|
في أحد أيام الامتحانات في الجامعة في عام 1428 هـ ..
كان عندي اختبار مادة اسمها ( فِطريات ) ، وكنت أعيش أيامَ بلاءٍ وهَم فما
استطعت المذاكرة
وذهبت للجامعة ولكني لم أدخل قاعة الامتحان ! ولكني بقيت في الخارِج أنتظِر
خروج الطالبات حتى تفتح بوابة الخروج وأذهب إلى بيتنا .
أجلسُ لوحدي ..
أتأملُ وجوه من حولي ..
أنا وحدي !
هذه تضحك ، و تلك تتحدث ..
صديقات و صاحبات ..
إلا أنا !
فأنا وحدي .
ليس لي جليسٌ و لا أنيس ..
أراقبُ بنظراتي كل الوجوه
و حيناً أنظرُ إلى الأسفل ، و حيناً أضعُ وجهي بين يديّ ..
فماذا يفعلُ من يجلسُ لوحده ؟؟
قريناتي في قاعة الامتحان ..
و أنا أخاف الامتحان !!
جلستُ عند القاعةِ أرقبْ
فلعلي بذهني مثل جسدي أهربْ !!
أخرجتُ مطويّة من حقيبتي أقرأها ..
فأنهيتُ قراءتها في دقائق ثلاث !
مللٌ و ضَجرْ .
و هــَـمٌ على قلبي كالصخرْ !
لأنني وحدي ..
جاءتْ نحو عقلي فِكرة ..
فأخرجتُ جوالاً صامتاً من جوف حقيبتي ..
قلبّتُ رسائلــَـه ثم أقفلتُه !
فلقد حفظتُ الرسائل !
الصادرِ منها و الوارد !
مللُ و ضَجرْ
و هــَـمٌ على قلبي كالصخرْ !
لأنني وحدي ..
الثانيةُ تمرُّ بطيئة ..
و كأنَّ الساعةَ عطيبة ..
أريدُ فِكرة
قبل أن تهلَّ العــَـبرة ..
إنها فِكرة !
خُذي قلماً و اكتبي
و بحــِـبرهِ على ورقكِ اسكبي ..
فتـشـّتُ حقيبتي البائسة ..
فما وجدتُ فيها قلماً !
و لا حتى ورقة !
وجدتُ قلمَ رصاصٍ يكادُ ينتهي !
ثم جدولي الدراسي المهتري !
خذي قَلمَ الرصاص و خذي الجدولْ
و أمريه أن يكتبَ و لا يخجلْ ..
فالبوحُ يريّح النفوس
و ينهي ما في القلب من حـَربٍ ضروس !
أمسكتُ بمرسمتي ..
و فتحتُ جدولي و كتبتُ في صفحته الخلفية
أخذتُ أكتبُ و لستُ عن العيونِ مخفيّة ..
ارتحتُ الآن !
كتبتُ حروفاً أملاها قلبي ..
و تنفستُ حروفاً رصاصية !
و في الخيالِ أحلامٌ وردية !
تبسمتُ ابتسامةَ خائف
فسيلُ أحلامي جارف !
أتراكِ يا أحلامُ تتحققين ؟؟
و هل يا صاحبةَ الأحلامِ بها ستنعمين ؟؟
.................
هُنا لحظة صَمت !
أسرحُ بخيالي إلى البعيد
و أحسُّ بنبضِ حُلمي في الوريد ..
ستُحققُ أحلامي
و ستسعدُ أيامي ..
لأنني ...
أمممممممم
لأنني رجوتُ الله
و هل يخيب من يرجو الله ؟!
فالحمدُ لله .