|
بسم الله الرحمن الرحيم
يعد هدي وتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المرأة خير الهدي وأكمله ، إكرام ووفاء ، وحب وعرفان
، وشفقة وإحسان ، وتقدير واحترام ، وتجاوز وعفو وصفح ، وتعليم وإرشاد وتوجيه ،
وعدل وإنصاف .
• أكرمها في السِّلم وعز قدرها ، وحث على إحسان عشرتها فقال " ولنسائكم عليكم
حقا " .
ووصى بها ذويها وأهلها ، رحمة بها وخوفاً عليها ، فقال " ألا فاستوصوا بالنساء
خيرا " .
ووصف المرأة بأنها (هن عوان عندكم ) فهي أسيرة عند مالك ، وأمة عند سيد ، ليبين
ضعف حجتها وقدرتها ، أمام تسلط الرجل وسيطرته .
وتارة يصف النساء بإماء الله ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) فهي أمة عند
الزوج ، حين يملك أمرها ، بما جعله الله حق له ، فعليها أن تستأذنه ، وعليه أن
يأذن لها .
وتارة يصف النساء بالأهل ( خيركم خيركم لأهله ) وذلك في مقام التذكير
بالمسئولية ، والتنويه بقرب العلاقة وشدة الرابطة .
وتارة يصف النساء بالقوارير (ويحك يا أنجشة ، رويدك بالقوارير) لبيان رقة طبعهن
، وسرعة تأثرهن ، وصفاء نفوسهن ، ونقاء قلوبهن ، ولمراعاة هذه الطبيعة الرقيقة
، فلا تكسر ولا تخدش بكلمة جارحة ، أو فعل مؤلم .
• وأما في حال الحرب والشدة : فللمرأة شأن خاص ، و أمر هام ، وموقف مختلف .
فلا ينسى القارورة في خضم الشدة ، ولا يغفل عن أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي
الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ في أوج الأزمة.
ولا يتخلى عن خلق حسن وأدب جمّ ، وتعامل لائق مع عظم الموقف ، وذلك في قوله : (
لا تقتلوا امرأة ) الله أكبر .. خرجت مقاتلة كالرجل وحاقدة ومنتقمة ، فيُقتل
وتنجو ، ويُعاقب وتترك .
والأعجب من ذلك ، التعامل مع الأسيرة ، فهي مكرمة معززة ، وربما تصبح زوجة وحرة
وملكة .
حتى أنثى الحيوان ، يلتفت لها ويوصى بها ويُدافع عنها ، ويسأل مستنكرا " من فجع
هذه بولدها " . الله أكبر ! هكذا الرفق بمن لا يعقل ، فكيف بمن يعقل ويوحد الله
ويعبده .
• كان لا يرد صاحبة حاجة ، ويقضي لكل سائلة أمرها ، وربما تأخذه الجارية بيدها
فيمشي في حاجتها ، ولا يأنف أنه نبي وهي أمة ، ولا يذكر أنه سيد ولد آدم وهي
جارية صغيرة .
• حتى من أذنبت وزنت ، وأقرت واعترفت بجرمها الآثم وبحملها الحرام ، فداه أبي
وأمي ، ما عنفها ولا زجرها ، وما أهانها ولا احتقرها ، بل ثمّن توبتها ، واعتذر
عنها ( لقد تابت توبة).
فهذا تعامله مع من أساء في حق الله ، وأسرف في جنب الله ، فكيف هو مع من أساء
إليه وفرّط في حقه ، من زوجة أو خادم أو صاحب ، فلا شك أنه عفو وتجاوز ، وإسقاط
لحق ذاته .
فأين المنتقمين لأنفسهم ؟ !
وأين المنتصرين لحظوظهم ؟!
فهذه أخلاق الكبار وسيرة سيد الأنبياء مع النساء !!