|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قرأت كلاماً تربوياً للشيخ د . سلمان بن فهد العودة .. يصلح قاعدةً في التعامل
بين الأزواج .. مع الأبناء .. مع كل مَن نعاشرهم .
يقول فضيلته :
إنَّ مِن الأخطاء الكبيرة .. فَـرْضُ رقابةٍ سلوكية صارمة على الإنسان في
مرحلةٍ مِن مراحلِ حياته ..
بمعنى : إشعاره بعجْزِهِ عن فِـعْـلِ هذا الإثم أو المفسدة ، فإنَّ ذلك يدفعُ
الشابَ إلى نوعٍ مِن التحدّي ، و إثبات الذات ، و يحضّر لنوع مِن المقارعة و
المواجهة ..
و قد يسبب له ذلك حُـب هذا الممنوع و اللهفةِ عليه ، و قد يعقّده ذلك فترةً مِن
حياته .
فالمحاصرة و الإفراط في المَـنع و الحَجْـر .. يصنع نوعاً مِن زَرْع الخوف مِن
الرقيب البَشري ، لا مِـن الله.
و يخلقُ نفاقاً اجتماعياً و يحوّل الناس إلى كائنات شكلية تراقِب المظهر فقط ،
و تعتمدُ عليه و تتجاهل المَـخبـَـر ، و تنسى معنى الإيمان و المراقبة .
انتهى كلامه - حفظه الله -
******
إنَّ الأبوين بحاجة لزرع الثقة في الابن ، و إعطائه بعض الحُرية في التعامل ،
بحيث لا تُنتهَك معها حُرمات الله .
و كذلك الأمر بالنسبة للزوج و الزوجة ..
أسلوب الجاسوية و المراقبة ، أسلوب عقيم لا يثمِـر مصلحة تُرجى ، و لا يُكفُّ
به أذىً يُخشى .
و هذا الأسلوب - أي أسلوب الجاسوية - أسلوب يولّد نوع مِن قلة الاحترام بين (
المُـتجسِـس ) و ( المُـتَجَـسَـس عليه )
فقد لا يحترِم الرجُل رغبة زوجته فيما تريده مِن زوجها ، و العكس كذلك ..
فقد تترك الزوجة جميع أوامِر زوجها ونواهيه ! و تطبّـقها أمام عينه ..
ثم إذا غاب ، فعلتْ ما يحلو لها .
ربما لا تكون الزوجة تطلب مِن زوجها تَرْك أمراً محرّماً ، لكنها لا تريد مِن
زوجها فِـعل ذلك
و الزوج لا يريد مِن زوجته فِـعل أمرٍ ما ..
فإذا لم يمنح أحدهما الآخر ثقةً ، و إذا لم يُستخْدَم الأسلوب الأمثل ، و إذا
شعَرَ طرف أنَّ الآخر يتجسس و يشك و يرتاب ..
فربما فعَل ما يكره صاحبه !
ليس حُباً في الفِعل ، و لكن كنوع مِن إثبات الذات !
و هذه النقاط تُطبّـق حتى في تربية الأبناء .
فإن أبى أهلُ البيتِ إلا المراقبة و تتبّع العثرات ..
فإنَّ النتيجة ..
بيت متوتّر قائم على الشكوك و الجاسوية و انعدام الثقة بين أفراده .
جميل أن يكون بين الزوجين مِـن الصراحة ، ما يجعل أحدهما يبوح للآخر بما يضايقه
مِن الآخر أو بما يحِب أن يكون عليه صاحبه ..
فإذا خَرَج البوحُ ، و ارتاح الضمير ..
فليس هُناك داعٍ لِـ ( التتبع ) و التجسس ..
و يرى هل طبّـق صاحبه المطلوب أم لا !
و كأنَّ البيت ( مَـقر السَـكَـن ) ثكنة عسكرية ، يجب تطبيق الأوامِر فيها ((
بصرامة )) !