مِن روائع ما وصلني مِن خدمة تدبّر قبل أيّام ..
رسالةٌ لطيفة ، هي همسة لكلّ زوجة تُحِبّ زوجها وتُحِبّ راحة أيام عيشها .
تقول الرِسالة :
تأمل في روعة هذا الخطاب: متانة ورقة وإقناعا: { قالت امرأة فرعون قرة عين لي
ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا } ..
ثم انظر كيف أثر في أعظم طاغية عرفه التاريخ البشري؟ فأين نساؤنا ورجالنا عن
هذا الهدي القرآني الرفيع؟
[أ.د.ناصر العمر]
********
مفهوم لطيف ولُغة تعامُل راقية يُنبئنا بها فضيلة الدكتور ناصِر العمر - أطال
الله في عمره على طاعته - .
فكم للكلمة الطيّبة مِن أثر ..
وكم لرقّة الأسلوب مِن أثر .
أحسِن إلى النّاسِ تستعبِد قلوبهمُ = فلطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
فإذا كانت الكلمة الطيّبة صدقة كما في الحديث ، فإنّ أولى النّاسِ بالصدقات هُم
أهل البيتِ .
ولا زلت أتذكّر تلك العِبارة التي قالتها لي إحدى الأمهات الكبيرات وقد تجاوز
أكبر أبنائها الخامسة والأربعين وكنت أتناقَش معها في مسألة حقوق الزوج وواجِب
الزوجة ..
قالت لي : الكلمة الطيّبة تخرّج حتى الضَبّ مِن جحره !
والمقصِد واضِح ، أنّ الكلمة الطيّبة تليّن الصلب بتوفيق الله ، ويُتجاوز بها
الصِعاب وتسهّل الحَزن .
وكم مِن نساء لها مفاوزٌ في خِدمة الزوج وأطفاله ، ولكنّها لم تُوفّق للكلمة
الطيّبة ، ولا لرِقّة العِبارة ، فنرى في بيتها اضطراب تجهلُ كُـنهه !
مِما سمعته مِن فضيلة الشيخ صالِح المغامسي قوله :
" فكلما كان الإنسان حَسَن القولِ طيّب اللسان كان محبوبًا لدى الخَلق ، مقبولاً
لديهم ، مرغوبًا عندهم ، وهذا لايُكلِّف شيئًا أكثرُ مِن كلمةٍ طيّبة تخرُجُ
مِن الفَم يتعاملُ بها الإنسانُ مع غيره " .
فسبحان الله ، كيف جعلَ الله الكلمةَ الطيّبةَ سبيل لولوج القلب ، وكيف دعا لها
سبحانه حين قال { وقولوا للنّاسِ حُسنًا } ، وهذا مع عمومِ النّاسِ ، فكيف
بالزوجِ وأهل البيت عمومًا ؟
نسألُ الله تعالى أن يهدينا إلى الطيّبِ مِن القول ، فإنها نِعمةٌ قلّ مَن
يستشعرها .