|
مازالت الحركة الإسلامية تعاني من نقص كبير في تواجد مثل هذه القلوب التي كانت
تكثر أيام الرعيل الأول .
*
تلك القلوب التي تقول ( ماعلى هذا اتبعتك
) فلا تنظر إلى متاع دنيوي طيلة مسيرتها في طريق الدعوة .
*
تلك القلوب المتجردة التي لايهمها على
لسان من تكون كلمة الحق مادامت تقال.
*
تلك القلوب المتجردة التي لاتنظر إلى
المنصب ولاتتمناه .
*
تلك القلوب المتجردة التي لايهمها أين تقف
في طريق الدعوة ، في المؤخرة أم في ا لمقدمة مادامت ثابتة في الطريق تدعوا إلى
الله .
*
تلك القلوب المتجردة التي لاتعرف الراحة
ولا الملل والضجر وتدعوا كلما انغمست في أعمال الدعوة بـ ( اللهم اشغلنا بالحق
ولاتشغلنا بالباطل ) .
*
تلك القلوب المتجردة التي لاتعمل من أجل
فلان، وعلان ، ولامن أجل جماعة ، ولا من أجل عرض من أعراض الدنيا إنما تعمل
لإرضاء الله فحسب.
*
تلك القلوب المتجردة التي تقدم عندما يحجم
الآخرون ، وتثبت عندما يزلّ الآخرون ، وتحلم عندما يحمق الآخرون ، وتغفر عندما
يخطئ بحقها الآخرون .
*
تلك القلوب المتجردة التي لاتوجد فيها
مساحةً أوموضع إبرةٍ من حقد على مسلم .
*
تلك القلوب المتجردة التي لاتعرف الثأر
لنفسها .
*
تلك ا لقلوب المتجردة التي لاتجد للنوم
طعماً أ لماً على ما يصيب الإسلام والمسلمين اليوم .
يقول سيد قطب (رحمه الله) :
لقد كان القرآن ينشئ قلوباً يعدها لحمل الأما نة ، وهذه القلوب كان يجب أن تكون
من الصلابة والقوة والتجرد
بحيث لاتتطلع وهي تبذل كل شئ ، وتحمل كل شئ إلى شئ في هذه الأرض ، ولاتنظر إلا
الى الآخرة ، ولا ترجوا الا رضوان الله ، قلوباً مستعدة لقطع رحلة الأرض كلها
في نصب وشقاء وحرمان وعذاب وتضحية حتى الموت ، بلا جزاء في هذه الارض قريب .
ولو كان هذا الجزاء هو إنتصار ا لدعوة ، وغلبة الإسلام ، وظهور المسلمين بل
لوكان هذا الجزاء هو هلاك الظالمين بأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، كما فعل بالمكذبين
الأولين . حتى إذا وجدت هذه القلوب التي تعلم أن ليس أمامها في رحلة الأرض إلا
أن تعطي بلا مقابل – أي مقابل – وان تنتظر الآخرة وحدها موعداً للفصل بين
الحق والباطل . حتى إذا وجدت هذه القلوب وعلم الله منها صدق نيتها على مابايعت
وعاهدت ، أتاها النصر في الأرض وأتمنها عليه . لا لنفسها ، ولكن لتقوم بأمانة
المنهج الإلهي وهي أهل لأداء الأمانة منذ كانت لم توعد بشئ من مغنم في ا لدنيا
تتقاضاه ، ولم تتطلع إلى شئ من المغنم في الأرض تعطاه .
( وقد تجردت لله حقاً يوم كانت لاتعلم لها جزاءً إلا رضاه)
((اللهم اجعلنا من أصحاب هذه القلوب المتجردة حتى نفوز برضاك))