الطريق إلى الشهرة!! |
أبو مهند القمري |
ولكنها الأمنية الأبعد دوماً لدى النفوس الصادقة!!
التي ما عرفت في مسيرتها سوى أمنية واحدة . . هي (رضوان
الله تبارك وتعالى)
وسلكت في سبيل تحقيقها؛ ركوب قارب (أوحدٍ
صغيرٍ)
يسير بين دفتي نهرٍ ضيق، في جوف ليلٍ بهيمٍ، حتى لا يشعر به أحد من سكان
ضفافه!! وكلما ازدادت خفيته في أداء عمله - حرصاً منه على صيانته من الرياء - كلما ازدادت السعادة والبهجة في قلبه، لأنه يدخر ثوابها عند الله يوم يقوم الأشهاد!! وحين ينكشف سراب الدنيا عن العقول والأذهان، تسفر (الأبدان البالية تحت التراب) لأصحابها عن حقيقة هذه الدنيا الزائفة؛ وما يلبث إسرافيل يسيراً؛ حتى ينفخ في الصور؛ فيُحشر الجميع إلى ساحة الحساب!! وذلك في يوم لا يتخلف عن حضوره أحد!! ولا يتعذر عن مشاهدته أحد!! ولا ينشغل عن متابعة هول أحداثه أحد!! فيُنصت الجميع في ذهول تام من هول ذلك المحشر!! فإذا بنداء النفوس الصادقة يعلو على رؤوس الأشهاد (في سعادة لا تزوال بهجتها أبداً) . . هاؤم اقرءوا كتابيه . . إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه إنه يوم الفوز الأكبر . . والسعادة التي لا شقاء بعدها أبداً . . وإن شئت فقل : إنه يوم الشهرة في أعظم صورها وسمو مكانتها، غير أنها شهرة خالية من الرياء والسمعة!! إنها شهرة إجبارية . . لم يسع إصحابها أبداً؛ لاحتلال أي مكانة في نفوس الخلق، ولكن الله جعلهم (بإخلاصهم له سبحانه) متربعين على عروش القلوب المؤمنة حباً وكرامةً في الدنيا، ومحتلين لأعلى مراتب الفوز والسعادة في الآخرة!! إنها شهرة جاءت تحبو لمن أشتد بغضه لها في الدنيا، وحرص كل الحرص على الابتعاد عنها، تحقيقاً للإخلاص الصادق في علاقته بربه، فنال الكرامة بحب الله وملائكته والمؤمنين في الدنيا، والسمو على رؤوس الخلائق بما ناله من رحمة الله له بدخوله الجنة في الآخرة!!
فهل عرفنا الآن أحبتي الطريق الحقيقي إلى الشهرة؟!
|