قدّر الله قبل أسبوعين أن أجلِس مع إحدى المطلقات حديثاً ..
و التي لم تكمل شهرين على طلاقها ، و كنت أجلس بجوارها و سألتها عن الحال و
الأحوال ..
فقالت لي : أنها سعيدة بعدما تحررت مِن قيد زوجٍ ظالِم ! تركها في بيت أهلها
بدون سؤال لأكثر مِن سنة و نِصف و معها ابنها الذي أصبح عمره الآن أربعة أعوام
، و لم يكلّف نفسه بنفقة أو حتى سؤال عن ابنه .
و كان ابنها يجلس أمامنا و كنت حريصة أن أتحدّث إليها ( حديث نجوى ) حتى لا
يسمعنا ابنها .
و أخبرتني أن زوجها تنازل عن ( قطعةٍ مِن جسده و تنازل عن نفقته عليه ) ..
قلت لها : يا فلانة ، إن ظـَـلمكِ زوجكِ أو ظلَمَ ابنكِ فهو يظل أبوه ، و لن
تستطيعي محو ذلك أو إنكاره ..
فلا تربـّـي ابنكِ على أن يحقـِـد على أبيه أو يكرهه ، فإنّ هذه أمانة سوف
تُسألين عنها .
قالت بعدما تنهّدت بحُرقة : ( الله ياخذ عمره ) !
والله لن أرتاح حتى أسمعَ خبرَ وفاته .
و أنا مازلت أتحدث إليها بصوت منخفض حتى لا يسمعنا ابنها ..
فجأة قام ابنها و جلس في حِجر أمـّـه و احتضنها و كأنه يقول : لا تتركيني .
لمـّـا رأيت منظره و شعرت أنه يفتقد أباه تخيـّـلته يقول :
خذني يا أمي إلى حضنكِ ..
و قبــّــلي يديّ الصغيرتين ..
خذيني يا أمي و احضنيني ..
فأنا بِلا أبٍ !
بِلا أبٍ يسأل عن أحوالي ..
أو يقول : خذ ما شئت مِن أموالي ..
خذيني يا أمي و لا تتنازلي ..
أو تـُـعرِضي عني أو تتغافلي ..