بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في اللغة : استبد فلان برأيه : أي انفرد به دون غيره !
كل منا يحاول أن يعيش في هذه الحياة سعيداً مطمئناً ، يرضي من حوله ، لا
يغضب
أحداً ، لا يهضم لمخلوق حقاً ، ينشد راحة ضميره وقلبه .
لكنك تواجه في تلك الحياة أناساً يعيشون حياة منكوسة منقوصة ! يقلبون
الأوجاع وينكؤون الجراح !
ومنهم طائفة من الموظفين والمديرين في شتى القطاعات الحكومية .
فهم يستمتعون بإذاقة المراجعين مرارة التعب وذل النصب .
يقفون لهم على كل صغيرة وكبيرة ! يدققون في همزة الوصل والقطع والتاء
المربوطة والمفتوحة !
يفتشون عن حرف ناقص أو كلمة زائدة أو ترتيب الأوراق بشكل معين !
يطلبون ملفاً بلون خاص ونوع فاخر حتى لا تتأذى أياديهم الجميلة بأنواع
رخيصة من الملفات !
يقدمون سوء النية بكل مراجع ، يلبسونه لبوس الاحتيال والاصطياد !
لا يهمهم تأجيل المراجع يوماً وأسبوعاً وشهراً بل سنوات !
لا يعنيهم قدوم المراجع من مكان بعيد وسفر وطويل !
ما أسهل كلمة ( راجعنا الأحد القادم )حتى لو كنت في يوم الأحد مثلاً ! مع
أن الموضوع لا يحتاج أكثر من جرة قلم أو خطة توقيع بئيس !
كم أرجعوا مراجعاً مسكيناً لمسافة مئات الكيلومترات لأجل ورقة لا تسمن ولا
تغني من جوع ! فلقي حتفه في ذلك الطريق ! ولا نعلم ماذا كان يقول وهو في
طريق عودته هل يدعو للموظف أو يدعو عليه !
ولو كان المراجع ممن يعرفه الموظف أو له مصلحة في معرفته لصلح الحال والمآل
ولوكانت ثلاثة أرباع أوراقه معدومة ومعطوبة !
كم تعطلت مصالح قوم بسبب تعنت موظف أو مدير استبد برأيه ، لم يراعِ مصلحة
عامة أو خاصة ! والمصيبة العظمى إذا لم يكن لديه أوامر أو تعاميم من الجهة
المختصة تمنع ذلك أو توقفه ! بل هي أوهام لديه وشكوك !
كم نسمع حكايات مؤسفة من أناس ظُلموا من قبل مسؤول غير مبالٍ ! يسمح لقوم
ويمنع آخرين !
كم سمعنا دعوات حارة على مسؤول وقف في طريق مواطن يرجو ترقية أو مكافئة أو
إكمال مسيرة تعليم !
كم ارتفعت دعوات صادقة من مواطنين نهبت حقوقهم وسرقت جهودهم بسبب جور مدير
أومحاباة مسؤول !
أيها الموظف الكريم تذكر ! ( دعوة المظلوم مستجابة ) وسوف ينصرها الله ولو
بعد حين،
إياك وآهات المظلومين ! احرص على العدل مع كل أحد ، قدم الخير وحسن النية
بكل أحد .
واعلم أن ( خير الناس أنفعهم للناس ) وتذكر أن (من نفس عن مؤمن كربة من كرب
الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة )
احرص على كسب دعوة مباركة من إنسان مبارك قدمت له مبادرة طيبة ! قد تنجو
بها من سوء قد يصيبك !
عامل البعيد كما لو كان قريبك أو جارك أو زميلك ، تكسب رضى ربك ورضى خلقه !
لاتكن دقيقاً مع من لا يعنيك شأنهم ! ورقيقاً مع من له عندك شأن !
أيها المسؤول أينما كنت ! قبل أن تستبد برأيك راجع نفسك وقف معها وقفة صدق
! ثم اختر الأيسر والأسهل لعباد الله !
ودمت صحيحاً سليماً
لملاحظاتكم
Aboyasr80@hotmail.com
|