|
أرضُ العلـومِ تـرابـُها مـا
أَخْصَـبـَـهْ ---
لكـنْ مِنَ الحُرَّاثِ فيـها مُجْدِبـَهْ
هُـمْ غادروهـا، أصبـحتْ في وحدةٍ
--- بيـن
الأسى والحزنِ ذي مُتقـلِّبـَهْ
حـنـَّتْ إلى زوارهـا،
وسـمـعـتـُهـا ---
تبكي على الماضي رفوفُ المكتبـهْ
قالتْ: لِغيـري في الدنـا
أشواقـُكـُمْ ---
وأنا مـن النسـيـان صـرتُ مُقـرَّبـهْ
لمْ تسـألـوا عنـي، تركتـُمْ
صُحبتـي ---
هذا الصدودُ يذيبُ نفسـي المتعبهْ
أتخيـلُ الآتيـن ( فـَوْجًـا
قـادِمًــا ) ---
وأُفـَتــِّحُ الأبـوابَ ذي مُتـَأهـِّبــهْ
لا شيءَ أُبصِـرُهُ، ولا شخـصٌ
أتـى ---
فـَيَجُـرُّ هَمـِّـي عنـد ذلك موكبـَهْ
أخبـرتـُها: قلبــي يُكِـنُّ لكِ
الهوى ---
عَيْشـي بِقُرْبِكِ دائمًا .. ما أطيبـهْ
بلْ كلُّـنـا نعـطـيـكِ نبــضَ
فـؤادِنـا --- لَمْ
نَنْسَ ذاك الجمعَ حول المأدبهْ
ردَّتْ:وأينَ ملوكُ عرشي؟!أين هم؟! ---
أيـن الذيـن نفوسُـهم متـوثِّبـهْ؟!!
ذهـبـوا إلى الحاسـوبِ يا
ريحانتـي ---
وجدوا بـه سـاحَ التواصلِ أرْحَبَهْ
أنا لا أقــولُ لهـم: تعالَـوا
واتْـركــوا ---
آفـاقَ مـا بطـنُ الحضـارةِ أنْجَبـَهْ
لا، لا، ولكـنَّ الثـمـارَ
بـدوحتـي ---
صِحِّيـَّةٌ، لَيْسـَتْ كَـتلك مُعَـلَّبـَهْ
غُوصـوا -نَعَمْ- بلْ سافِروا في
بحْرِهِ ---
ثمَّ ارجعـوا للأرضِ لـي بالتجربَهْ
شـَبـَّهْـتـُـهُ بـي إنْ أُريــدَ
ثـقـافـــةٌ ---
والعلـمُ فيمـا بيننـا وجـْهُ الشَّبـهْ
لكـنـَّنــي أبـْقـــى سَـنًـا
مُتـَلأْلِئًـا ---
نـورًا، وليـْسَ لِكائنٍ أنْ يَحْجُبَهْ
عنـدي المعـارفُ لِلْـوَرى
مصـفـوفـةٌ ---
وعـقــودُ إنتـاجِ العقــولِ مُرَتَّبــَهْ
هذا الكتـابُ وذي الحقـائـبُ
قَبـْرُهُ ---
لا تَجْعلـوا فقـط المدارسَ مَلـْعَـبـهْ
عودوا إلى التنقيبِ وَسْطَ
دفاتري ---
هيـَّا انْفُضـوا عنـِّي غبـارَ الأتربـهْ
تهفو إليكم بعدَ روحي مهجتـي ---
عينــايَ كـمْ لِلِقـائـكـم مُتـَرَقـِّبــهْ
يا أيـُّها المـرءُ البعيــدُ
أمَا تَـرى ---
أنـِّي شَرُفْتُ مِن الجموعِ بِكَوْكبـهْ؟!
أَزْدانُ بالعـلمــاءِ
والكُـتـَّابِ بـلْ ---
وبِفِـكْـرِهم هذي اليـدانِ مُخَضَّبـهْ!
أَوَمـا تُرِيـدُ لِعَقـْلـِكَ
الموقـوفِ أنْ ---
يزدادَ في درجـاتِ عِلْمٍ مَرْتبـهْ؟!
إنَّ المـؤلـِّـفَ جـالَ في
بسـْتـانـِـهِ ---
واختـارَ زهـرًا عاطِـرًا كي يكتُبـَهْ
بلْ صـادَ بيْـتًـا ثائــرًا
مُتـَمـَـرِّدًا ---
كالمـَوْجِ، مِنْ شِعْـرِ الحياةِ وأعْرَبَـهْ
إنـِّي لمَسْكَنـُهُ، يَعيـشُ
بِداخلــي ---
وأنا لِكـُلِّ صِـحابـِـهِ مُسْتـَوْعِـبــهْ
إنـِّي لمَـرْآةُ الحيـاةِ،
عصـورُهــا ---
- عبْرَ الزمانِ - على يَدَيَّ مُذَهَّبهْ
إنــِّي مـَنـَـارٌ للأنـــامِ
ومَـــوْرِدٌ ---
مِنْ نبـْعِـهِ لُغَـةُ الحِجـا مُتَشَــرِّبـهْ
آهٍ .. متى أَجِدُ الأريبَ
بِرِفْقَتي؟! ---
وأراهُ ذا مـِنْ بَعْـدِ غفلتـِـهِ انْتَبـهْ؟!
شعر: هاجر بنت عثمان بن عبدالله
الجغيمان عام 1428هـ