|
منذ عصر الجاهلية وقبل بزوغ فجر الأسلام كانت الجزيرة العربية للحضارات مهداً
.. وللقبائل مرتعاً .. وللحُجاج مقصداً!!
من جميع اللغات والأجناس مما ترك بصمات لاتنسى , و نقش أعراف لاتُمحى...
إلى أن جاء الأسلام وتوج هذا النتاج الثقافي بمكارم الأخلاق, فكانت بنت الجزيرة
مزيجاً قلباً وقالباً من هذا الطٌهرالعُذريّ ..والعفاف الفطّري .
التحفت الصحراء الصفراء لها رداءً…
وتنسمت عليلها النقي هواءً ..
فشبّت على الفضائل باستواء!!
• بعيدة عن الأهواء..
فنأت بنفسها إن تكون للرجال ملمساً!..ولأعينهم مستشرفا..
في زمن تكالبت فيه الشهوات..وأبيحت المحرمات ليس عن نقص فيها, فلونها المحبب
القريب من الصفرة :
من الصفر لاورهاء سمج دلالها *** وليس من السّودِ
القصار الحوائل
• وأما بنيتها :
خزاعية الأطراف مُرّيّة الحشا *** فزارية العينين
طائية الفمِ
ومن يك معجباً ببنات كسرى *** فاننى معجبٌ ببنات حامِ
• وأما خلقها :
لها خلقٌ سهلٌ وحسنٌُ ومنصبٌ *** وخلق من سوىُ ما
يعاب ومنطقِ
وتوج صفاتها ما تميزت به من عفة فطريه ..بفطرة
عفويه...
ولأن العفة هي أثمن ماتتزين به المرأة ..حازت بها السبق,وبلغت بها الألق..
• سارت على درب أسلافها..واقتدت بجداتها
:
كانت عند بعض القرشيين امرأة عربيةُ ودخل عليها خصي لزوجها , وهى واضعة خمارها
فحلقت رأسها وقالت : ما كان ليصحبنى شعرٌ نظر اليه غير ذي محرم (عيون الأخبار
4-87) وفيها قيل:
سقط النصيف ولم ترد اسقاطه *** فتناولته واتقتنا
باليد
يخبئن اطراف البنان من التقى *** ويخرجن بالليل تفلات
• حنونة على أبناءها:
تحنو على أبنائها: كما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم " نساء قريش
خير نساء ركبن الأبل أحناه على ولد , وأرعاه على زوج فى ذات يده"
• حريصة على طيبها:
قال الفرافصة لأبنته الكلبية: يابنية أنك تقدمين على نساء قريش وهنّ أقدر على
الطيب منك فلا تغلبي على خصلتين الكحل والماء ( عيون الأخبار 4-76)
• وفية لزوجها:
هدبة بن خشرم لما قُدّم ليُقتل , نظر الى امرأته , فدخلته غيرة, وكان قد جُدع
انفه فقال :
فان يكُ أنفى بان منه جماله *** فما حسبي في
الصالحين بأجدعا
فلا تنكحي إن فرّق الدهر بيننا *** أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعا
فقالت قفوا ساعة (وكانت جميلة) ثم مضت ورجعت, وقد
جدعت أنفها فقالت : أهذا فعلُ من له فى الرجال حاجة؟ فقال : الآن طاب الموت! (قصص
العرب 4-171)
• قانعة بعيشها:
لبيتٌ تخفقُ الأرواح فيه *** أحب اليّ من قصر
مُنيفِ
وأكلُ كُسَيرة فى كسر بيتى *** أحبُّ اليُّ من أكل الرغيفِ
• تحافظ على نفسها، وتحتاط لسمعتها:
من الخَفِرات البيض لم تدر ما الخنا *** ولم تُلف
يوماً بعد هجعِتها تسري
ولا سمعُوا من سائر الناس مثَلها *** ولا برزَت يوماً في يوم أَضحى ولا فطر
فستبقى بنت الجزيرة شامخة بحيائها..
فريدةً بنقائها...
وان تربص بها اعدائها...
وترصد المرجفون غوائلها....
فوزيه منيع الخليوي
عضو الجمعيه العلميه السعودية للسنة .
om.sofian@hotmail.com