها بعض البشر ممن سلكوا مسالك الشياطين ، فأصبحوا في غفلة من عقولهم ، فتلك
الجريمة النكراء التي تفشت واستطار شرها وأصبحت تداول بين ضعاف التقوى ممن لا
يحسبون حسابا لذلك اليوم الموعود ، جريمة " السحر" والشعوذة التي لم تنحصر على
جهلة الناس بل من المؤسف أن شباكها وصلت إلى طبقة المثقفين الذين فقدوا إيمانهم
، وامتطوا الجهل والهوى حتى وصلوا إلى أرذل المسالك .
فو الله لأنني أتعجب كيف تقوم المسلمة بعمل هو عند الله كبيرة من الكبائر ،
تسلط البلاء على أختها المسلمة من مرض أو جنون عن طريق ساحرة أو مشعوذ ، أو
تفرق بينها وبين زوجها .
سألتك الله يا أختي يا من تقدمين على هذا العمل كيف يهنئا لك العيش ، آلا
تعلمين أن الله سينتقم منك ، اتقديرين على انتقام الله ، العزيز الجبار ،
وغالباً ما يكون الجزاء من جنس العمل ، فسيكون انتقام الله منك إما أن يسلط
عليك من يدبر لك مكيدة سحر مماثلة ، أو ينزل بك مرضا عضالا يكدر عليك صفو حياتك
، وما بالك بعقاب الله لك في الآخرة فهو أشد وأبقى .
ثم أليس عندك ضمير يعذبك ؟ كيف تقضين الأيام والساعات ؟ لا أظن أنك تجدين طعم
السعادة ، لا أظن أنك تنامين نوما هادئا ولك أخت تتعذب بسببك ، أين مروءتك أين
عقيدتك النقية ؟ أين سلوكك المستقيم ؟ ضاع كل ذلك ، ضاع في سبل مضلين نتيجة حسد
أو حقد ، كيف بك وأنت في ذلك المحشر العظيم ؟ كيف بك إذا نادى الله عليك من بين
الخلائق ، يا فلانة بنت فلان ، كيف بك وأنت تسحبين إلى النار ، أين الخلاص
وقتها ، كيف بك في يوم تشخص فيه الأبصار ، كيف بك يوم الفزع الأكبر الذي يصيب
العباد ويكون حال الناس فيه كحال السكارى الذين ذهبت عقولهم ، أتحسبين أن الله
غافلا عنك ؟
تيقظي يا أختاه ، واجتنبي سفاسف الأمور والظلم والفساد، تجنبي طريق الزيغ
والضلال ، واسلكي طريق الحق والهدى ، تمسكي بالخصال المحمودة واتركي الخلال
المذمومة التي توقع بك في الهلاك ، واعلمي أنه لا يضيع عند الله مثقال ذرة في
الأرض ولا في السماء ، توبي إلى الله وأرجعي إليه ، اتقي الله وتدبري قوله :
{ ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم }
وقوله : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة
عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون }