|
بسم الله الرحمن الرحيم
كثير من الفتيات يعتري تصرفاتهن بعض الخلل معظم شهور السنة ، ويشوب سلوكهن
اليومي كثير من الأخطاء ، فيأتي شهر رمضان بسماته الخيّرة ليكون مميزاً لكل
فتاة ، فهو فرصة ذهبية لبداية جديدة ، بداية لتصحيح المسار ، وتجديد العلاقة مع
الله عز وجل ، وتحسينها مع الوالدين والأخوة في المنزل ، ونبذ الخلافات مع ذوي
القربى ، والحرص على تقوية أواصر الأخوة والمحبة مع المعلمات والزميلات في
المدرسة .
ففي شهر الخير أكبر الفرص للبدء مجدداَ بداية طاهرة وخالصة من كل ما يغضب الله
سبحانه وتعالى ، فالأوقات التي أُهدرت مسبقاَ فيما لا فائدة منه تستطيع الفتاة
أن تعوضها خلال هذا الشهر الكريم ، والأعمال التي قامت بها وتشعر أنها لا
تتناسب مع سلوكها كمسلمة تستطيع أيضاَ أن تعوض نفسها عنها ببدائل ذات فائدة
للدنيا والآخرة ، والله يحب المحسنين ، وهو يقبل التوبة من عباده ويغفر الذنوب
جميعا ، قال تعالى : "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة
الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " ، وقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم:( من صام رمضان إيماناَ واحتساباَ غُفر له ما تقدم من ذنبه)
رواه البخاري ومسلم.
رمضان من أنسب الأوقات للاستغفار والتوبة وإعادة الحسابات والعودة إلى الله
سبحانه وتعالى ، فلا ينبغي للفتاة المسلمة إضاعة الوقت في هذا الشهر، بل عليها
مضاعفة العمل لتحصيل الأجر والثواب ، ومن أهم الأشياء التي يجب عليها أن تنتبه
لها لاستغلال هذا الموسم المبارك ما يلي :
• عدم إضاعة الوقت أمام شاشة التلفاز التي تضيع بركة الوقت وتهدر أثمن الأوقات
، ومن المعروف أن الأنشطة التلفزيونية تزداد كثافة في هذا الشهر بهدف صرف أفراد
المجتمع المسلم عن دينهم ، فلا تكون فتاة الإسلام أداة لينة في أيديهم لتحقيق
أهدافهم ومآربهم.
• محاولة تنظيم الوقت بحيث يكون النوم منظماَ بشكل طبيعي في الليل ، ويكون
النهار للمدرسة والعمل المنزلي مع أداء العبادات وتلاوة القرآن الكريم.
• عدم الإسراف في تناول الأطعمة أو إضاعة الأوقات في إعدادها . قال تعالى
:{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ
الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}
• الحرص على عدم الخروج للأسواق ، وإذا كان هناك حاجة ملحة للخروج فلا بد من
الاحتشام والتستر والخروج مع محرم ، وتجنب الأماكن المزدحمة ؛ فالأسواق هي أبغض
البقاع إلى الله كما ورد في الحديث الصحيح.
• تربية النفس والوجدان على سلوكيات صحيحة مفيدة كالتعاون مع جميع أفراد
المجتمع على أعمال الخير ، يقول تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ
وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَىالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ
اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .
• تعويد النفس على الموازنة بين الأعمال المطلوبة ، فإعطاء كل ذي حق حقه واجب
يتحتم إتباعه ، فأداء العبادة له نصيب ، وطلب العلم كذلك ، والمساهمة في
الأعمال المنزلية ، والمشاركة في الواجبات الأسرية والاجتماعية ، فكل هذه
الأشياء يجب تأديتها على أفضل وجه دون أن يطغى شيء منها على الآخر.