تتعاظم النِعم و تتوالى ، ثم تتوالى الذنوب مِن العبد !
وردَ في تفسير السعدي في قوله تعالى { إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
} قول الشيخ عبد الرحمن – رحمه الله –
(( أي لمنوعٌ للخير الذي عليه لربه .
فطبيعة الإنسان و جبلّته ، أن نفسه لا تسمح عليه من الحقوق ، فتؤديها كاملة
موفّرة ، بل طبيعتها
الكسل و المنع لـِــما عليه من الحقوق المالية و البدنية ، إلا مَن هداه الله و
خرَجَ عن هذا الوصف
إلى وصف السماح بأداء الحقوق )) أهـ .
و قد صدق الله { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }
قليلٌ مَن يثبتهم الله فيعلموا أنّ هذه نعمةٌ تسلزم الشكر
و قليلٌ مَن يعترفون بفضِل الله عليه .
تذكـّـر أيها العبد تلك الأيام الطوال .. و سنين الأهوال .
تذكـّـر تلك الدمعات ، و تلك العبرات .
تذكــّـر ذلك الوقوف و الخضوع بين يدي الله و أنتَ تناجيه و تناديه
( يارب يارب) .
أنسيتَ يوم أن كنتَ ( ذو دعاءٍ عريض ) و جسدٍ مريض ؟؟
تأمّل جميل فضل الله عليكَ الآن
و قل سبحانك ما أحلمك ..
عصيتـُك لمّا أنعمتَ عليّ ..
فأمهلتني كي أتوب و أعود .
أيها العبدُ المسلم ::
إن كنتَ مـِـمن أنعمَ الله عليهم فنسيت الشُكر
فبادِر قبل أن تـُـسلب منك نعمة الله عليك و قد لا تعود
وإن كنتَ في ساعةِ ضِيقٍ و كَرب
فقل : اللهم وفّقني لشكر نعمتك إن فرجّت ضيقي .
فإنه لا يثبت إلا الصادقون الصابرون الذين علِم الله منهم صِدق يقين
{ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ }
اسمعْ و اقرأْ الخبر و الاستثناء مِن الذي خلق الناس و هو البصير بهم .
يقول سبحانه { وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ
نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ
نَعْمَاءَ
بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ
لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) }
ثم استثنى مِن هؤلاء طائفة فقال { إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11) }
فتأمّل صفاتهم ..
صبرٌ و عـَـمـَـلُ صالحات
و السعيد مَن وفـّـقه الله .
أسأل الله الثبات و حُسن العمل وصِدق اليقين
لنا و لكم ، و أن يوفقنا لشُكر نعمته
و يفرّج عن المهمومين همومهم و ينفّس كرباتهم و يصبّرهم و يبشّرهم