في دنيا الفتاة ، ليس أجمل مِن شعور أنها خُطبتْ و صارت عروساً ..
تعجزُ الفتيات عن التعبير عن فرحتها إذا منَّ الله عليها و تقدّم لها مَن ترضاه
فتبدأ تنسج أحلاماً وردية ! على لوحة مخملية !
تفكّر كيف ستكون حياتها ، و كيف ستعيش ..
و تفكّر الأمل القادِم الذي طالما انتظرتـْـه و حلـُـمتْ به
فيداخلها شعور الفرح و النشوة ، و تغمر حياتها سعادة عظيمة
فستصبح زوجة و ربة بيت ، و هذي هي فِطرة النساء
أن تكون مستقلّة و لها أسرة
فلا تشعرُ بالاستقرار إلا إذا دخلَ حياتها رجلٌ يطلبها للزواج .
فتبدأ تتجه مشاعر الفتاة نحو الزوج القادم ، فتراه أولاً و أخيراً في حياتها !
و تبدأ تتخيل نفسها ملِكة في بيتها و مسؤولة عن كل شيء ..
و كأنَّ لسان حالِها يقول :
إذا كنتَ لستَ معي فالذِكْرُ منك معي = يرعاك قلبي و إنْ غُيبّتَ عن بصري
العينُ تُبصِـرُ مَن تـهوى و تفقـده = و ناظـر القلبِ لا يخلو من النظرِ
و بعدَ عقــْـدِ القــِـران ..
وتبدأ مرحلة تعرّف كلٍ منهما على صاحبه
في هذي المرحلة غالباً يتقمـّـص الزوجان ، الشخصية المثالية
و الغالِب أنّ الزوجة هي التي تمثّل هذا الدوْر أكثر !
ربما لأن المرأة لا تحبُّ التجارِب الكثيرة في حياتها
أو ربما لأن المرأة مِن طبيعتها أنها عاطفية ، فإذا توجهّتْ مشاعرها لهذا الزوج
فإنها تريده أن يبقى لها و لا يفارقها
تخطئ الزوجات حين لا تبدو طبيعة أمام زوجها ؟!
فتصطنع شخصية خيالية أو تتقمص دور تتمنى أن تكون مثله .
و الصواب أن تكون كما قال فضيلة الشيخ د . عائض القرني :
( انطلِق على هيئتك و سجيّتك ، عِش كما خُلقت فلا تغيّر صوتك ، و لا تبدّل
نبرتك ..
لا تخالِف مشيتك .. هذّب نفسك بالوحي ، و لكن لا تلغِ وجودك و تقتل استقلالك )
و بعد فترة المــِـلكة و الدخول في مرحلة الزواج يبدأ الاضطراب !!
فالزوجة واقعة في حيرة مِن أمرها
فإما أن تـَـظهرَ الحقيقة ، و يكتشِف زوجها أنها ليست كما تخيّل
أو أن تبدأ في إصلاح نفسها و تهذيبها لتصِل إلى الشخصية التي جعلتْ زوجها
يتخيلها بها ..
و هُنا تقع المشاكِل
حيث أن الزوجة تكون مشغولة بإصلاح نفسها ، و إهمال زوجها
ليس إهمالاً مادياً و إنما إهمال معنوي
أقصِد أنها لا تستطيع أن تلاحِظ زوجها و تعرف ما يحب و ما يكره
و قد لا تستطيع فِهمَ شخصيته و سَــبــْـر غوره ؟!
فتنشأ مشكلة و معها أختها ، و يظن الزوجان أنهما غير متفاهميـْـن !
و المشكلة كانت مِن البداية أصلاً
حين مثّلت الزوجة الدور المثالي ، و كان يجب عليها أن تتعامَل بطبيعتها مع
زوجها
حتى ترتاح ، و يكون لدى الزوج تصوّراً حقيقياً لزوجته ..
لا أقصِد هُنا إظهار العيوب
و لكن لا تدّعي الزوجة أموراً ليست فيها
بهدف المحافظة على زوجها في فترة المِلكة
ثم يُخشى أن يهرب بعد الزواج !!
مرة سمعتُ الشيخ عبد الله الأنصاري و هو شيخ إماراتي متخصص في الحياة الأسرية
كان يتحدّث عن العيوب التي في الزوجين و هل يخبِر كل واحد صاحبه بعيوبه ؟؟
فقال الشيخ عبد الله : لا يصلح أن يقول الزوج أو الزوجة للآخر عيوبه بحيث يسرد
كل واحدٍ منهما عيوبه للآخر ، لأن هذا ينشئ توتّر لدى الآخر
و سيبقى يفكّر كيف سيواجه ما يعلمه مِن صاحبه و كيف يصلحه
و كان يرى الشيخ عبد الله أن يترك كل واحد صاحبه كي يكتشفه ، فبعض الأخلاق
مثلاً الغير مرغوبة قد تظهر
في بعض الأوقات و تزول بزوال مسببها ، فلا يصلح أن يقول الزوج أن عيوبي كذا و
كذا
بهدف عدم خِداع الزوجة . خاصةً أنّ بعض الأخلاق قد تكون ناتجة بسبب بقاء الزوج
أو الزوجة عازب
مثل العصبية مثلاً .. فقد تزول بعد الزواج .
وأضيف : و لا يصلح أن تتقمّص الزوجة دوراً ليس لها لتبيّن لزوجها أنها أفضل
امرأة !
على سبيل المثال :
امرأة عصبية ، دائماً تردد على مسمع زوجها أنها أهدأ فرد بالبيت ، و أنها تأخذ
الأمور بتعقّل و تروّي
و لا تحب العجَلة !!
طيب ما كان مطلوب مِن الزوجة أن تحكي ذلك
و ليس مطلوب منها أن تقول أنها عصبية
لماذا لا تدع المواقِف مع زوجها هي التي تحكُم ؟؟
فترة المــِـلكة جميلة ، ليتعرّف كل واحد على صاحبه
ليعرف ما يحب و ما يكره
و فترة المِلكة جميلة ، لأنّ فيها إظهار المشاعر الحقيقية
فيعرف كل منهما منزلته عند صاحبه
و لم تكن فترة الملكة فترة إخفاء الحقائق و ادعّاء المثاليات .
كوني أيتها الزوجة طبيعية
و اتركي عنكِ التكلّف و التصنّع
و عسى الله أن يكتب لكِ التوفيق مع زوجك .