|
في هذه المقالة تلخيص وتنقيح لمحادثة دارت بني و بين الأستاذة سهام؛ انطلقت من
معنى اسمها هل هو من الحدة أو من القصد و الهدف ، وقد اتفقنا أخيرا أن اسم سهام
من السهم و الذي من أحد معانيه الهدف ومن خلال المحادثة توصلنا إلى أن السعادة
مرتبطة بشكل وثيق برسم الأهداف والتحرك لإنجازها لأن حلاوة تحقيق الهدف لا
يفوقها إلا العمل من أجله ، إن الإنسان السعيد إنسان له أهداف يسعى لتحقيقها
يعلم أن الله خلق البشر و أمرهم باعمار الأرض و بدل الجهد في العمل و البدل و
الارتقاء، إن إنسان بلا هدف كسفينة بدون شراع أخر رحلتها الصخور ؛ فهو يتخبط
بين كل الطرق يستغله الكل لتحقيق أهدافهم فهو لا يعدو أن يكون جزءا من أهداف
الآخرين.
لقد قرأت الكثير من قصص الناجحين و المؤثرين ،عبر التاريخ فلم أجد منهم من كان
يعمل بدون هدف في الحياة بل كانت حياتهم تدور حول هدف عظيم نصبوا أنفسهم
لتحقيقه ، فكان لهم ما سعوا له ، وكانوا نبراسا لمن جاء بعدهم.
ارسم هدفك بعناية، ارسمه بالألوان في مخيلتك ثم اكتبه في ورقة لتخطط له فتقسمه
إلا أهداف قصيرة المدى و إلا مهمات يومية وأسبوعية، اخطوا كل يوم خطوة نحو هدفك
و تذكر أن السعادة ليست في تحقيق الهدف بل السعادة الأكبر في السعي إليه، وليكن
هدفك محددا بدقة و له وقت لتنفيذه وقابل للتحقيق ويمكن تقييمه، ثم ادرس خطة
لتحقيقه وضع في اعتبارك الصعوبات الممكنة و الحلول المناسبة و اعتمد على الله
أولا واتخذ كل الأسباب الممكنة.
إن تدويتي هذه ليست دراسة أو مقالا حول التخطيط فلي مقالة في الموقع بعنوان "
خطط لأنها حياة واحدة " تناولت فيها كيفية وضع الأهداف و التخطيط لها بشكل مفصل
، ولكنه تذكير وتحفيز على أهم خطوة علينا اتخاذها في حياتنا فنحن أولا و قبل كل
شيء كائنات مفكرة؛ لذلك وجب علينا طرح السؤال الأهم في حياتنا لماذا نحيا؟ و
ماذا نريد أن نحقق؟ ثم ماذا نريد أن نسمع بعد موتنا؟
في النهاية أدعكم مع هذه القصة التي تلخص أهمية القصد و الهدف في حياتنا:
يحكى عن حاكم قوي حكيم معروف بين شعبه بالعدل وحسن التخطيط، أحس بقرب موته فبدأ
يفكر بولاية العهد خصوصا أن له ثلاث أبناء لا يعلم من الأحق بينهم بالملك ،
وبعد التفكير ومشاورة وزراءه وصل إلا مسابقة لاختيار ولي العهد ، أحضر أبناه
الثلاثة إلا حديقة القصر وأعطى كل واحد منهم سهما و قوسا ووضع هدفا بعيدا ، ثم
قال " بعد سنة من اليوم سأقيم لكم مسابقة في رمي السهم من يفز بها يفز بولاية
العهد ".
بدأ الابن الأكبر بالتدرب يوميا لست ساعات متواصلة على رمي السهم ، أما الابن
الأوسط فقد كان يتدرب يوميا لمدة ساعة بعد الانتهاء من عمله ، أما الصغير فلم
يتدرب يوما لأنه كان يحب ركوب الخيل و يكره الرماية.
جاء اليوم الموعود فدعا الأب أبناءه للمسابقة، أخد الابن الأكبر القوس و توجه
لمكان الرمي و هو يستعد للرمي السهم وقف أبوه خلفه و سأله ماذا ترى؟ فقال : "
أرى السماء الزرقاء و الشجرة الخضراء و الهدف البراق " فقال له ارمي فرمى ولم
يصب الهدف، ثم جاء الابن الأوسط وهو يستعد للرمي اقترب منه الأب و سأله نفس
السؤال ماذا ترى؟ فقال له : " أرى الشجرة و خلفها الهدف " فقال له ارمي فرمى
ولم يصب الهدف، ثم جاء دور الابن الصغير فتوجه للقوس و هو يستعد أعاد عليه الأب
نفس السؤال ماذا ترى ؟ فقال : " أرى الهدف بوضوح " فقال له ارمي ؛ فلما رمى
أصاب الهدف وحقق الغاية.
إن هذه القصة على بساطتها تظهر أن الهدف الواضح هو سبيل النجاح و طريق الفلاح.
أدعكم في حفظ الله ورعايته ؛ أخوكم عبد الخالق نتيج
Cisco.natij@gmail.com
www.natij.tk