" بسم الله الرحمن الرحيم "
الحمد لله يبتلي عباده بالسراء والضراء ليبلوهم أيهم أحسن عملاً ونشهد ألا
إله إلا الله وحده لا شريك له رضي لنا الإسلام دينا فلا نبغي عنه حولا
ونشهد أن محمداً عبده ورسوله قام بشعار دينه فكان للمؤمنين قدوة ومثلاً صلى
الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه تسليماً كثيراً كثيراً . أما بعد :
فإن ما يحل بالأمة الإسلامية اليوم من تفرق وفتن لا يخفى على ذي لب ولا
يقره عقل فقد أمر الله تعالى الأمة بالاصطفاف لعدوها والتلاحم في أمرها
فقال(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا
كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) وأعانهم فألف بين قلوبهم فهم بالإيمان
إخواناً (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) وأمرهم بالاعتصام به فقال
تعالى(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) فكان
لزاما على الأمة أن تجتمع لتواجه عدوها لا أن تتفرق لتمزق شملها وإن من
الفتن الواقعة اليوم مايدور في جنوب بلادنا مع الحدود اليمنية ألا وهي فتنة
الحوثيين ومن أجل ذلك أردنا بيان الحق والتوجيه بما نراه نصحاً لله ولرسوله
ولدينه ولأئمة المسلمين وعامتهم إذ أن حاملي لواء هذه الفتنة قوم ظهر لنا
من حالهم أنهم يتخذون من الرفض منهجاً ومن التشيع سبيلاً يوالون في ذلك
دولة الرافضة المعادية لأهل السنة والجماعة التي تسعى لفرض نفوذها وبث
منهجها وتطويق بلادنا مع زرع الفتنة في بلاد المسلمين وجعل قواعد لها
تتواصل من خلالها مع جميع الدول الإسلامية قائمة بدعم تلك الأحزاب ومدها
وتدريس روادها وأفرادها في بلادها وابتعاثهم ودعمهم مادياً ومعنوياً مما
جرأ أولئك إلى تخطي حدود بلادهم إلى الاعتداء على بلادنا المملكة العربية
السعودية - حرسها الله- وجميع بلدان الأمة الإسلامية لأسر أفرادها ونهب
خيراتها وترويع سكانها وإدخال الرعب على قوم مؤمنين آمنين عاثين في الأرض
فسادا مثيرين البلابل والمحن والفتن في بلاد آمنة تأوي الآمنين ملاذ كل
قاصد للحرمين الشريفين ومن هذا الواقع لأولئك كان لزاماً على أهل العلم
وطلابه أن يكشفوا زيف الباطل وينادوا بالحق بياناً لباطلهم ودحضاً
لمخططاتهم ومنعاً لتوسعهم فكراً ومنهجاً ومذهباً لمخالفتهم الكتاب والسنة
ومصادمتهم لثوابت الأمة وعليه فإننا نقول وبالله التوفيق :