فقد رأى العالم كله ما قامت به، وتقوم به ثلة الحوثيين من الاعتداء على
حدود المملكة العربية السعودية ، والتسلل إلى أراضيها بروح الاعتداء
والتخريب ، وكذا ما قامت به المملكة من حماية أراضيها ، ورد المعتدين ، وفي
هذا المقام نقف الوقفات الآتية :
الأولى :
المملكة العربية السعودية فيها قبلة المسلمين، وإليها تأوي أفئدتهم ،
ويردون إليها من كل فج عميق ليؤدوا فريضة الحج والعمرة ، وفي مكة المكرمة
بعث النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته الخالدة ، فالاعتداء عليها بمثل
الاعتداء على المشاعر المقدسة ، وإخلال بهذه الشريعة .
الثانية :
أن رد الاعتداء هو من الجهاد المشروع الذي نسأل الله تعالى أن يثيب أولئك
المجاهدين أجر الجهاد، فهم يفدون بأرواحهم وجهودهم حمى الشريعة ، والسنة ،
وحمى الوطن ، قال عليه الصلاة والسلام : \"من قتل دون ماله فهو شهيد . ومن
قتل دون دينه فهو شهيد . ومن قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو
شهيد. \" وهؤلاء يدافعون عن النفس والمال والعرض فضلاً عن الشريعة والسنة .
الثالثة :
أن هؤلاء الحوثيين يحملون مباديء منحرفة ، يسعون لنشرها عن طريق السلاح
والقوة ، ويتم دعمهم من دول تحمل العداوة والبغضاء للدين وأهله ، فبعد أن
عبثوا في مجتمعهم ووطنهم أرادوا أن يصدروا هذه العداوة والكيد إلى غيرهم ،
فرد الله تعالى كيدهم في نحورهم .
الرابعة :
إن على الجميع التعاون بكل ما يستطاع التعاون معه مادياً ومعنوياً
للمرابطين والمجاهدين ، وكذا المهجرين ، ومن ذلك الدعاء لهم بالنصر
والتوفيق ، ورد كيد المعتدي في نحره .
الخامسة :
ضرورة الوعي من الجميع بما يكاد لهذا الوطن في عقيدته ومنهجه ومقدراته
ولحمته ، وما يراد من إحداث شروخ في تماسكه ، فهذا يوجب الوعي والسعي
لحمايته ، فالجميع على ثغر ، فالله الله أن يؤتى هذا الوطن من ثغره .
نسأل الله سبحانه أن يحفظ علينا إيماننا وأمننا ووطننا وأن يوفق أولياء
أمورنا لما يحب ويرضى ، وأن ينصر الجنود المرابطين والمجاهدين وأن يرد كيد
الكائدين وعدوان المعتدين إنه قريب مجيب .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .