ذكرَ الحافظ ابن كثير – رحمه الله – عند قوله تعالى :
{ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ
آمَنُوا بِرَبِّهِمْ } "الكهف:13" ، " أن الشباب أقبلُ للحق ، وأهدى للسبيل
من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل " .
" إن الشبابَ رصيدُ الأمّة ِالذي تواجهُ به مسؤولية المستقبل ، فإذا فرطت
الأمة في تربيةِ شبابها ، تقدُم على مستقبلها بغير رصيد " .
أولاً : لعامّة الشباب :
1-
التركيز على أهمية عرض قضايا العقيدة وعبودية الله جل وعلا ومحبته من خلال
أمثلة واقعية في حياة الشباب ، كعبودية الشهوات ، واستباحة المحرمات ، وظهور
جماعة عَبَدة الشيطان ، وسبّ الدين .. إلخ .
2-
كبح جماح الشباب في شراء الكتب والمراجع العلمية ، وحثهم على استشارة
المتخصصين لدى الرغبة في شراء أي كتاب .
3- أن
يكون للشباب في برامج كل داعية منا وكل جولة دعوية أو جدول محاضرات أو خطب
نصيب ، وأن تعددت فقد تختلف الأساليب ، وقد لا تتاح الفرص للشباب إلا في
محاولة الداعية البعيدة .
4-
تكوين لجنة في مراكز الدعوة وفي المساجد والمكاتب التعاونية متخصصة في دعوة
الشباب وبحث قضاياهم ومتابعتها ، وقياس مستوى الحلول المقدمة لها ، وتقسيم
دعوة شباب أي حي إلى مراحل ، مع تصوّر واضح لأهداف كل مرحلة ووسائلها .
5-
تفعيل دور المتخصصين التربويين ذوي الخبرة والديانة والاستنارة بآرائهم ،
والاستفادة من خبراتهم في توجيه الشباب ودعوتهم .
6-
ضرورة المواصلة في الطرح الإسلامي المؤصل العميق لمشكلات الشباب المنحرفين ،
والإكثار منها في المكتبات والتسجيلات والمواقع ، حتى يُسمع الصوت الإسلامي
بين آلاف الأصوات التي سبقت في تناول قضايا الشباب ، وبطرح إفساديّ تضليليّ .
وقد وجدت – والحمد لله – جهود ، ولكنّ مجال دعوة الشباب تتطلب أكثر من هذا
وتستوعبه .
7-
إجمال الداعية في عرض مظاهر انحراف الشباب ، فإن درجة إقناع الداعية للشباب
بمعرفته واقعة لا تتطلب التفصيل والشرح والإسهاب في مظاهر الانحراف ووصفها
وصفاً دقيقاً ، بقدر ما تتطلبه في وصف العلاج والحلول وتحليل أسباب الفساد
للتحذير منها .
8-
معرفة الخريطة النفسية – أخي الداعية – للشباب الذي تدعوه ؛ ميوله ، عيوبه ،
أخلاقه الحميدة ، تسهل عليك التأثير عليه .
9-
وجود مراكز احتواء للشباب في الأحياء ( مراكز دائمة ، موسمية – الصيف ،
الربيع – المكتبات ) تقوم بأنشطة ثقافية واجتماعية ورياضية .
10-
عمل ركن خاص في المكتبات يحوي الروايات والقصص الخاصة بالشباب بشكل جذاب ،
مثل : ( 80 عاماً بحثاً عن مخرج ، جبل التوبة ، دموع على سفوح المجد ،
القافلة ... ) .
11-
تفعيل حلقات تحفيظ القرآن في المساجد وجعلها محببة لنفوس النشء من خلال قوة
الاستقطاب والجذب والمتابعة وحُسن المعاملة من مدرسي الحلقات .
12-
الدعوة العامة في أماكن تجمعات الشباب ( الأرصفة ، الكازينوهات ، الاستراحات
، مقاهي الإنترنت ) من خلال إلقاء الكلمات وتوزيع الأشرطة .
13-
استغلال مواسم الأعياد في التقارب مع الشباب من خلال حفل معايدة أهل الحيّ ،
يحوي ( مسابقات ، مقابلات ، تناول طعام العشاء ...)
14-
التقارب بين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعامّة الشباب ، وتبني
برامج لإزالة الحواجز وكسبهم .
15-
استغلال التجمعات العائلية الدورية لعمل برامج للشباب .
16-
من برامج ملء وقت فراغ الشباب وتنمية مهاراتهم : ( دورات كمبيوتر ، الدفاع عن
النفس ، الفروسية ، الإسعافات الأولية ...) ، وذلك بالتنسيق مع المراكز
المتخصصة وبأسعار مخفضة .
17-
عمل رحلات عمرة دورية إلى مكة ، والاستفادة من نظام العمرة الجديد .
18-
وجود تربويين متخصصين في مخاطبة الشباب وحل مشكلاتهم ، وبوسائل ميسرة ، مثل :
( الهاتف المباشر ، البريد ، البريد الإلكتروني )
19-
إصدار المجلات الشبابية التي تهتم بأمورهم ، والعمل على نشرها بين أوساط
الشباب .
20-
الاستفادة من مجالات النشاط في المدارس ( محاضرات ، مسابقات ، زيارات ، رحلات
).
21-
إذا توسمت في شاب ما أنه يحتاج أن يُعتنى به في الدعوة ، إما لقربه من الخير
، أو لكونه يمتلك مؤهلات وقدرات ومواهب يمكن أن تسخر في الخير ، فاختر عدداً
لا يتجاوزون الأربعة من الصالحين الملتزمين ، ونظموا رحلة قصيرة ، فيسكون لها
أثر كبير في نفسه ، وكسر الحواجز بينه وبين الملتزمين .
22-
الزيارة الخاصة للشاب ومصارحته ، والجلوس الفردي معه ، وعرض الدعوة عليه ،
ومحاورته وتعهّده بمثل هذه الزيارات.
23-
نقله إلى محضن جديد عند بداية تغييره ، حتى يقوى عوده في الالتزام .
ثانيا ً : في تربية الشباب الملتزمين :
1-
الاهتمام بتحفيظ الشباب النصوص من القرآن والسنة والعلوم الشرعية والأدب ؛
لأنهم سيكونون خطباء ودعاة المستقبل ، وعدّة الداعية محفوظاته المختلفة .
2-
تفقية الشباب الملتزمين بفقه سياسة النفس والاجتهاد في العبادة .
3-
استغلال ميدان الاعتكاف والمخيمات الصيفية في تربية الشباب على المواظبة على
العبادة من نوافل وغيرها .
4-
تكوين مجموعات عمل إغاثة من الشباب بالتنسيق مع مؤسسات الإغاثة الداخلية
لتوزيع الغذاء والكساء .
5-
عمل مسابقات عامة ترصد لها جوائز ضخمة في :
- حفظ القرآن الكريم أو أجزاء منه .
- حفظ أحاديث من السنة ( الأربعين النووية – مختارات من رياض الصالحين ) .
- تلخيص كتاب .
- بحث اجتماعي لأحد المشكلات الاجتماعية .
مع ملاحظة أن كل مجال يمكن أن يتكون من عدة مستويات .
6-
الاستفادة من الشباب المتخصصين في مجال الكمبيوتر(الإنترنت) لدعم المواقع
الإسلامية وأهل العلم الذين لهم مواقع في الشبكة .
7-
عمل ركن متخصص في المسجد لمشاركات الشباب الثقافية والتوجيهية .
8-
وجود حلقات علم ذات منهج علمي محدد ومبسط
يتدرج لتخريج طلاب العلم وتربيتهم .
9-
مصاحبة الشاب بعد أخذ قسط من التربية ، وترك مجال له للانطلاق والعطاء ،
واستقلال الشخصية عن المربي ، ونسيان فضله عليه ، وعدم جعله في موقعً التلميذ
المتلقي دائما ً .
10-
التوقيت الجيد وضبط الجرعات في إعطائه دروس في النقد وأخطاء الجماعات والدعاة
، والتدرج معه في ذلك ، ومراعاة الوسطية والاعتدال في النقد بعيداً عن
القفزات المحطمة غير المدروسة في تناول بعض هذه القضايا الفكرية .
11-
حتى لا نخسر الشباب وننفرهم من الخير والالتزام ، علينا ضبط ملاحظتنا
وانفعالاتنا معهم ، والمرونة في الرقابة عليهم ، وفي تنفيذ البرامج معهم .
مثلاً نغضب من الشابّ ونهجره ؛ لأنّه ذهب مع مجموعة ملتزمة أخرى فهذا خطأ .
12-
في كسب النوعيات المختلفة من الشباب ، تلاحظ مسألة الشمولية في البرامج ،
والاهتمام بالتربية العقلية الذهنية التي تقوي القدرات العقلية .
المصدر الدليل إلى الوسائل
والأفكار الدعوية .. إعداد مركز الدعوة والإرشاد بمكة
|