|
دَعاني اليـومَ مـؤتـمـرُ ---
بـه الأسـمـاعُ والفِـكَـرُ
تَدَفَّـقُ مـهـجـتـي فـيـه ---
يُضـيء بِساحـه البَصَـرُ
دخلتُ، وَجَدْتُني معهم ---
نناقشُ، نحتوي، نَذَرُ
شـرَحْنا في البيـانِ رُؤًى ---
تَلأْلأُ مِـثْـلـمـا الـدُّرَرُ
وحيـنَ وقـفْـتُ أرويـها ---
وفي عـقـلـي لهـا صُــوَرُ
سمعـتُ رسـولَ غاليتـي ---
ينـاديـنـــي ويــنــتـــظِــرُ
جـرَيـْتُ أسابـقُ الدنـيا ---
فـجـاء إلـيَّ يـبـتــدِرُ
بريـدُ الضـادِ أرسـلَ لي ---
عـتـابـًا حـولـــه زَهَـــرُ
أخـذتُ الـوردَ أحْـمِـلُـهُ ---
أعـانـقُـــــهُ و أعـتــــذِرُ
رسـالـتُـه رأيـتُ بـهـا ---
ركـامَ الصـمـتِ يـنـتـثِرُ
وذي حبـَّاتُـه ركـضَـتْ ---
إلـيَّ تقـولُ: ما شَعَروا
ومـا فهمـوا ومـا قَـدَروا ---
ذُرا جَبَلي بل احتقـروا
وأنتِ رفيقـتـي غُرِسَـتْ ---
أمـامَ طـريقِــكِ الإبـَـرُ
أنـا أدْري بأنَّــكِ لا ---
يسـيـرُ بِجَـنْبِـكِ الخَوَرُ
ولـمْ أعْـهَـدْكِ واقِـفــةً ---
إذا مـا مـسَّـنـي الـضَّـرَرُ
فَـقُـومـي وافْـعَـلي شيئًا ---
قـريـبٌ مِـنْ هُـنـا خَـطَرُ
وهُـزِّي فـيـكِ ناحـيــةً ---
غَشَـى إقْـدامَها خَــدَرُ
وَسِيري، دافِعي، ذودي ---
بل امْحي كُلَّ ما سَطَـروا
هُـمُ الأعـداءُ، ما زالــوا ---
إذا الأسمـى خَبَا ظهروا
أرادوا هــدْمَ أبْـنِـيَـتـي ---
أرادوا الرسْـمَ يـنـدثِــرُ
وربّ الـكــونِ خـالــدةٌ ---
أنـا، هـيْـهـات أُحْـتَـضَـرُ
ولـكـنْ بِـتُّ في حَزَنـي ---
علـى الخِـذْلانِ أصْـطَـبِـرُ
أرى الأطـفـالَ أبنـائـي --- تُـصَـفِّـقُ
حَـوْلَـهُـم أُسَـرُ
إذا نـَطَـقـوا كُلَـيْـمـاتٍ --- بِغَـيْـري
بَعْدَها أُخَــرُ
تـطـيـرُ قـلـوبُهـم فَرَحاً ---
ويَشْـدوا الـمَـدْحُ والوَتَـرُ
بـدا مـنْ جَـهْـلِـهـم كُـلٌّ ---
بهـا يزْهــو ويفـتـخِـــــرُ
لغـاتٌ للأجـانـبِ كـمْ ---
بَنو قومي بها انْصَـهروا
أيـا أهـلـي، أيـا سَـنَـدي ---
أيَطْـوي قُـرْبَكُـم سَفَــرُ؟!
تأخَّــرَ رَكْـبُـكُـم
عـنِّـي ---
أُصَيْحابي فما الخَـبَـرُ؟!
فَصِـحْـتُ هناكَ يا لُغَتي ---
أنـا والـلـهِ أسْـتَــعِـــــــرُ
تعالَـيْ واسْألـي دَمْـعـي ---
فَـدَمْـعـي الآن يـنْـهَمِـرُ
فـصـيـحةُ أنْتِ لي قَلْبي ---
وروحـي أنـتِ والنَّظَــرُ
يَـضُـمُّـكِ بـيْـن
أضْـلُعِـهِ ---
عـمـيـقُ الحـبِّ يا قَـمَـرُ
إذا مـا كُـنْـتِ
مُـبْـتَــدأً ---
فَـنَـبْـضِـي بعْدَك الخَبَـرُ
لبسـتُ سَـمَاكِ تحضُنني ---
وأرضَـكِ حـيْـثُ أَأْتَــزِرُ
لأَنْـتِ الخـيـرُ غَـيْــداقٌ ---
لأَنْـتِ لِـخُضْـرَتـي المَـطَـرُ
جـمـالُـكِ سـاحِـرٌ أبَــداً ---
ونُــورُكِ للنُّـهـى نَهَــــرُ
حروفُكِ ذي مدى الأزْمـا ---
نِ منها العطـرُ يـنـتـشِـرُ
حَمَـاكِ اللهُ مُـذْ
نَطَـقَـتْ ---
بِكِ الآيـاتُ والـسُّــوَرُ
عـزيـزٌ سيفُــكِ الكُـبَّا ---
رُ قَـدْ جالَتْ به العِبَـرُ
قــويٌّ فـاعِـلٌ ولَــهُ ---
بريـــقٌ ليْـسَ يـسـتَـتِـرُ
لسـانُ الغَرْبِ لنْ يَبْقَـى ---
بِبَيْـتِ العُرْبِ يزْدَهِـرُ
ولا اللهجـاتُ نَكْتُـبُها ---
ونُبْـــرِزُها فَـتَـنْـتَـصِــــرُ
فِداكِ النَّفْـسُ يا عُمْـري ---
فـداكِ النـاسُ والبَشَـرُ
وَلائي يَـنْـتَـمي شَـرَفـاً ---
إليـكِ، وما لَـهُ غِـيَــرُ
أتَيْتُ إليكِ مِـنْ صِغَـري ---
إلى مَـوْتـي لَـكِ العُمـُـرُ
أريدُكِ تَشْـهَـدي حُبِّـي ---
بِبَحْرِكِ باتَ يَـنْـغَـمِـرُ
وفي الفـردوسِ يلْقَـانــي ---
هُنالِكَ حسْنُكِ النَّـضِـرُ
أيا ربـِّي بها اجْمَـعْـني ---
بِـــدارٍ مـا بهـا كَــــدَرُ
مِـنَ العربيـةِ الفُـصْـحى ---
قَطَفْتُ وطابَ لي الثَّمَرُ
وهـذا فـارسٌ قَـلَـمِــي ---
يَـداهُ الـحَـقُّ والـظَّـفَـرُ
سَأُجْـري مِـنْهُ ذا حِبْـراً ---
بِـشَـــــرْعِ اللـهِ يَأْتَـمِــرُ
سَنَحْـيا لِلْـكفــاحِ مَـعَـاً
---
لِيَـبْـقــــى بَعْـدَنا الأَثَــرُ
شعر:
هاجر بنت عثمان بن عبدالله الجغيمان