مِن عجائب هذا الزمان أن يـُـبجـّـل أهلُ الباطِل ، و يـُـنتقَص مِن قـَـدْر
أهلُ الحق !
و لم يعـُـد غريباً أن نسمع و نرى اختلاط الأقوال و زَعـْـم الحق مِن أناس لا
ينشرون خيراً و لا يكفـّـون شراً .
لست مـِـمن يتابع الفضائيات ، لكن أحياناً يقدّر الله فأشاهـِـد بالصدفةِ بعضَ
البرامـِـج التي قد أستفيد منها في مناقشة بعض الذين لا يترفعـّـون عن متابعة
أهل العفن ! و الدِفاع عنهم .
وقعت عيني و أذني مرّةً على برنامج مخصص ( للنواعم ) ، لكن الغريب أنـّـهم
يستضيفون فيه جنساً غير النواعم ! و لا أعلم لماذا خُصص بهذه الصـِـفة مع
أنــهم يستضيفون الرِجال فيه ؟!
في تلك الحلقة كان الضيف مغني كويتي مشهور جداً !
و أخذ يتحدّث في عِدة مواضيع ، ثم طلبت منه إحدى مقدمــّات البرنامج أن يغنـّـي
..
أخذ هذا المغنـّـي ( النبيل ) ! عوده و بدأ يغنـّـي
( طبعاً كتمت الصوت حتى انتهى مِن وصلته ! )
لمـّـا انتهى ؛ شكرته المذيعة ( الناعمة ) ! على الأغنية و قالت بلهجتها
اللبنانية و هي تبتسم :
( يمكن فيه مَرَة بطـّـبئ هالإغنية عاحالها ! و بتكون عايشة إصـّـتها )
قال المغني بلهجة جادّة : ( هذي مينونة ) ؟!
فنظرت المذيعة باستغراب و تساءلت : ليش ؟
قال : لأن هالقصيدة تخص الشاعـِـر و هذي أحاسيسه و أنا نقلتها للناس ، فليش
تقوم وحدة تطبـّــقها على حياتها !!
كل واحد له أحاسيسه الخاصة .
انتهى إلى هُنا المشهد الذي رأيته و سمعته
و قلت معلّــقة :
سبحان الله ..
هؤلاء المغنـّـون ينشرون الفساد و يشجـّـعون على الحُب ( الغير الشريف ) ثم
يقولون لا تطبـّـقون الكلمات على أنفسكم و أنّ ما نقوله يخص صاحـِـب الكلمات
وحده !
أي تناقِض هذا ؟!
ثم انظروا كيف يخاطــِب المرأة و يصفها بأنها ( مينونة ) أي ( مجنونة ) !!
هل هذا هو احترامهم للمرأة و تقديرهم لها ؟!
يعجبُ المرء والله مِن هذا التناقض العجيب في حياة هؤلاء الذين ما استراحوا و
لا أراحوا !
و ليسأل أي واحد مِنـّـا ، أي شاب أو فتاة وقعوا في العلاقات ..
كيف سمحوا لأنفسهم بذلك ، و كيف تأججت المشاعِر ( الغير صادقة و المحرّمة ) بين
الشاب و الفتاة ؟؟
سوف يقولون : أنّ لكلمات الغِناء تأثير قوي عليهم ..
و أنّ الغـِـناء هو الذي يجرّهم لأمور لم يكونوا ليقعوا فيها لولا الغِناء .
لست هنا بصدد الحديث عن الغناء و تأثيره و حُرمته ..
فيكفيه مذمّــةً أنه ( بريد الزِنا ) كما قال ابن القيـّــم .
لكن المرءَ يعجب مِن أهل ( العفن ) الذين يسمـّـونهم الناس ( أهل الفن ) .
كيف نـُـخدَع بهم ..
أعجب كثيراً ، حين أجلس في مجلِس و يـُـدافع فيه عنهم !
و حين يـُـطرى اسم أحد المشايخ ، تبدأ النقائص و المذمـّــات تنهال عليه !
هؤلاء هُم أهل الفن الذين يقدّرهم بعض الناس .
ها هو يقول عن المرأة أنها ( مجنونة ) !
ثم يبرّئ نفسه ، و يقول أنّ القصيدة تخص قائلها !
يعني والله تناقضات و عجائب نراها منهم ، و بقـَـدْر ما نحاول إحسان الظن بهم ،
إلا أن ( أوانيهم تنضح بدواخلها ) .
و تُخرِج ألسنتهم كلمات تبيـّـن مدى استخفافهم و خـِـفتهم ! .
أذكر مرّة أنني شاهدت لقطة مِن لقاء مع مغنّي ( لا أعرِف اسمه ) ..
فسألته المذيعة عن الحُــب ! و هل تكون حبيبته التي سيتزوجها فتاة فيديو كليب
أو مغنيـّــة ؟؟
فقال : لا ، طبعاً !
قالت : ليش ؟؟
قال : لأني بـَـغـِــير ! و أنا صعيدي متعصـّـب و بـَـغـِـير عليها و مش ممكن
أخليها أو تكون بنت في فيديو كليب أو بتغنـّـي .
فقلت : سبحان الله ،، يغار على محارمه و لا يغار على محارِم الناس .
و هل يضمن أن لا يسلـّـط الله عليه مَن يؤذيه في أهلِ بيته ؛ بسب إيذائه للناس
؟
إذن ..
هو يعلم أنّ ما يفعله خطأ و لا ينبغي ..
و مع هذا يمارسه علانية و يجاهـِـر بمعصيته .
فهؤلاء هــُـم أهل العفن !
ينشرون الفساد ، ثم تـبـرّأ ساحتهم و نقول : أن الشاب و الفتاة لا يتأثرون بهذه
السموم .
والله إني استحييت و عجبت مِن مغنـّـي ( خليجي ) تجاوز الخمسين من عمره ، و يقف
على المسرح بثوبه و شماغه ثم يغنـّـي مع مغنـّـيــة سورية و يضع يده على كتفها
!
إن لم يردعه دين ، أفلا تردعه مروءة ؟؟
كيف يـُـتخـّـذ أمثال هؤلاء قدوة عند البعض .
نحن لا نقول أنـّـه عُدِم فيهم الخير ..
لكن شرّهم طمَّ و عـَـمَّ و أصبح لهم عظيم التأثير في فئات المجتمع .
و يكفي أنـّـهم يجاهرون بالمعصية ..
و يـُـخشى مِن هذه المعصية أن تكون إشاعة للفحشاء بين المؤمنين .
و مِن تناقضاتهم ..
أنّ أحدهم رفض إنشاء قناة !
لأنـّـه كما يقول ( يبحث عن الرِزق بالحلال ) ؟!!
الموضوع موجود هـُـنا .
أخيراً ..
في الملف المرفق حِوار أجرته مجلة ( نون ) مع الدكتور عبد الله بن هضبان
الحارثي
لأنه أجرى لقاءً مع ( فنان العرب ) في قناة اقرأ !!
و لعلّكم تلاحظون الكلمات التي لونتها باللون الأخضر و اللون الأحمر
و كيف يُســتـــخفَّ بعقولنا ! و كأنّنا نختلف مع المغنين و المغنيات في وجهات
نظر ! و ليس أمراً شرعياً حرّمه الله علينا .