أنقلُ لكم اليوم تجربة و موقف حصل لي مع ابنة أخي الحبيبة
أخي الحبيب الأكبر عنده ابنة وحيدة عمرها سنة و نصف السنة
اسمها " ريهام "
كنتُ أشاهِد التلفاز و كان بجواري إحدى قريباتي الصغيرات و عمرها خمس سنوات
قريبتي وديعة جداً و فيها هدوء ملفت للأنظار ..
أتتْ ريهام الحبيبة تمشي بخطوات سريعة و بتلك القدمان الصغيرتان و مدتْ يدها
نحو قريبتنا و أرادت الإمساك بشَـعرها !!
فامسكتُ يد ريهام و حاولتْ مقاومتي و تخليص ساعدها من قبضة يدي !!
لكنها وقعتْ أسيرة بين أصابعي و أخذت تصرخ
فحملتُها بين يديَّ و هي تقاوم و تصرخ و تحاول أن تجرّ شعر قريتنا الصغيرة !!
حينها قلتُ لريهام بهدوء : نتفاهم نتفاهم ثم افعلي ما يحلو لكِ
لكن ريهام الحبيبة ليست مكترثة بما أقول !
فرددتُ جملتي الأولى لها و حملتُها و ذهبنا و جلستُ و إياها على ( الكنب ) و
أخذتُ أتحدّث معها ..
أعلمُ تماماً أنا لن تعي ما أقول و لكن كان عندي قناعة بفعلي
فجلستُ بجوارها و قلتُ لها : ألم أقل من قبل أنه لا يصح أن نضرب أحداً ؟؟
و هذه الصغيرة ضيفة لديكِ ، و المسلم لا يصلح أن يضرب ضيوفه أو يهينهم ، بل
يحبهم و يكرمهم
كانت تنظر إليَّ بعينيها الصغيرتين و أنا متأكدة أنها لا تدري ماذا أقول لها و
لا عن أي شيء أتحدّث ..
فقلتُ لها : ما رأيكِ أن نذهب إلى المطبخ ؟؟
فقمتُ و هي تنظر إليَّ و لم تتحرك
فالتفتُّ نحوها و مددتُ يداي لها ففهمتْ إشارتي و مدّتْ يديها نحوي و حملتُها
على ذراعي
و ذهبنا للمطبخ
رأيتُ على رف الدولاب علبة جُبنة و عُلبة بسكوت
فأشرتُ للحبيبة أن تحمل الجبنة
فحملتـْـها و ذهبتُ ناحية الولاب و فتحتُ لها بابه و قلتُ لها ضعيها هُنا و
أشرتُ لها بالمكان فوضعتـْـها
و كذلك عملنا مع علبة البسكوت .
فلمّا رأيتُ السرور يعلوها اقترحتُ عليها أن أعطيها شيئاً تملأ به بطنها و
معدتها الصغيرة ، و كانت تراقبني و أنا أجهّز لها أكلها
الذي أضحكني و أعجبني
أنه ريهام الحبيبة ذهبتْ لقريبتنا الصغيرة و ( عزمتــْـها ) على الأكل و حملتْ
الملعقة و رفعتْها تجاه فم القريبة الصغيرة !!
لكن الصغيرة رفضتْ عزيمة ريهام ؟!
و بعد بُرهة قامت القريبة الصغيرة ودخلت المطبخ
فمدتْ يدها على شيءٍ ما بالمطبخ
فأتتْ ريهام من خلفها و قالت بكل البراءة :
(( أح ، أح ))
فقلتُ : نــِـعم المُربية يا ريهــــــــــــــام !
================
لماذا أوردتُ الموقف السابق ؟؟
فقط أريد أن أقول :
أننا نستطيع أن نمتص طاقات الأطفال و نوجّه طيشهم لشيء مفيد
حينما حملتُ ابنة أخي و كلمتُها و ناقشتُها
كنت أريدها أن تهدأ و أن تشعر أن هناك من يشعر بها و يفهمها و يفهم شعورها .
لو أني أمسكتُ يدها و حذرتها من مهاجمتها للضيوف لن أستفيد و لن تستفيد
أولاً / أشعرتُها بالأمان و سحبتُ جزءً من طاقتها بحديثي معها ، و جعلتُها
تتنفس من خلال الحديث ..
ثانياً / كنت متأكدة أنَّ داخلها طاقة و لازالت موجودة
لذلك جاءت في بالي فكرة أن أجعلها ترتب رفّ الدولاب و تُعيد الأشياء إلى مكانها
فطاقتها الداخلية و حماسها يجب أن تُستغل في فِعل مفيد أو قد تعود و تضرب
قريبتنا الصغيرة .
هذا ما أحببتُ نقله لكم من خلال تجربتي
و أقول :
إن انتهار الطفل و توبيخه و تهديده بـِـلـُـغة العيون ! أو بالكلام
كل هذه أساليب لا تنفع مع الصغار و حتى الكبار أحياناً ..
احتواء الصغير إشعاره بأنه مهم و الشعور بشعوره و أحاسيسه و تربيته بطريقة
الحِوار .. هذا أجمل و أنفع لتربية الصغار ..
بقي أن أقول :
أن " ريهام " الحبيبة تسمع كلامي ! و تنفّذ ما أقوله ، بل و تحذر مني إذا
أخطأتْ ..
فقالت لي أمها : ماذا فعلتِ بابنتي حتى تطيعكِ أكثر من أبيها ؟!