منذ فترة و موضوعي هذا يراودني ، و الذي كانت بدايته مِن موقف !
اجتمعنا في أحد الأيام مع أحد العوائل ..
و ابنة هذه العائلة متزوجة و لكن بينها و بين زوجها مشاكل ، مِما اضطرها لترك
بيتها و المكوث ببيت أهلها .
كنتُ أجلس بجوارها ، فأتى ابنها و أحدثَ مشاغبة بيننا !!
فمدّت يدها إليها لتسحبه إليها ، فلمّا انفلت منها ، رفعت صوتها ولعنتْ زوجها
ثم دعتْ عليه !
لم أتماك إلا أن قلت بهمس تسمعه هي فقط : ( أستغفِر الله ، حرام عليك ) .
و في لحظات مدّتْ يدها اليُمنى عليّ و نالني منها نصيبي !
و أحسست بطبعة أصابعها على كتفي الأيسر ؟!
و قالت لي : أرجوكِ اسكتي و ( فـُـكّينا ) !!
فأصابني الوجوم و الذهول ، و أصبحتُ أقلّب نظري في الحاضرات !
فنصحتُها و كلمتـُـها .
==================
لمـّـا عدت إلى البيت ، أخذتُ أفكّر في موقفها مِن زوجها و لعنها إياها ثم
دعاءها عليه !
فقلت : لاشك أنّ هذه اللعنة و الدعوة لم تكن المرة الأولى التي يسمعها منها
طفلها ..
و ربما تكررتِ المشاغبات مِن الطفل ، و تكررتِ اللعنات من الأم !
فكّرت و قلت : كيف سيكبر هذا الابن و هو يرى أمّه لا تحترم أباه ؟؟
هل سيحترم أباه ؟؟
هل سيحبّه ؟؟
هل سيـبـِـرُّ به ؟؟
ثم انقدحَ في ذِهني سؤال و قلت :
سيكبر الولد و سيعلمُ أن الأب يشبه الأم في منزلته ، و بما أنّ أمه لم تزرع في
حُب والده أو احترامه ، فهل سيحترم الطفل أمه ؟؟
الحقيقة أنّ الموقف أزعجني كثيراً
و قلت :
لماذا دائماً ننتصر لأنفسنا ؟ و لا نتذكّر عواقِب أفعالنا ؟
لماذا نمحو محاسـِـن مَن أساء إلينا و لا نتذكّر إلا المساوئ ؟؟
و قد يصـْـدُقُ فينا قولُ الشاعـِـر :
و عينُ الرِضا عَن كُلَّ عيبٍ كليلةٌ = كما أنَّ عينَ السُخطِ تبدي المساويا !
قد نغفل أنّ الطِفل سـِـجـِـل تدوين !
و يسجّل كل ما يراه و يسمعه ..
يكبُرُ الطفل و في داخل إما تراكمات مِن تربية و مواقِف سيئة ..
أو و في داخله مجموعة مِن حُسن التربية و نـُبل الأخلاق .
ثم إنَّ الزوج لو يعلمُ مِن زوجته أنها تزرع في أبنائه حُبه و تدافِع عنه في
غيبته فسيحفظ لها هذا المعروف و سيعتبره رصيداً يغطّي بها على خطئها إن أخطأتْ
.
فتاة تقول :
أذكرُ مرة ..
حصلت مشكلة بين والداي
و مرّ يومان أو ثلاثة و المشكلة لم تنتهِ !
فجلستُ مع الوالد و قلتُ له : والله يا والدي إن الوالدة تحبك و تدافع عنك و
أنتَ لا تعلم !
بالأمس : اشتكى أخي مِن تصرف حصل منك معه ، فانزعج أخي و اشتكى لأمي ..
فوبخـّـته أمي و دافعت عنك و بررتْ موقفك .
فاندهشَ والدي مِن كلامي .
فذهبَ إلى الوالدة و اصطلح معها !
فأقول :
أيتها الزوجة و الأم ..
إن أردتِ أن يبـَـرَّ بك أبنائكِ ..
فازرعي فيهم حُب والدهم ، و احترميه أمامهم و دافعي عنه
حتى لو كنتِ مطلقّة ، أو ذهبتِ عند أهلكِ غاضبة ..
حتى لو كان زوجكِ مِن أسوا الناس ..
فمهما يكن .. سيظلّ هذا والدهم
و الأبناء عادةً يحبّون أن يفتخروا بآبائهم ..
و إذا رآكِ أبنائكِ لا تحترمين أباهم ، فسيولّد ذلك شُحنة في أنفسهم
ستدفعين ثمنها قبل أبيهم !