بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم .
أما بعد :
للمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة ، والمضرة بالقلب والبدن في الدنيا
والآخرة مالا يعلمه إلا الله .
ومنها أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله ﷺ ، فإنه لعن على معاصٍ
غيرها أكبر منها ، فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة :
- فلعن الواشمة والمستوشمة ، والواصلة والمستوصلة ، والنامصة والمتنمصة ،
والواشرة والمستوشرة .
عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : ( لَعَنَ اللَّهُ
الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ
لِلْحُسْنِ ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً
مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ :
إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ ، فَقَالَ :
وَمَا لِي أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ) رواه البخاري (4886) ومسلم (2125) .
- ولعن آكل الربا ومؤكلة وكاتبة وشاهديه
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: ( لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ ، وَشَاهِدَيْهِ ) ،
وَقَالَ: (هُمْ سَوَاءٌ) . رواه مسلم (1598)
- ولعن المحلل والمحلل لہ
روي عن النبي ﷺ أنه قال : { لعن الله المحلل ، والمحلل له . } رواه أبو
داود ، وابن ماجه ، والترمذي
- ولعن السارق
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ الْحَبْلَ
فَتُقْطَعُ يَدُهُ ، وَيَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ " .
- ولعن شارب الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها
وحاملها والمحمولة إليه
عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لعن الله الخمر، وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومبتاعها ، وعاصرها ،
ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وآكل ثمنها."
صححه الألباني في صحيح الجامع برقم: 5091
- ولعن من غير منار الأرض ، وهي أعلامها وحدودها
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: كنت عند علي بن أبي طالب، فأتاه رجل،
فقال: ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسر إليك؟ قال: فغضب، وقال: ما
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسر إلي شيئًا يكتمه الناس، غير أنه قد
حدثني بكلمات أربع. قال: فقال: ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: قال: «لعن
الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثًا،
ولعن الله من غير منار الأرض».
اخرجه مسلم
- ولعن من لعن والديه
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تبارك وتعالى عنه أنه قال: قال
رسول ﷺ : ((لعن الله من لعن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله
من آوى محدثًا، ولعن الله من غيّر منار الأرض)). رواه مسلم
- ولعن من اتخذ شيئا فيه روح غرضا يرميه بسهم
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : " خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ
فَمَرَّ بِفِتْيَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ نَصَبُوا طَائِرًا لَهُمْ وَهُمْ
يَرْمُونَهُ وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِهِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِنْ نَبْلِهِمْ
، فَلَمَّا رَأَوُا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ :
مَنْ فَعَلَ هَذَا ؟ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا ، إِنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا
فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " .
- ولعن المخنثين من الرجال ، والمترجلات من النساء
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ : "لعن الله المخنثين من
الرجال" رواه الترمذي
- ولعن من ذبح لغير الله
قال رسول الله ﷺ : ( لعن الله من ذبح لغير الله )
رواه مسلم والنسائي وأحمد
- ولعن من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَار بن عدي بن نَوْفَلُ
بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ , بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ عَلِيٍّ , خِفْتُ إِنْ مَاتَ
أَلا أَجِدُهُ عِنْدَ غَيْرِهِ , فَرَحَلْتُ حَتَّى قَدِمْتُ الْعِرَاقَ ،
فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي ، وَأَخَذَ عَلَيَّ عَهْدًا
أَلا أُخْبِرَ بِهِ أَحَدًا ، وَلَوَدِدْتُ لَوْ لَمْ يَفْعَلْ ،
فَأُحَدِّثُكُمُوهُ ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ جَاءَ حَتَّى صَعِدَ
الْمِنْبَرَ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ مُتَوَشِّحًا قَرْنًا , فَجَاءَ
الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ حَتَّى أَخَذَ بِإِحْدَى عِضَادَتَيِ الْمِنْبَرِ ،
ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ : مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَكْذِبُونَ عَلَيْنَا ,
يَزْعُمُونَ أَنَّ عِنْدَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِنَا ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَامًّا ، وَلَمْ يَكُنْ خَاصًّا ، وَمَا عِنْدِي
عَنْهُ مَا لَيْسَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ إِلا شَيْءٌ فِي قَرْنِي هَذَا ،
فَأَخْرَجَ مِنْهُ صَحِيفَةً ، فَإِذَا فِيهَا : " مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا ,
أَوْ آوَى مُحْدِثًا , فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ
وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لا يَقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ " ,
فَقَالَ لَهُ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ : دَعْهَا يَا رَجُلُ ، فَإِنَّهَا
عَلَيْكَ لا لَكَ ، فَقَالَ : قَبَّحَكَ اللَّهُ , مَا يُدْرِيكَ مَا
عَلَيَّ مِمَّا لِي ؟ ! أَصْبَحْتُ هُزْءًا لِرَاعِي الضَّأْنِ يَهْزَأُ
بِي مَاذَا يَرِيبُكَ مِنِّي رَاعِيَ الضَّأْنِ ؟ .
- ولعن المصورين
عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : ( لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ وَآكِلَ الرِّبَا
وَمُوكِلَهُ وَنَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَكَسْبِ الْبَغِيِّ وَلَعَنَ
.الْمُصَوِّرِينَ )
رواه البخاري
- ولعن من عمل عمل قوم لوط
عن الرسول ﷺ قال : ( لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم
لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط )
رواه النسائي .
- ولعن من سب أباه وأمه
قال النبي صلى الله عليه وسلم { لعن الله من سب والديه}
- ولعن من كمه أعمى عن الطريق
عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لعنَ اللهُ مَنْ
كَمَّهَ أعمى عنِ السبيل »
- ولعن من أتى بهيمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من أتى بهيمة فاقتلوه واقتلوها معه".
قال : قلت له :"ما شأن البهيمة"؟ قال :"ما أراه قال ذلك إلا أنه كره أن
يؤكل لحمها وقد عمل بها ذلك العمل".
- ولعن من وسم دابة في وجهها
عن جابر رضي الله عنه قال : (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
عَنِ الضَّرْبِ فِى الْوَجْهِ وَعَنِ الْوَسْمِ في الْوَجْهِ.) .
رواه مسلم (2116) .
- ولعن من ضار مسلماً أو مكر به
عن أبي صرمة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ ضَارَّ ضَارَّ اللَّهُ بِهِ. وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ
عَلَيْهِ»
رواه الترمذي وابن ماجه.
- ولعن زوارات القبور ، والمتخذين عليها المساجد والسرج
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج".
مسند الإمام أحمد (1/229)،
- ولعن من أفسد امرأة على زوجها ، أو مملوكاً على سيده
عن النبي ﷺ قال: ((لعن الله من خبب امرأة على زوجها، لعن الله من خبب زوجاً
على زوجته))
- ولعن من أتى امرأة في دبرها
عن النبي ﷺ : " ملعون من أتى امرأة في دبرها "
رواه الإمام أحمد 2/479 وهو في صحيح الجامع 5865
- وأخبر أن من باتت هاجرة لفراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إذا دعا
الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح )
- ولعن من انتسب لغير أبيه
عن عليٍّ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ...وَمَنِ
ادّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ،
فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنّاسِ أَجّمَعِينَ، لاَ
يَقْبَلُ اللّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً وَلاَ عَدْلاً.
- وأخبر أن من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه
عن أبي هريرة يقول قال أبو القاسم ﷺ :( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن
الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه )
- ولعن من سب الصحابة
عن النبي ﷺ قال -: ( من سب أصحابي فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين
والملائكة والناس أجمعين )
رواه الطبراني من حديث ابن عباس
- وقد لعن الله من أفسد في الأرض وقطع رحمه ، وآذاه وآذى رسوله ﷺ
- ولعن من كتم ما أنزل الله سبحانه من البينات والهدى
قال ﷻ :( (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ
الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنّاهُ لِلنّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ
يَلْعَنُهُمُ اللّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ)
- ولعن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات بالفاحشة
عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه قال : قالت عائشة : رميت بما رميت به وأنا
غافلة ، فبلغني بعد ذلك . قالت : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس
عندي إذ أوحي ، إليه . قالت : وكان إذا أوحي إليه أخذه كهيئة السبات ، وإنه
أوحي إليه وهو جالس عندي ، ثم استوى جالسا يمسح على وجهه ، وقال : " يا
عائشة أبشري " . قالت : قلت : بحمد الله لا بحمدك . فقرأ : ( إن الذين
يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات ) ، حتى قرأ : ( أولئك مبرءون مما يقولون
) [ النور : 26 ] .
- ولعن من جعل سبيل الكافرين أهدى من سبيل المسلمين
- ولعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبس المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل
عن أبي هريرة ، رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن
المرأة تلبس لبسة الرجل والرجل يلبس لبسة المرأة " .
- ولعن الراشي والمرتشي والرائش ، وهو الواسطة في الرشوة
عن النبي ﷺ :" لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ "
فلو لم يكن في فعل ذلك إلا رضا فاعله بأن يكون ممن يلعنه الله ورسوله ﷺ
وملائكته لكان ذلك ما يدعو إلى تركه .
غفر الله لي ولوالدي وللمسلمين .
- ورد هذا في كتاب الداء والدواء لابن قيم الجوزية ، وجمعت الأدلة من
الكتاب والسنة .
|