بسم الله الرحمن الرحيم
معرض الكتاب الدولي بالرياض - أراح الله منه البلاد والعباد - حافل بكتب
الزندقة المغلظة و الكفر الصراح , وروايات الفجور والفواحش , أو ما يسمى
بــ " أدب المجاري والمستنقعات " , ووزارة " الثقافة " تتحمل أوزار هذا
الإصرار والدوام , فمع أن المناصحات مستمرة مع الوزارة ولكن لا حياة لمن
تنادي " فكأنك لم تسمع ولم أقل " ! , فالثرثرة و الروغان هو شعارهم مع
الناصحين , وإمضاء الفساد وترويجه هو سمتهم ودأبهم , وفي المعرض كتب يجب
إحراقها وإتلافها , وليس مجرد مصادرتها وحجزها .
وإحراق كتب الضلال سنّة عُمَرية , وقد روى النسائي أن النبي صلى الله عليه
وسلم رأى بيد عمر بن الخطاب صحيفة من التوراة فقال : " لو كان موسى حياً ثم
اتبعتموه وتركتموني لضللتم " .
وقد التزم الفاروق رضي الله عنه بهذا التوجيه النبوي , فلما فُتحت
الإسكندرية وجد فيها كتب كثيرة من كتب الروم , فكتبوا فيها فأمر بها أن
تحرق, وقال : " حسبنا كتاب الله " . ( ينظر: مجموع الفتاوى 17/41 )
وقد قرر ابن القيم - في الطرق الحكمية صــ254 - أن الكتب المشتملة على
الكذب والبدعة يجب إتلافها , فماذا عسى أن يقول ابن القيم عما في المعرض من
كتب تنشر الكفر والرّدة ؟
ثم إن الصنعاني الأمير ( 1182هـ ) أصابه ألم شديد أَعيا الأطباء , فلما جيء
له بكتاب الإنسان الكامل للجيلي , والمضنون به على غير أهله للغزالي , ورأى
ما فيها من كفر وإلحاد , عَمَد الصنعاني إلى تحريقهما , وجعل هذه الأوراق
في التنور , وخُبِز له على نارهما , وأكله بنيّة الشفاء , فذهب البأس
والحمد لله , فهلا جرّب المرضى - من رعاة المعرض - هذه الرقية ! أم هم
عاكفون على رقية أبي نواس " وداوني بالتي كانت هي الداء " ؟!
وأما ابن تيمية فقد أمر بإحراق كتب السحر والكيمياء ( وتطلق الكيمياء آنذاك
على نوع من الغش والتلبيس بتحويل المعادن الرديئة إلى ذهب ) وقال للأمير :
لا يحل بيع هذه الكتب , ثم أَمَر ابنُ تيمية بأن تُلقى هذه الكتب في الماء
, فانمحت , ولم يبق يُعرف ما فيها . ( ينظر : مجموع الفتاوى 29/378 )
وقد ذَكَر في موطن آخر أن ظهور كتاب " السر المكتوم في السحر وعبادة النجوم
" للفخر الرازي من أسباب تسلط التتار , واستباحة ديار الإسلام ! فهل يرغب
أصحاب القرار أن يخربوا بيوتهم بأيديهم ؟!
ثم إن فئاماً أصابهم الولع بشراء الكتب , والتكاثر باقتنائها.. وقد أكّد
ابن تيمية على فضل العلم النافع , وأن العلم ما قام عليه الدليل , و النافع
ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , وجملة من هذه المؤلفات ركام من
التخرصات والانطباعات , ومنها ما قام على بيّنة وبرهان لكنه ليس من العلم
النافع الموروث عن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .
قال ابن تيمية : " من نوّر الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك , ومن أعماه لم
تزده كثرة الكتب إلا حيرةً وضلالاً , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
لأبي لبيد الأنصاري: " أو ليست التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى؟
فماذا تغني عنهم ". (مجموع الفتاوى 10/665)
وأخيراً فإن الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه الله - قد أفتى بكفر من نَسَخ كتب
الكفر والضلال , وأخذ على ذلك أجراً . ( ينظر: فتاوى رضا 6/2312 ) فهل يعي
القوم فداحة جرمهم وشناعة مكرهم قبل أن تقوم قيامتهم ؟!