مجلة المتميزة :
لكرامة المرأة أهمية كبرى لا يمكن بدون صونها تخيل مدى ما تحدثه
في المجتمع من تغيرات لها أثرها السلبي ،
والمسألة هنا تتجاوز حالة الإرشاد لتلامس قيم الفرد والعائلة ، لذا فإن
الإساءة للمرأة ، أو محاولة تتفيه وضعها وإبراز وطأة الإغراء فيها
بصورة بهيمية أو استثمارية ، ضمن إعلانات تجارية سلبية ، تنال من رفعة
أخلاقياتها ، وتخدش حياءها وتجعل المرأة لحيية تنظر إلى المجتمع وكأنه
يتعمد إهانتها والإساءة إليها .
إلى الآن لم يتمكن أصحاب الإعلانات التجارية – الذين يحاولون اختراق
حشمة المرأة كمخلوق نظير للرجل ، ويقدمونها عن عمد بشكل مغر ، وفي صورة
تبرز فيها شيئاً من مفاتن جسدها – أن يبرزوا أسوأ اختيارهم كي تكون
المرأة موضوعاً رئيساً في الإعلان .
إن تقديم المرأة نصف العارية ( مثلاً ) ضمن إعلان تجاري يُرغّب الناس
لاقتناء بضاعة ما ، يعد من قصور النظرة ، وربما الابتعاد عن الأعراف
الأخلاقية مما يحدث حالة من الإرباك لدى العوائل
السوية ، التي يتفاجأ أفرادها على حين غرّة بإعلان تلفزيوني
سريع يبرز شيئاً في مفاتن جسد المرأة أمام أفراد العائلة ( ذكوراً
وإناثاً ) مما يتنافى وعلاقة الاحترام والاحتشام فيما بينهم ، حيث الأب
مع بناته ، أو الأخ مع أخواته ، وتدفع المرأة المشاهدة للإعلان مهما
كانت درجة عفتها ، ضريبة الكيد لمعنوياتها من حيث لا ترغب ، جراء ذلك
الإعلان .
وما دامت الإعلانات عن المرأة تظهرها وكأنها سلعة مكملة للسلعة
التجارية ، التي يتحدث أو يعبر عنها الإعلان المعني ، بما يحويه ذلك
الإعلان من الخلاعة ، التي تسيء لإنسانية المرأة ، فإن
المسؤول الأول عنه هو المعلن (( الوسيلة
الإعلانية )) ثم يليه المعلن له ،
فقد جعل التساهل من قبل الرقابات الإعلامية أرباب الاستهداف يتمادون في
المحظور بنشر الإعلانات المنتقصة من احترام موقع المرأة في الحياة عبر
صناعة إعلانية قاتمة ، يجني القائمون عليها مبالغ طائلة .
إن شعار ( لا للإعلانات الساقطة ) يخص
أيضاً موضوع الإعلانات عبر الملصقات الكبيرة المعلقة ، أو الملصقة
أحياناً على العديد من واجهات المحال ومنعطفات الطرق ، حتى ليكاد سكوت
المجتمع عنها يعد بمثابة رضى أو غطاء ضمني .
إن إبداء بعض الملاحظات حول الإعلانات السلبية المثيرة للغرائز لدى
المراهقين والمراهقات ، يغير الكثير من قناعاتهم في ضرورة حفظ قدر من
الاحتشام ، كي تبقى الإناث في كل عائلة في وضع يكافئ الذكور من حيث
المعنويات ، والحرص على أن يكون الموروث في العرف الأخلاقي على أمثل
صورة بينهما ، وبعبارة أخرى فإن الجزئية الهابطة في نموذج الإعلان
التجاري المقدم ورقياً أو المعروض تلفزيونياً ، فيها ما يسيء للمرأة .
لقد أثبتت الدراسات المتعلقة بالإعلانات الساقطة
تجاهل كرامة النساء في وسائل الإعلام المختلفة ، سواء في
التلفزيون أو في المجلات النسائية ، أو في الصحافة بشكل عام ، إذ
غالباً ما تظهر الإعلانات تماذج الفتيات فيها ، وكأنهن متصالحات مع
أجسادهن بتلك العروض المشاكسة لفطرة المرأة المحافظة لكرامتها من خلال
جسدها .
أما بالنسبة للمرأة المسلمة فإن صور الإعلانات المنشورة والمذاعة عن
المرأة عموماً ، تسبب لها شعوراً بالامتعاض باعتبارها المرأة التي تملك
النموذج الأفضل في حجابها الوافر لشدة عفتها ، لذلك فإن فعاليات
الإعلان المسيء لنموذج المرأة السوية ، مسألة مرفوضة قلباً وقالباً
عندها .
وبخصوص الإعلانات الغربية الدعائية في
مجال الإثارة والمسيئة للمرأة العربية أو المسلمة ، فتلك قضية خبث
أولئك الغربيين وحقدهم ، الذين يتعاملون مع فن الإعلان من موقع الإساءة
لنساء عربيات ومسلمات ، لم يطلعوا على ضوابط الحشمة لديهن ، متناسين أن
حرية المرأة الغربية المزعومة ، قد أوصلتها إلى الحضيض في كثير من
الأحيان والمناسبات .
فقبل سنين عرض التلفزيون البريطاني إعلاناً
تجارياً فلمياً يقدم شخصا إنكليزياً أشقر يقدم إلى مواطن عربي أسمر
شفرة حلاقة واحدة أثناء ما كانا مجتمعين في حفل ترقص قيه فتاة عربية
سمراء على رمال صحراء في وقت الغروب ، فإذا بذاك العربي يتنازل عن
زوجته لحساب ذاك الشخص الغربي الذي تأبط زوجته مقابل تلك الشفرة .
أي إسفاف هذا ! وأي مغالطة تلك ! وأي ذلة تلك التي جعلت هؤلاء يتندرون
بأمتنا !
إنها التبعية المقيتة التي أعطينا لهم زمامها ، فما علينا إلا الرضوخ
حيث وجّهُونا !
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
إن الزمن قد تغير كثيراً في توجهات علاقاته بين الشرق والغرب ، وعلى
الجميع أن ينتبهوا إلى أن ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب كرامة المرأة
وسمعتها بأي حال من الأحوال في الإعلانات التجارية وغيرها ..
52 ـ اليهود
والسيطرة على صناعة السينما والتلفزيون
والمسرح والثقافة والإعلان التجاري
اليهود وصناعة
الإعلان التجاري
تستغل الصهيونية
الإعلانات التجارية استغلالاً بشعاً في الإساءة للعرب المسلمين .
ويتفنن اليهود المسيطرون على غالبية وكالات الإعلان العالمية في
إظهار العربي في إعلاناتهم
بصورة الهمجي ،
أو الأبله ، أو الغارق في شهواته .
ففي إحدى الإعلانات التلفزيونية التي عُرضت في الولايات المتحدة
الأمريكية ، إعلان عن أحد أنواع الصابون .. ويبدأ الإعلان بصوت المذيع
يؤكّد أن صابون " كذا " ينظف أي شيء .. حتى العربي .. !
ثم يظهر على شاشة التلفزيون شخص يرتدي الزي العربي المميز ، والأوساخ
والقاذروات تملأ وجهه وملابسه ، ثم تتقدم منه فتاة تكاد تكون شبه عارية
، لتدفع به في " بانيو " مليء بالماء ، وتبدأ في تدليكه بصابون " كذا "
، ثم تخرجه من البانيو لتقول بخبث يهودي واضح :
( عفواً سيداتي سادتي .. نحن نتحدى أي صابون آخر أن ينظف هذا العربي
أكثر مما نظفه صابون " كذا " ، لقد بذلنا كل ما في وسعنا لنجعل صابوننا
أقوى فاعلية .. ) .
وفي هذه اللحظات يدخل شاب بيده ورقة تفتحها الفتاة وتقرؤها بحماس :
( سيداتي سادتي .. جاءنا الآن من مختبرات " كذا " أن صابون " كذا " في
قمة الفاعلية .
وأن العيب في عدم نظافة العربي ، ليس بسبب قلة فاعلية صابون " كذا " ،
ولكن لأن العربي لا يمكن أن يصبح نظيفاً أبداً .. ) .
وبهذا ينتهي الإعلان الوقح الخبيث .
وإعلاناً تلفزيونياً آخر لترويج سائلٍ خاص تقذفه النساء في وجه من يريد
التحرش بهن ، فيفقد وعيه .. وكان الفيلم الدعائي يصوّر فتاة تسير
باطمئنان ، ثم يفاجئها رجل يرتدي الزي العربي المميز ، ويهجم عليها ،
وبيده خنجر يريد اغتصابها ، فتقذف الفتاة السائل في وجهه ، فيفقد
العربي وعيه ، وتبصق الفتاة عليه ، ثم تمضي في سبيلها !!
وفي أثينا العاصمة اليونانية ، عرضت إحدى السينمات إعلاناً عن دواء
منشط للطاقة الجنسية ، يظهر فيه عربي بلباسه المميز ، وقد امتلأ رأسه
شيباً ، وانحنى ظهره بسبب كبر سنه ، يتوقف أمام كشك لبيع المجلات
الداعرة ، فيأخذ واحدة ويتصفحها فيسيل لعابه .. وفجأة تمتد إليه يد
تحمل المنشط الذي يدور الإعلان حوله " فيكرع " العربي الزجاجة كلها
بسرعة البرق ليتحول إلى حصان هائج مائج يُلاحق الفتيات في الشوارع
بهمجية وحيوانية ، وبصورة مضحكة تستدر ضحكات المشاهدين وقهقهاتهم* !!
* على الرغم من كثافة
الحملات المستمرة ضد الإسلام والمسلمين في أجهزة الإعلام الغربية ..
وما ينشرونه من أكاذيب وافتراءات .. نرى فسقة المسلمين يتكالبون على
أوربا ، وينفقون أموالهم في معصية الله عز وجل وتشويه صورة المسلمين
هناك .. يا قوم : قليلاً من الحياء !!
اللهم رد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً .

صور متفرقة
من أساليب
الهجمة الصهيونية ضدّ المسلمين
لم يكتف اليهود في
حرب الإسلام وأهله بوسائل الإعلام المختلفة ، وإنما استخدموا معامل
الملابس ومطابع الورق أيضاً :
فقد تم في العاصمة
البلجيكية "
بروكسل " طبع أول سورة " مريم " ، وأول سورة " البقرة " ، على ورق
التغليف ليستعملها يهودي في محلاته .
أما محلات اليهودي "
ماركس سبنسر "
في لندن ، فقد أنتجت ملابس داخلية طُبعت عليها عبارة " لا إله إلا الله
" ، وتعمد مصممها أن يكون لفظ " الجلالة " ملاصقاً لموقع العورة !!
وفي " لندن "
أيضاً نشرت مجلات الجنس الداعرة صوراً لفتيات عاريات من كل شيء في
أوضاع مخزية تحيط بهن قطع تحمل آيات القرآن الكريم !!
ولقد أطلق اليهود في
" جلاسكو " ببريطانيا
، وغيرها من المدن الأوربية ،
على مواخير الخنا والدعارة اسم " مكة " ، بقصد السخرية من الإسلام
وأهله .
وفي مدينة " بازل "
السويسرية ،
بُنيَ مأوى الخنازير في حديقة حيوانات المدينة على هيئة مسجد إسلامي !!
وفي قبرص
: وضع يهودي اسم الجلالة " الله " على نعال الأحذية الرياضية .. ألا
ساء ما يفعلون .
وفي أوربا
انتشر كاسيت لموسيقا
الديسكو ، سجّلت عليه سورة قرآنية كريمة .. قال تعالى :
( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ) آل عمران : 118 .
وفي أمريكا
طُبعت صور ترمز إلى
علماء المسلمين على ورق التواليت * !!
* أقول : إن هذه
الأساليب القذرة لن تُجدي نفعاً ، مهما خُيّل للمشركين الفجار ،
والكافرين الأشرار ، أنها ناجحة في النيل من الإسلام وأهله .
قال تعالى " إن الذين ينفقون أموالهم ليصدّوا عن سبيل الله فسينفقونها
ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون "
وقال عز وجل " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله مُتمُّ نوره ولو
كره الكافرون " .
53 -
الإعلام وأثره في تدمير الأخلاق
د. طارق الطواري
يخطئ من يظن أن الإعلام اليوم بريء من تدمير الأخلاق وتضييع الدين وليس
ثمة تفسير لتزايد المحطات الخلاعية الفضائية بشكل مطرد والتسويق
للريسيفرات التي تفك الشفرات بل وعرض هذه المحطات كسلعة وسبيل لكل راغب
وتغاضي الرقابة عن ذلك إلا مشاركة في الهدم والتدمير للأخلاق
وقد سبق أن كتبت مقالاً في الرأي العام بعنوان ( رسيفر يفك التشفير )
ووجهت اللوم فيه لوزارة التجارة ورقابة وزارة الإعلام على ما يفعل هذا
الجهاز من تدمير الأخلاق ولكن دون جدوى
وما زال الحبل على الجرار فجاء رسيفر جديد يفك أكثر من 40 قناة مشفرة
بما فيها 20 قناة إيباحية بالكامل وجاء البلوتوث والإنترنت المفتوح
والأفلام المستنسخة التي تباع في الطرقات والمحلات دونما رقابة .
ولو سألت عن مدى تأثير هذا الإعلام على الأخلاق في المدى البعيد سواء
كان إعلاما مرئياً أو مسموعاً أو مقروءاً يتصدر الكل فيه جميلات العالم
والأجساد الرخيصة لكان الجواب بالآتي:
أولاً : تشجيع الناس على النظر إلى الحرام :
وترك أمر الله تعالى بغض البصر ، حيث اعتاد الناس على مشاهدة العري في
الأفلام والمسلسلات وحتى نشرات الأخبار حيث تخرج المذيعة بأبهى زينة
وكأنها راقصة والرجال ينظرون إليها متجاهلين قول الله تبارك وتعالى (
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله
خبير بما يصنعون )
تقول لأحدهم : غض يصرك يقول لك وهو قد أدمن النظر : اغسل عينيك بذاك
الجمال ، عن جرير رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن نظر الفجأة قال : اصرف بصرك رواه مسلم .
وليس من لا يدع شاشة التلفاز وهو يدقق بالمذيعة ، والنظر إلى الحرام
يؤدي للوقوع فيه ، إنتشار الايدز .
كل المصائب مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
فقد بدأ مرض نقص المناعة المكتسبة بخمسة عشر مريضاً ثم انفجر الرقم
ليصل إلى ما يزيد على 42 مليون مصاب يتوزعون في شتى بقاع الأرض ، ومنذ
ظهوره حتى اليوم قتل المرض المرعب عشرين مليون إنسان منهم حوالي ثلاثة
ملايين هذا العام وما زال مستمراً .
إنه باختصار مرض يتكلم بالملايين فيما البشرية تواجهه باستهتار وتناقص
، فوسائل الإعلام التي تحذر من المرض وتتبنى الحملات الإعلانية هي
نفسها إلا من رحم ربي التي تقوم بتجهيز المواد الأولية اللازمة
لانتشاره عبر الآف المواد المحرضة على الرذائل ،
وهي التي تقوم بتغليف هذه المواد بأغلفة فاقعة الألوان كالسياحة
والفنون ومسابقات الجمال وإطلاق الحريات المبيحة للشذوذ وتعاطي
المخدرات وقبل ذلك وبعده يبرز التجاهل التام لتقاليد الحشمة والعفاف
واعتبارها من مخلفات العصور الماضية .
ثانياً : تزيين الحرام وتجميله من خلال :
أ – الكفر والأفكار الإلحادية باتت فناً وإبداعاً
فعلى سبيل المثال يستبدلون اسم الخمر بالمشروبات الروحية
والربا بالعائد الإستثماري
والعري بالموضة والفن
حتى أصبح للعري أربع مواسم في السنة
وأصبحت قلة الأدب والإنحلال تسمى حرية شخصية
ونشوز المرأة عن طاعة زوجها أيضاً حرية شخصية
أما إذا تحللت المرأة وغنت أمام الأجانب فيدعونها سيدة الغناء العربي
والفنانة المبدعة .
ب ـ تقبيح اسم الحلال : فمثلاً يتسبدلون اسم الأخوة الإسلامية بالفتنة
الطائفية
والشهادة في سبيل الله بالخسائر في الأرواح
والفدائي الشهيد بالانتحاري
حجاب المرأة بالخيمة والكفن .
ثالثاً : تيسير الحرام وتيسير الوقوع فيه :
فتكرار رؤية الإنسان للأفعال المحرمة وكأنها أمراً عاديا مرافقاً لنوع
من الكوميديا يدفعه إلى التفكير فيها ومن ثم فعلها ( الزنا ، السرقة ،
التدخين ، علاقات العشق والغرام )
فعلى سبيل المثال : ترى في الأفلام مشهد الممثل وهو يفتح شباك غرفته
فيرى جارته بالصدفة أمامه فينشأ بينهما قصة حب أو قصة معصية .
مثال آخر : ترى مشهد يتكرر كثيراً فيه المدرس الخصوصي مع تلميذته في
خلوة أو دخول أخت الطالب وهي سافرة متبرجة وكأنه أمراً عادياً .
رابعاً : طرح وسائل جديدة لفعل الحرام
بعرض أساليب متعددة للسرقة وأخرى لإقامة العلاقات الغرامية وعقوق
الوالدين
خامساً : غرس حب الفاحشة في النفوس :
حيث أن مثال هؤلاء من الفنانين والفنانات يعملون على غرس الحرام في
النفوس وجعل الناس يحبون فعله وقد نسوا قول الله تبارك وتعالى في سورة
النور ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم
في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
فعلى سبيل المثال : تجد المخرج يركز بعدسة الكاميرا على ساقي الممثلة
في مشهد بوليسي .
سادساً : ألف المعصية والاعتياد على رؤية المحرم
:
إن تكرار رؤية الأفعال المحرمة وسماع الكلام الفاحش يولد عند الإنسان
تعود الرؤية والإستماع إلى ما هو محرم
ومن تكلم أو نصح ينهر ولا يجد أذانا صاغية ..
( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس
يتطهرون ) .
نحن نجد مشاهدي التلفاز على سبيل المثال قد ألفوا رؤية الممثلة وهي شبه
عارية تفتح الباب لرجل أجنبي أو أن يقبلها أجنبي .. لا بد هنا أن نذكر
بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العينان تزني وزناهما النظر ..
واليدان تزني وزناهما اللمس .. والأذنان تزني وزناهما السمع .. والفرج
يصدق كل ذلك أو يكذبه ) رواه البخاري .
سابعاً : نشر القدوة السيئة بين الناس :
حيث أصبح ما يسمونهم بنجوم بين الناس .
نشاهد مقابلات تلفزيونية كثيرة يفرد لها الوقت الكبير والساعات الطوال
مع فنان يجاهر بمعاصيه ، ليسأل عن أكله وشربه وليعلمنا كيف نقود حياتنا
فهل نسي المسلمون قدوتهم الأولى التي أخبرهم الله تعالى عنها في سورة
الأحزاب ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله
واليوم الأخر وذكر الله كثيراً )
ومن بعده صحابته الكرام ، ويزور البلاد العالم فلا يسأل عنه أحد بينما
يسألون عن أدق التفاصيل في حياة من يبرزهم الإعلام .
ثامناً : إلباس الحق بالباطل :
كالراقصة التي سئلت عن حكم الشرع في الرقص فان جوابها الرقص عمل والعمل
عبادة إذا فالرقص عبادة والعياذ بالله .
ويتحدث أحد هؤلاء النجوم عن نفسه بأنه رجل ملتزم بأوامر الله أما ما
قدمه من أفعال محرمة في مسلسله هذا وفيلمه ذلك فيكون بحجة الفن (
أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي
في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل
عما تعملون ) .
تاسعاً : الحلول الجاهلية عند عرض المشكلات
الحياتية ومع منع المفكرين والوعاظ المؤثرين في حياة الناس :
كاللجوء إلى الإنتحار والمخدرات وشرب الخمر .. الخ
وإبعاد العقل عن الحلول الإسلامية ، كاللجوء إلى محكمة العدل الدولية ،
الأمم المتحدة ، مجلس الأمن وعدم التطرق للشريعة الإسلامية في حل
مشكلات الناس .
عاشراً : تضييع المعاني الإسلامية :
ففلسطين المحتلة تصبح الضفة وغزة
والعدو الإسرائيلي يصبح إسرائيل
ودول حوض البحر الأبيض المتوسط أو الفرنكفونية
إضافة لما يفعله الإعلام الحديث من آثار مدمرة
على الأطفال أهمها :
1 ـ يحرم الطفل من التجربة الحياتية الفعلية التي تتطور من خلالها
قدراته إذا شغل بمتابعة التلفاز .
2 ـ يحرم الطفل من ممارسة اللعب الذي يعتبر ضرورياً للنمو الجسمي
والنفسي فضلاً عن حرمانه من المطالعة والحوار مع والديه .
3 ـ التلفاز يعطل خيال الطفل لأنه يستسلم للمناظر والأفكار التي تقدم
له دون أن يشارك فيها فيغيب حسه النقدي وقدراته على التفكير .
4 ـ يستفرغ طاقات الطفل وقدراته الهائلة على الحفظ في حفظ أغاني
الإعلانات وترديد شعاراتها .
5 ـ يشبع التلفاز في النشء حب المغامرة كما ينمي المشاغبة والعدوانية
ويزرع في النفوس التمرد على الكبار والتحرر من القيود الأخلاقية .
6 ـ يقوم بإثارة الغرائز البهيمية لدى الطفل مبكرا وإيقاد الدوافع
الجنسية قبل النضوج الطبيعي مما ينتج إضرابات عقلية ونفسية وجسدية .
7 ـ يدعو النشء إلى الخمر والتدخين والإدمان ويلقنهم فنون الغزل والعشق
.
8 ـ له دور خطير في إفساد اللغة العربية لغة القرآن وتدعيم العجمة
وإشاعة اللحن .
9 ـ تغير أنماط الحياة إلى الإفراط بالسهر ، مع تقديس الفنانين بدلاً
من العلماء .
مقتبس من مقال للدكتور وجدي غنيم بتصرف .
مجلة القمة العدد الخامس
ذو القعدة 1425 هـ
54 ـ 550 ألف عربي
مصاب بالإيدز
ورد في تقرير لمنظمة الأمم المتحدة
لرعاية الطفولة ( اليونيسيف ) ، أن عدد المصابين بالإيدز في العالم
العربي بلغ 550 ألف شخص .
وقال التقرير الذي صدر باللغة العربية أن هذا المرض ينتشر بسرعة كبيرة
نتيجة النشاط الجنسي قبل الزواج وخارج إطار الزوجية ، وتعاطي المخدرات
عن طريق الحقن .
مجلة شباب العدد 73
ذو الحجة 1425 هـ
55 ـ لماذا يا أبي ؟

... استطرد بحديثه قائلاً : لماذا يا أبي ؟ رأيتني بدأت أنحرف فلم تحرك
ساكناً وتصلح ما انحرفت بسببه لماذا يا أبت ؟
رأيتني أجالس أصدقاء سوء فلم تصدني عنهم ؟ لماذا يا والدي ؟
شاهدتني أطلقت النظر في الفضائيات التي هي سبب انحرافي ولم تحرمني من
ذلك .
ونظرت إلي وقد أطلت ثوبي وحلقت لحيتي وكأن الأمر وكل إلى غيرك ، فلقد
بذلت كل ما أطلب من سيارة فارهة أفخر بها عند جلسائي وغيرها من أمور
الدنيا .
ليتك يا أبت وجهتني توجيهاً سليماً وأبعدتني عن جلساء السوء الذين
يفسدون ولا يصلحون .
لقد كنت صغيراً لا أعرف ما يكون فيه صلاح نفسي ، أما الآن فلقد كبرت
وهأنذا عاضاً أصابع الندم لكن ولات حين مندم ، لقد كنت أسخر بالملتزمين
ولم أعرف أنهم عاشوا عيشة السعداء .
لقد كبرت وعقلت وعرفت من هم جلسائي لقد فهمت من هم جلساء السوء ، حقاً
لقد كنت آنذاك جاهلاً أتأثر بكلام معسول يصبه في مسامعي الذئاب
المكارون .
آه .. يا ليت الأيام تعود والسنون ترجع لقد ضيعت عمري عمر القوة
والفتوة بما لا ينفع المجنون فضلاً عن العاقل ، لقد كتبت هذه العبارات
وأخرجتها من قلب سودته المعاصي والآثام .
كتبتها نصحاً لنفسي وإخواني الذين سلكوا مسلكي أو أرادوا أن يسلكوه
وخصوصاً صغار السن الذين ينخدعون بالمظاهر التي يتظاهر بها شباب شبوا
على الإفساد والتخريب .. وتوجيهاً للآباء الذين ولاهم الله رعاية
أبنائهم ، فقد وفروا المآكل والمشارب وملأوا الجيوب بالأموال والدراهم
لكنهم غفلوا عن مراعاة أبنائهم .
فاتقوا الله يا رعاكم الله ، واعلموا أن هؤلاء الأبناء أمانة علقها
الله في أعناقكم فأصلحوا ما فسد من الأبناء مبتدئين بإصلاح أنفسكم قبل
أن يأتي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
أحمد الغنام / بريدة
مجلة شباب العدد 72
ذو القعدة 1425 هـ
56 -

مهما تكن الإجابة فمن المؤكد أن كل إنسان منا وهبه الله نسبة من الجمال
يمكن إبرازها وتحسينها ..
إليكم هذه القصة الواقعية عن زيف الفنانات في زمن الجاهلية ( أي قبل
ألتزم )
كنت أنظر إلى نفسي بشيء من الرضا وليس كل الرضا . أي أنه لا يعجبني
شكلي كثيراً
والحقيقة كنت أنبهر بملامح الممثلات والمغنيات المضيئة أمام عدسات
الكاميرا حيث أجد في وجوههن أجمل ألوان قوس قزح – إن لم تكن جميعها –
ومثل كثيرات غيري لم أكن أدري أنهن لا يمثلن على عقولنا بكل ما هو هابط
فقط بل يمثلن على أعيننا بأشكالهن المزيفة أيضاً ..
حتى قدر لي أن أعمل في أحد المتاجر النسائية وكالعادة يدق جري الهاتف
فترد إحدى زميلاتي واصفة موقع المتجر لمن تحادثها
وذات مرة اتصلت بنا إحدى الفنانات المعروفات مرت علينا لحظات ترقب
وانتظار طويلة ونحن لا نكاد نصدق أننا سنرى هذه النجمة الجميلة الرشيقة
الطويلة ذات اللون الخلاب .
وبعد دقائق دخلت امرأة سمراء شاحبة غير مرتبة الشعر فإذا بالطول ( كعب
عالي )
واللون ( بهية )
والشعر ( فرد وتصفيف )
أما العيون ( عدسات )
والرموش والأظافر ( تركيب )
والرشاقة ( ترهل ومشدات ) ... الخ مما لا أستطيع ذكره هنا .
مع آثار لعمليات التجميل التي لا يكاد يخلو منها موضع في جسمها
عندها بدأت علامات الدهشة والاستغراب والاستنكار علينا ولا أخفيكم كيف
كان شعوري فلقد أحسست بالغثيان وكيف كنت ساذجة
والحمد لله بأنني لم أسع لتغيير خلق الله ثم شعرت براحة فقد أحسست بأني
أجمل منها في نظر نفسي بما أحمله من جمال طبيعي غير مزيف وهذا وحده
يكفي فالزبد يذهب جفاء وتغيير خلق الله كارثة ومصيبة مضارها أكثر من
فوائدها
مرت دقائق قبل أن أستوعب حقيقتها المزيفة كل شيء فيها متغير
لون شعرها
مشيتها في الطريق
كلامها
فقلت الحمد لله الذي عافانا
لقد بدأت بعدها أفكر كيف أن عالم الكاميرا والزيف استخف بعقولنا ولعب
بمشاعرنا ؟
لحظتها سألت نفسي ما الذي تقدمه لنا مثل هذه الفنانة وأشباهها من قدوة
وهي تحمل هذا الكم من الغش والخداع
لقد أدركت أن الفساد تتعدد صوره ولكن المفسدين والمنافقين دائما ما
تعجبنا صورهم وأقوالهم دون أن نتمعن سلوكهم وأفعالهم .
بعدها ولله الحمد والمنة أصبحت أرى الأشياء على حقيقتها وأصبحت أكره
الأغاني والمسلسلات وخداعها
فكل التمثيل نفاق وكذب وتزييف واستخفاف فلماذا نضيع أوقاتنا الثمينة
التي سنسأل عنها يوم الحساب
يجب علينا أن نستفيد منها بالصورة التي ترضي الخالق فما الفائدة من
التعلق بالمظاهر الخادعة إذا كانت تجلب سخط الله ولعنته ومقته سبحانه
وتعالى .
أم نجود
مجلة شهد الفتيات العدد الثاني عشر
يتبع >>>>>