|
بسم الله الرحمن الرحيم ..
{ .. مدخل
قرن مضى تحلم
الأمـة بخليفتها ..
ما عادت الآن تحلم
، بل هي به حُبلى .. فلنعنها .
؛
الحمد لله ..
الحمد لله الواحد
الدائم ..
الحمد لله الباقي
، وكل ما سواه فانٍ ..
الحمد لله الأول
الآخر .. الحمد لله .
والصلاة والسلام
على خير الخلق وصفوتهم .. الذي مات ! .
ولو خلد أحدنا
لكان ، خاطبه الرحمن بـ " و ما كان لبشر من قبلك الخلد أفأن مت فهم
الخالدون " .
صلى الله عليه
وسلم وبارك ، وعلى آله وصحبه وأتباعه ، السائرين بحق على دربه بلا مداهنة
ولا نفاق ، وبعد :
فيا قارئي الكريم
.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، جعل الله صباحك فجراً .. ومساؤك نصرا
.
إنني كغيري ممن
يملكون ولو (حبة خردل من صدق وإحساس) لا أستطيع إخفاء سـعادتي ..
سعادة
لغياب وجوه
بشرية الله أعلم إن كانت بواطنها كذلك أم لا ، كان النظر إليها يصيبنا
بالقيء ..
سبحانه صورنا
فأحسن صورنا ، لكن مِنّا من ليسو منا ، صورهم كأقبح ما يكون .. لأنهم
يستحقون .
سعادة
لعودة المُكَوِّن الثالث للأُكْسُوجين في عضوين من جسدنا الكبير .
سعادة
لكل المظلومين في تلكم القطعتين ، من غيبوا في ظلمات السجون بغير جريرة إلا
أن قالوا ربنا الله ، بل وحتى من لم يقولوا .. لكنهم ظلموا . سعادة لأجلهم
.. ولأجل عائلتهم ، فقد "شفي قليلا مما في الصدور" .
سعادة
للقتلى – نحتسبهم عند الله شهداء في سبيله- ليس فقط خلال هذا العام المبارك
، بل على مدار تحكم أولئك الآفلون الذين لم يضيئوا يوما .
سعادة
ممزوجة
برجاء بأن يختم الله لليمن السعيد وأرض المختار البطل بخاتمة أفضل من
شقيقتيهما .
سعادة يخالطها شيء
من الحزن والخوف والقلق .
ليتها كانت
إسلاميـة
.. وأنّا لها أن تكون كذلك و "الإسلاميون" بين أربع :
- طائفة دخلت
معترك الحياة منذ زمن بسم الإسلام ، وقدمت التنازل تلو التنازل حتى صرت
أتفحص أجزائها بالمجهر ، بحثا عما تبقى عندها من إسلام .
- وطائفة هي
الإسلام ظاهرا وباطنا ، عيبها الوحيد (الكبيـر) أنها تعيش في كوكب آخر ،
ولا تفقه عن الواقع شيئا ، ولولا أن الظلم ظلمات يوم القيامة ، لقلت "
فصلوا الدين عن السياسة " ؟! . ولو أنهم الآن تكلموا ، لكن كان خير لهم أن
يواصلوا الصمت ، فكلمة الحق تكون في كل وقت ، وليس حين نأمن على أنفسنا ! .
- وطائفــة لا
تستحق أن نتحدث عنها ، اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة .. رخصت عليهم أنفسهم
حتى باعوها لوجوه بشرية ، ويظنون أن على ظاهر البسيطة الآن ولاة أمر
للمسلمين !! .
ولا والله ولا
والله ولا والله وأتقرب إلى الله بقسمي ولن أحنثه . (رد الله الخلافة
الراشدة وجعلنا طريقا لعودتها ) .
- بقيت طائفة هي
أشرف من أن يتحدث عنها أمثالي ، ولو كان لهم بعض أخطاء فما من بشر كامل ،
وأخطائهم تُغْتَفر ، ظُلِموا كثيرا خرجوا للدفاع عنّا وضحوا بالغالي
والنفيس ليستردوا لنا حقوقنا ، فوقفنا مع العدو ضدهم وصدقنا ما يُفْترى
عليهم ، ألحقني الله بهم بفضل منه وتكرم وعجل بنصرهم وصرف عنهم تشويه
الكاذبين .
ليتها كانت
إسلامية
لتكتمل سعادتنا ، ولكن لا بأس فأُمَّتي ما سقطت في لحظة ، وكذا لن تعود في
لحظة .
لا بأس فتغير
الآفلون خطوة إيجابية ، لعل من يخلفونهم يتعظون .. وإن كانوا بعيدون عن
الحكم بشرع الله ، ولكن على الأقل قليل من عدل .
إنني أحاول
التفاؤل ، وأرجو أن تكون تلك هي درجة في سلم قمته أرض إسلامية واحدة يحكمها
شرع الله ، يراقب تطبيقه خليفة نعم (خليفة
رسول الله)
ويستشعر معنى ذلك ويكون صدقا "
أمير المؤمنين
" .
إن عام 1432 ه
سيسجل في التاريخ ، صفحة من أهم صفحات التاريخ الإسلامي ، صفحة أشبه ما
تكون برؤيا أولها يوسف عليه السلام تجمع في ثناياها :
- غروب سني عجاف .
- وشروق سني
استخراج الخيرات المخبأة .
- والسطر الأخير
فيها ـــ وأسأل الله أن لا يكون بعد سطور كثيرة ـــ عامٌ فيه يغاث الناس
وفيه يعصرون .
إنني أحاول التغلب
على مخاوفي ، والتحدث بإيجابية لأحصي بعض من ثمار أحداث أول هذا العام
المبارك ، ولو لم يكن من ثمارها إلا غياب تلك الوجوه المقززة – أتبع القوي
المتين برحمته أمثالها بها - ، وارتقاء شباب أمتي بهمتهم وشعورهم بأنهم جزء
من كيان الأمة لهم دور وعليهم عِبأ لكفى بها ، وفضل الله كبير .
نداء
..
يا أمتي قد كثرت
عليك الاهتمامات ، فأعطِ كل ذي حق حقه ، ولا تنسي هم على حساب هم ، فما
زالت فلسطين وأفغانستان والعراق وتركستان .. وغيرها ، تحت حكم الكافر . وما
زال الآلاف معتقلون هنا وهناك ، وفيهن الحرائر – يا آلله - .
؛
مخرج .. }
لكل فرد مِنّا دور
، وكل منا واقف على ثغر
فَأحْسِن صنعتك
وسُدَّ ثغرتك
وتذكر : " ..
فسيرى الله عملكم " .
يا ربِّ ..
أشْهِدني السَطْر الأخير ، أو اجعل بقاياي من حروفه .
بقلم / ابنة الرميصاء . أم أويس 05,01, 1432 هـ