بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
(( أثر في السنة ))
( عائشة قالت : إن أبا بكر – رضي الله عنه – قال : لستُ تاركاً شيئاً كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به , إلا عملت به وإني لأخشى إن تركتُ
شيئاً من أمره أن أزيغ .
قال ابن بطة العُكبري : هذا يا إخواني الصديق الأكبر يتخوف على نفسه الزيغ
, إن هو خالف شيئاً من أمر نبيه صلى الله عليه وسلم , فماذا عسى أن يكون من
زمان أضحى أهله يستهزئون بنبيهم , وبأوامره , ويتباهون بمخالفته , ويسخرون
بسُنته ؟ .. نسأل الله عصمته من الزلل ونجاة من سوء العمل ) .
الإبانة الكبرى , عبيد الله بن بطة العكبري الحنبلي , ج1 ص246
(( في حفظ الوقت ))
قيل لأبي العتاهية : أي شعر أحكم عندك وأعجب إليك ؟
قال : قولي :
علمت يا مجاشع بن مسعدة
أن الشباب والفراغ والجِدة
مفـسـدة للمـرء أي مفســدة
خاص الخاص , لأبي منصور الثعالبي , ص 350
(( نبي الله سُليمان وجيّشه العظيم في ضيافة الهُدهد ! ))
( حكى القزويني : أن الهدهد قال لسليمان – عليه السلام - : أريد أن تكون في
ضيافتي , قال : أنا وحدي ؟! قال : بل أنت وأهل عسكرك في جزيرة كذا في يوم
كذا , فحضر سليمان – عليه السلام – بجنوده فطار الهدهد فاصطاد جرادة فخنقها
ورمى بها في البحر , وقال : كلوا يا نبي الله من فاتهُ اللحم ناله المرق !
فضحك سليمان وجنوده من ذلك حولاً كاملاً ) .
حياة الحيوان الكبرى , كمال الدين الدميري لشافعي , ج2ص196
(( الاعتماد على الأشهر الإفرنجية من التشبه بالكفار))
( من التشبه بأعداء الله تعالى الاعتماد في المواقيت على الأشهر الإفرنجية
, متابعة للإفرنج ورغبة عما كان عليه المسلمون من الاعتماد في ذلك على
الأشهر العربية , وقد وقت الله تعالى للمسلمين بالأشهر العربية , فقال
تعالى : { يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج } فمن رغب عن
التوقيت بالأشهر العربية , فقد رغب عما شرعه الله للمسلمين واتبع سنن أعداء
الله الضالين ) .
مختصر الإيضاح والتبيين , عبدالله الجارالله , ص19
أبيات في ذم الحرص الزائد , لعلي بن محمد البسامي :
ألا رُبَّ بـاغٍ حـاجـةً لاينـالُهـا * * * وآخـر قـد
تُقضـى لـه وهـو آيـسُ
يُحاولهـا هذا وتُقضـى لِغيـرهِ * * * وتأتي الذي تُقضى لهُ وهو جالِسُ
روضة العقلاء , الحافظ أبي حاتم ابن حبان , ص222
(( أكثر الحروف وأقلها استعمالاً عند العرب ))
( قال ابن دريد : وأعلم أن أكثر الحروف استعمالاً عند العرب الواو والياء
والهمزة , وأقلّ ما يستعملون على ألسنتهم لثقلها الظاء , ثم الذال , ثم
الثاء , ثم الشين , ثم القاف , ثم الحاء , ثم العين , ثم النون , ثم اللام
, ثم الراء , ثم الباء , ثم الميم . فأخفُّ هذه الحروف كلهّا ما استعملته
العرب في أصول أبنيتهم من الزوائد لاِْختلاف المعنى ) .
المُزهِر في عُلوم اللغَة وأنواعِهَا , جلال الدين السيوطي , ج1ص195
(( أثر في السُّنة ))
( عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : ليوطنن المرء نفسه على أنه
إن كفر من في الأرض جميعاً لم يكفر , ولا يكونن أحدكم إمعة , قيل : وما
الإّمعة ؟ قال : الذي يقول أنا مع الناس إنه لا إسوة في الشر ) .
الإبانة الكُبرى , ابن بطة العُكبري , ج1ص194
(( صورة مشرفة في الصبر على الفتنة والمحن ))
جاء في ترجمة شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الحنبلي المتوفى سنة (481هـ )
, قال الذهبي : ( وقد امتحن مرات ، وأوذي ، ونفي من بلد .
قال ابن طاهر : سمعته يقول : عرضت على السيف خمس مرات ، لا يقال لي : ارجع
عن مذهبك .
لكن يقال لي : اسكت عمن خالفك .
فأقول : لا أسكت ) .
تذكرة الحفاظ , الحافظ الذهبي , ج3 ص1184
أبيات في ذم الحرص الزائد , لعلي بن محمد البسامي :
ألا رُبَّ بـاغٍ حـاجـةً لاينـالُهـا * * * وآخـر قـد
تُقضـى لـه وهـو آيـسُ
يُحاولهـا هذا وتُقضـى لِغيـرهِ * * * وتأتي الذي تُقضى لهُ وهو جالِسُ
روضة العقلاء , الحافظ أبي حاتم ابن حبان , ص222
(( نهاية الـظلـم ))
( مازلت أسمع عن جماعة من الأكابر وأرباب المناصب أنهم يشربون الخمور
ويفسقون ويظلمون , ويفعلون أشياء توجب الحدود .
فبقيت أتفكر .. أقول متى يثبت على مثل هؤلاء ما يوجب حداً ؟! ولو ثبت فمن
يُقيمه ؟
وأستبعد هذا في العادة لأنهم في مقام احترام لأجل مناصبهم .
فبقيت أتفكر في تعطيل الحد الواجب عليهم , حتى رأيتهم قد نُكبوا وأخذوا
مرات , ومرت عليهم العجائب .
فقُوبل ظلمهم بأخذ أموالهم , وأخذت منهم الحدود مضاعفة بعد الحبس الطويل ,
والقيد الثقيل , والذل العظيم . وفيهم من قُتل بعد ملاقاة كل شدة , فعلمت
أنه ما يُمْهل شيء , فالحذر الحذر فإن العقوبة بالمرصاد ) .
صيد الخاطر , أبو الفرج ابن الجوزي , ص114
أبيات في الحث على التحرّي والأمانة في الكتابة :
وما من كاتب إلا ســتبـقى * * * كـتـابـتـهُ وإن
بـلـيـت يـداهُ
فلا تنسخ بخطك غير علمٍ * * * يسرك في العواقب أن تراهُ
الطيوريات , أبي طاهر السِّلفي , ص517
(( مـن حِـكـم الـعـلـمـاء ))
( احتج إلى من شئت تكن أسيرة , واستغني عمن شئت تكن نظيرة , وأحسن إلى من
شئت تكن أميره ) .
شيخ الإسلام ابن تيمية , مجموع الفتاوى , ج1ص39
(( قصة الشيخ ابن سعدي مع الملك عبدالعزيز حول يأجوج ومأجوج ))
( سبق وأن كتب العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي العالم الشهير –
اجتهاداً منه – أن يأجوج ومأجوج هم الصين .
سمعت الشيخ عبدالله بن محمد حميد – رحمه الله – قال :
لما اشتهرت هذه المقالة عن الشيخ ابن سعدي استدعانا الملك عبد العزيز
باستدعاء الشيخ ابن سعدي برئاسة الشيخ محمد ابن إبراهيم , قال الشيخ
عبدالله : فأعددنا بحثاً حول هذا الموضوع ظناً منا أنه سيحصل بحث ومناقشات
, غير أن الاجتماع تم بمقالة الملك عبدالعزيز حينما , قال :
الشيخ إبراهيم ابن جاسر ذهب إلى العراق ومات هناك وأنا – والله – لا أكرهه
, وأما ابن عمرو فقد قتلته وما قتلت عالماً قبله , واليوم أنت يا عبدالرحمن
إن كان عندك علمٌ فهذا اليمن محتاج إلى طلاب العلم , فلا حاجة لنا في هذا
البحث عن يأجوج ومأجوج .
قال الشيخ عبدالله : وأنفض المجلس بهذه الكلمة واعتذر الشيخ ابن سعدي عن
مقاله وأخبر أنه لم يطبع ويتوقف عن رأيه , ويرى ما رأى المشايخ وما قاله هو
اجتهاد منه شخصياً ويستغفر الله ويتوب إليه من القول على الله بلا علم ) .
قلت : هذا التصرف من الملك عبد العزيز يبدو أنه ليس مقصداً دينياً , بل
مقصد سياسياً كما يحدث اليوم من إقالة المشايخ من مناصبهم لإرضاء الغير .
علماً أن العلماء قديماً وحديثاً لهم اجتهادات كثيرة مختلفة ومرجوحة غير
صحيحة , ومع هذا لم يُعنّفهم أحد أو يلوح بقتلهم كما جرى للشيخ السعدي ..
والله أعلم .
تاريخ من لا ينساه التاريخ , الشيخ إسماعيل بن سعد بن عتيق , ص113
أبيات للخليل بن أحمد الفراهيدي في جاهل :
لو كُنت تَعلم ما أقول عذرتنيْ * * * أو كُنت تعلم ما
تقول عَذلتكـا
لكـن جهلتَ مقالتـي فعـذلتنـيْ * * * وعلمـتُ أنـك جاهـلٌ فعذَرتُكا
جامع بيان العلم وفضله , ابن عبدالبر , ص288
(( المحدث الحافظ الحارث بن أبي أسامة يحرم بناته الست من الزواج ! ))
( وكان سبب أخذ الأجرة على الرواية أنه كان محتاجاً ذا عيال وصاحب بنات لم
تزوّج , وكان يقول : لي ست بنات , كبراهن بنت سبع وسبعين سنة وصغراهن بنت
ثلاث وستين سنة , ما زوّجت واحدةً منهن , لأني محتاج لا استطيع التزويج
والتجهيز . وكنت أودّ أن أنكحهن برجال موسرين , وما جاءني إلا فقير فكرهت
أن أزيد في عيالي وأتحمل نفقته على نفسي ) .
قلت : عاش الحارث بن أبي أسامة 97 سنة وتوفي عام 282 للهجرة النبوية .
عبدالعزيز بن ولي الله الدهلوي الهندي , بستان المحدثين , ص54