( غرف الشيوخ ) .
. . متى ؟
( توصيف ومقترحات للإفادة من البالتوك )
مها أبو سليم
ــ كلمة Paltalk تعني محادثة شفوية ، وتستعمل للدلالة على إحدى التقنيات
الإلكترونية الموجودة على الشبكة العنكبوتيةــ الإنترنت ــ والتي تُمكن أكثر من
واحد من الاجتماع سويا في ( غرفة إلكترونية ) والتحادث فيما بينهم بالصوت
والصورة ( فيديو ) والكتابة ، أو بالصوت والكتابة ، أو بالصوت فقط ، أو
بالكتابة فقط.
ــ يعتبر برنامج البالتوك من أسهل البرامج من حيث الحصول عليه ومن حيث
الاستخدام ، فهو مجاني يمكن تحميله من الموقع الذي يحمل اسم البرنامجpaltak.com
في وقت يسير ـــ ربع ساعة لخط الهاتف العادي ـــ ، كما أنه سهل الاستخدام لا
يستغرق وقت التعلم عليه أكثر من عشر دقائق لمن يعرف أساسيات الكومبيوتر .
ــ الوحدة الأساسية للبالتوك هي الغرفة . والغرف منها الواسع الفسيح الذي يتسع
لألف من الأفراد ومنها المتوسط الذي يسع خمسمائة من الأفراد ، ومنها ما يتسع
لمائتين وخمسين فقط ، ومنها ما هو دون ذلك ، وهذا العد ليس بالقليل ، فهو يزيد
على من يحضرون الدروس العلمية في المساجد لمشاهير الشيوخ .
ــ في الغرفة يتكلم أحد الحضور وينصت الباقين أو يكتبون على الشاشة ( Text )
معلقين على ما يقال أو متحاورين فيما بينهم بعيدا عما يقال ؛ ويمكن لأي اثنين
من الموجودين أن ينفردا في غرفة مجانية خاصة ليتحدثا سويا بشكل انفرادي .
ــ يمكن النقل بين الغرف بحيث يُسمع الحديث في وقت واحد في أكثر من غرفة .
لا بد من الأخذ في الاعتبار أن الفرد الموجود في البالتوك موجود في بيته ولا بد
أن غيره يسمع معه ، أي أننا يمكننا القول أن الموجودين في الغرفة ليسوا أفرادا
وإنما هم أسر بأكملها .
ــ الغرف تكون في الغالب متخصصة في موضوع محدد ، ومن عنوان الغرفة يعرف تخصصها
، فمثلا ( الإسلام أم المسيحية ) هذه غرفة متخصصة في دعوة النصارى ورد شبهاتهم
، و ( أنصار آل البيت ) هذه غرفة متخصصة في الرد على الرافضة ، ولا يسمح داخل
الغرفة بالخروج على موضوع الغرفة .
ـــ تقنية البالتوك تتيح التحدث للناس وهم في عملهم ، وهم في بيوتهم، وهم في
المقاهي ـــ مقاهي الانترنت ـــ وهذا من رحمة الله بنا ، إلا أنها نعمة سارع
إليها أهل الكروش والفروش ، وجلس دونها أهل الوضوء والصلاة إذ أن :
ـــ المستفيد الرئيسي من البالتوك هم أصحاب الفسق والفجور ، وأصحاب الأموال ،
ودعاة التنصير ، فمن الملاحظ أن أكثر الغرف من حيث الاستخدام هي غرف الأسهم ،
يليها مباشرة غرف التنصير التي تدعو للكفر بالله ، وتسب الرسول ــ صلى الله
عليه وسلم ـــ والغرف الإباحية .
ـــ جمهور الغرف الإسلامية من الشباب ، ومن صغار طلبة العلم ، وليس للشيوخ ــ
حفظهم الله تعالى ـــ غرف خاصة على البالتوك ، يقتصر وجودهم على نقل محاضرات
بعضهم من المساجد .
ـــ دعى احد الزملاء في الغرفة الشيخ الدكتور أبا حفص عمر بن عبد العزيز القرشي
المصري ــ حفظه الله ـــ ليلقي بعض الدروس في الغرفة ، وسرِّ الشيخ من الأمر
جدا وألزم نفسه بالمجيء أسبوعيا لإلقاء محاضرة في الغرفة . فهل يجرب باقي
شيوخنا ــ حفظهم الله ـــ ؟
ــ استثمار البالتوك والإفادة منه في الدعوة إلى الله أيسر بكثير من المواقع
المكتوبة ، وأحسب أنه يحقق فائدة جيدة في التحاور مع المحبين والمعترضين
المشككين .
ـــ منذ وقت قريب لم يكن لنا سبيل للاتصال بالشيوخ إلا الجلوس بين أيديهم في
حلق العلم ، أو من خلال الكاسيت ــ الذي لم يكن متاح لجميعهم ، ولم يكن متاح في
جميع الأماكن ولا في جميع الأوقات ـــ ، ثم أقدم الشيوخ ــ شيوخ الصحوة في مصر
والسعودية وباقي أقطار الدول العربية والإسلامية ــ إلى الدخول إلى عالم
الإنترنت وتأسيس مواقع خاصة بهم ، ساهمت هذه المواقع في نشر كتبهم ومحاضراتهم ،
بل ومقالاتهم ، وأكثر من هذا نشأت ظاهرت المتابعة الإسلامية للحدث ، من حيث
رصده وتحليله . ونشأت ظاهرة المقالات في المواقع التي ساهمت بلا شك في تطوير
مستوى الطرح المكتوب من حيث الكم والنوع . فبعد انتشار ظاهرة ( مواقع الشيوخ )
متى نرى ( غرف الشيوخ ) أو متى نرى الشيوخ ـــ حفظهم الله تعالى من كل سوء ـــ
في الغرف ؟
ــ وبعد نجاح تجربة المواقع : هذه بعض المقترحات أرغب فيها شيوخنا حفظهم الله
في الإقدام على هذا الأمر . . . وهو ( غرف الشيوخ ) .
ـــ يمكن عمل غرفة خاصة بالشيخ يبث فيها دروسه العلمية فقط دون غيره من الشيوخ
، ولا يلزم أن تعمل الغرفة على مدار الساعة وإنما يمكن الاقتصار على ساعات من
النهار أو الليل ، كما لا يلزم تواجد الشيخ باستمرار ، فيمكنه أن يوكل من يقوم
بإدارة الطرح العلمي المطلوب في الغرفة ، ولا يحضر هو إلا من حين لحين ، أي
تكون وظيفة الشيخ إشراف فقط كما هو الحال في المواقع .
ـــ أو تكون الغرفة متخصصة في نوع معين من الطرح ، مثلا طرح تربوي . . أو وعظ .
. أو غير ذلك مما يروق له ، ويتناول كل الأطروحات التي في نفس الموضوع .
الموافق منها لمنهج الشيخ لتأييده وتوضيحه ، أو المعارض منها لمنهج الشيخ لنقضه
وتفنيده . وفي هذه الحالة لا يقتصر الطرح على نتاج الشيخ فقط وإنما يشترك معه
إخوانه ممن هم في نفس تخصصه الدعوي .
ـــ التحاور المباشر بين الشيخ وبين محبيه أو مخالفيه يسهم بشكل أكثر في تقريب
وجهات النظر بين تيارات الصحوة الإسلامية ، أو أجيال الصحوة الإسلامية .
ـــ يمكن ممارسة الدعوة الفردية في البالتوك في الغرف الخاصة ، ويمكن أيضا
تكوين فريق عمل .
ـــ الشيوخ يكونون في مأمن من تطاول السفلة إذ أنه يمكن التحكم فيمن يتكلم
وأيضا يمكن منع من شاء من دخول الغرفة مؤقتا أو مطلقا .
ــ في غرف البالتوك الروافض والنصارى والعلمانيين وأصحاب الخنا يصولون ويجولون
، وتواجد الشيوخ ساعات من نهار فقط ولأيام محدودة في الأسبوع وهم في بيوتهم بين
أهليهم ، من شأنه أن يغير كفة الميزان ،فللأسماء المشهورة في حس الناس وقع كبير
. فهل يقدم شيوخنا حفظهم الله ؟!
ــ كأني بغرف البالتوك صالات البيوت التي يستقبل فيها الشيوخ ضيوفهم من طلبة
العلم ، مع الفارق في أن غرفة البالتوك أيسر مؤنة على الضيف وعلى المستضيف ،
فكل في بيته بين أهله وكل جلوس في غرفة واحدة .