|
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله
أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كلما رجع مذنب وتاب ، والله أكبر
كلما ندم عبدٌ وأناب ، الله أكبر كلما وسّد الأموات التراب ، الله أكبر ما وقف
الحجيج بصعيد عرفات ، وباتوا بمزدلفة في أحسن مبات ، ورموا بمنى تلك الجمرات ،
الله أكبر كلما ارتفع علم الإسلام ، الله أكبر كلما طيف بالبيت الحرام ، الله
أكبر كلما صعقت دولة الكفر والأصنام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له ، يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد ، لا إله إلا الله ذو العرش المجيد ، لا إله
إلا الله رب السموات والأرض وهو على كل شيء شهيد ، لا إله إلا الله يبدئ ويعيد
، والحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً ، وتبارك الذي جعل في السماء
بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً ، تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده
ليكون للعالمين نذيراً ، وسبحان الله العظيم ، في السماء ملكه ، وفي الأرض
سلطانه ، وفي البحر عظمته ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار سطوته ، وفي كل شيء
حكمته وآيته ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، بعثه الله بالدعوة المحمدية ،
فهدى به الإنسانية ، وأنار به أفكار البشرية ، وزلزل به كيان الوثنية ، اللهم
صلّ وسلم على صاحب الحوض المورود ، واللواء المعقود ، والصراط الممدود ، صاحب
الغرة والتحجيل ، المذكور في القرآن والتوراة والإنجيل ، صاحب الذكر الأسمى
والتبجيل ، خاتم الأنبياء ، وخير الأولياء ، وأبر الأصفياء ، تركنا على المحجة
البيضاء ، لا يزيغ عنها إلا أهل الأهواء ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
. . . أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله ، واشكروه جل وعلا على سوابغ آلائه ، والهجوا بالثناء له
على ترادف نعمائه ، وكبروه سبحانه على خيراته وإحسانه ، الله أكبر الله أكبر،
لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد .
أمة الإسلام : شعب الإيمان لا تتفرق ، وأركان الدين لا تتجزأ ، والثوابت
الشرعية لا تتغير ، لا تقبل مساومة ولا تعديلاً ، ولا تحويلاً ولا تبديلاً ،
ومن أعظم ثوابت هذا الدين العظيم ، الحياء والغيرة ، التي فقدها كثير من الرجال
والنساء اليوم ، ولا أدل على ذلك من تلكم النساء اللاتي يرتدن الأسواق والملاهي
، والمطاعم والمقاهي ، بلا رادع ولا زاجر ، نساء متنقبات ، يسعين بالفتنة ،
وأخريات متبرجات ، خارجات بزينة ، لا يخافون الله ولا يتقينه ، وصدق فيهن قول
الحبيب المصطفى ، حيث قال صلى الله عليه وسلم حديثاً عظيماً : " يا معشر النساء
تصدقن ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة " [ متفق عليه واللفظ
للترمذي ] ، ومن الأسس الثابتة لزوم المرأة بيتها ، وقرارها في منزلها ، وألا
تكون ألعوبة للشيطان يستشرفها ويعرضها للغرباء قال تعالى : " وقرن في بيوتكن "
، عنْ عَبْدِ الله ، عنِ النبيِّ قالَ : " الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا
خَرَجَت اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ " [ أخرجه الترمذي وغيره ] ، ومن ثوابتنا
التي أمرنا بها ربنا ، تحريم الاختلاط والتبرج والسفور ، وتحريم تقليد نساء
الكفرة والفجور ، ووجوب البعد عن جميع الفواحش والشرور ، قال تعالى : " ولا
تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة واطعن الله ورسوله " ،
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وجُعل الذُّلُّ
والصَّغَار على مَن خالف أمري ، ومن تَشبَّه بقومٍ فهو منهم " [ أخرجه أحمد
وغيره ] ، وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَىٰ النِّسَاءِ "
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : يَا رَسُولَ اللّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ
؟ قَالَ : " الْحَمْوُ الْمَوْتُ " [ متفق عليه ] ، فاتقين الله يا إماء الله ،
دعين المنكرات ، واجتنبن الموبقات ، واحذرن المهلكات ، لا تسعين بالفساد في
الأرض ، فإن الله لا يحب المفسدين ، وإياكن وإشاعة الفاحشة بين المؤمنين ،
فأولئك لهن عذاب أليم ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ
الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } ، الله أكبر ،
الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
أمة الإسلام : من ثوابت هذا الدين الحنيف ، التي لا تقبل التبديل ولا الحيف ،
وجوب الحجاب للمرأة والجلباب ، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل
لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن
جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ
اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } ، وعن عائشةَ قالت : " لقد كان رسولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم يُصلِّي الفَجر فيَشهَدُ معهُ نِساءٌ مِنَ المؤمناتِ
مُتَلِّفعاتٍ في مُروطِهنَّ ، ثمَّ يَرجِعنَ إِلى بيُوتِهنَّ ما يَعرِفُهنَّ
أحد " [ أخرجه البخاري ] ، قال شراح الحديث : إنه يجب على المرأة إذا خرجت
لصلاة الليل أن تغطي جميع بدنها ، ومن باب أولى إذا خرجت إلى الأسواق وأماكن
تواجد الرجال ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللّهِ صلى الله عليه وسلم : " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا
، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ،
وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاتٌ ، رُؤُوسُهُنَّ
كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّة َ، وَلاَ
يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا "
[ أخرجه مسلم ] ، فاتقين الله أيتها النساء المسلمات ، وأطعن الله ورسوله ،
واخشين العذاب والعقوبة ، فعاقبة العصيان نيران وظلمات ، ونهاية الذنوب خسران
وحسرات ، قال تعالى : " وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ
حُدُودَهُۥ يُدْخِلْهُ نَارًا خَـٰلِدًا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٌ مُّهِينٌ "
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله
الحمد .
أمة الإسلام : للمرأة في الإسلام منزلة رفيعة ومكانة عظيمة ، وقد أعز الإسلام
شأنها وأعلى مكانتها واحترم حقوقها وضمن لها حريتها وكرامتها وأحاطها بسياج
منيع من الصيانة والحماية ، وشرع لها ما يحفظها ويحفظ الرجال من الافتتان بها ،
ولما أدرك أعداء الإسلام من اليهود والنصارى ، والمنافقين والعلمانيين ، هذه
المكانة العظيمة للمرأة في الإسلام ، ودورها الخطير في صلاح الأمة الإسلامية
واستقامتها ، أو فسادها وضلالها ، رموا المرأة عن قوس واحدة يريدون إفسادها ،
ومن ثم إفساد الأمة بها ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما تركت بعدي
فتنة أضر على الرجال من النساء " [ متفق عليه ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : "
فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " [
أخرجه مسلم ] ، وإن مما لاشك فيه أن كل مبطل لابد أن يُلبس باطله ثوب الإصلاح
والتبيان ، وزخرف القول والبيان ، حتى يروج باطله على الناس ، ليدركوا ألا مساس
، لأن الباطل قبيح وقذر ، ومكروه ومسترذل ، لا ترضى به الفطر السليمة ، ولا
السجايا العظيمة ، كما قال تعالى في آية كريمة : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا
لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ
إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ
فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ " ، ولذلك يحاول أعداء الإسلام دائماً إيهام
المرأة المسلمة أنها مظلومة مسلوبة الحقوق مهيضة الجناح ، يصورون لها البيت
وكأنه سجن مؤبد ، والزوج وكأنه سجان قاهر ، والقوامة وكأنها سيف مصلت على
رقبتها ، يوهمونها أن الحجاب تأخر ورجعية ، والأمومة تكاثر ورعوية ، وعدم
اختلاطها بالرجال شل لحركتها ، وقتل لإبداعها ، وفي كل يوم يطرحون في وسائل
الإعلام وغيرها مظهراً من مظاهر الظلم المزعوم ، وآخر دعواهم ، قضية قيادة
المرأة للسيارة ، زاعمين أنهم يريدون إعطاء المرأة حقها ، ودفع الأضرار الشرعية
والاجتماعية والاقتصادية عن المجتمع ، يسعون في الأرض فساداً وإفساداً ، قاتلهم
الله أنى يؤفكون ، فأف لما يدعون ، وتف لما يرجون ، فكم هي المآسي والفواجع ،
والمصائب والبلاقع ، والجرائم والمواجع ، التي أنت منها النساء في شرق الأرض
وغربها ، جراء قيادتهن للسيارة ، وهذا أمر لا يخفى على الجاهل ولا الغافل ،
فضلاً عن العالم والعاقل ، فأي تقدم نرجوه من قيادة المرأة للسيارة ، وأي تفوق
نرمي إليه ، وأي نصر نرومه ، إذا قادت النساء ، ألا فاعلموا أيها المسلمون أن
الله تعالى إذا حرم شيئاً ، حرم كل الطرق المفضية إليه ، وجميع الوسائل الموصلة
إليه ، تحقيقاً لتحريمه ، وتثبيتاً لمنعه ، ومنعاً أن يُقرب حِمَاه ، ولو أباح
الوسائل والذرائع المُفْضِية إليه لكان ذلك نقضاً للتحريم ، وإغراء للنفوس به ،
وحكمته تعالى وعلمه يأبى ذلك كل الإباء ، بل سياسة ملوك الدنيا تأبى ذلك ، لا
سيما أولياء أمور هذه الدولة المباركة حفظها الله وحكامها وشعبها من كل حاسد
وحاقد ، ولقد جاءت جميع فتاوى العلماء بتحريم قيادة المرأة للسيارة ، لما فيها
من مخاطر ومثالب ، من تبرج واختلاط ، وانتهاك للأعراض ، ونزع الحياء وتصوير
المرأة المسلمة ، وانعدام الغيرة ، وتعرض النساء للإيذاء والتحرش والمضايقات
والخطف والاغتصاب ، وضعف القوامة وسفر المرأة بدون محرم ، وخروج المرأة من
بيتها لغير حاجة أو ضرورة ، وكثرة شكوك الرجال مما يزيد من حالات الطلاق وضياع
الأسر ، ومن ثم تفكك المجتمع والأمة لا سمح الله ، وما أولئك العلمانيون إلا
منافقون مرجفون في الأرض ، يريدون الفتك بالمرأة والتمتع بجسدها عارية ، فأي
رجل عفيف طاهر نقي ، مسلم مؤمن ، يخشى عقاب الله ، يرضى بأن تقود قريبته
السيارة لتعرض نفسها للفتن ، وتصبح ألعوبة لأهل الأهواء والشهوات ، هذا ما
يدعوا إليه العلمانيون والغربيون ، خفافيش الظلام ، السائرون في سراديب مظلمة ،
وكهوف مدلهمة ، فلا أقر الله لهم عيناً ، ولا أغمض لهم جفناً ، يسعون بالفضيحة
والعار ، والرذيلة والشنار ، يقعدون للأمة كل مرصد ، أضرموا ناراً ، وأشعوا
فتيلاًً ، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ، فأهيب بجميع المسلمين بأخذ
الحيطة من تلكم الألاعيب المكشوفة التي يدعو لها دعاة التغريب ، دعاة إلى أبواب
جهنم ، من أجابهم إلى دعواهم قذفوه فيها ، فاللهم أحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً
، ولا تغادر منهم أحداً ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله
أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
أمة الإسلام : الإسلام دين النزاهة والحرية ، دين التراحم والتلاحم ، دين
الوسطية ، لا إفراط ولا تفريط ، الإسلام يحارب التطرف والغلو ، والعنف والإرهاب
، يحرم قتل النفس المعصومة ، قال تعالى : { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً
مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ
وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } ، الإسلام يحرم قتل الأبرياء من
المسلمين وغيرهم ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : " من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من
مسيرة أربعين عاماً " [ أخرجه البخاري ] ، وما حصل مؤخراً من أحداث من قتل
لرجال الأمن الأبرياء ، ما هو إلا دليل فساد في العقل والرأي والمشورة ، وسوء
فهم لنصوص الشريعة ، ولي لأعناقها كي توافق المطالب ، وتحقق المثالب ، فلا بد
من عودة للدين ، وتمسك بالكتابين الوحيين ، ونبذ علماء الضلال ، وكتب الجهال ،
حتى تعود الأمة لسابق عهدها المجيد ، وعزها التليد ، الله أكبر ، الله أكبر ،
لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
أيها المسلمون الأولياء ، أيها الأزواج والآباء : اتقوا الله فيمن ولاكم الله
أمرهن من النساء والذرية ، فأنتم مسئولون عنهم يوم القيامة ، يوم الحسرة
والندامة ، فمن أحسن التربية ، وأجاد النصح والتوجيه ، كان في جنة عالية ، ومن
خالف الأوامر والنواهي فالمصير نار حامية ، عن مَعْقِلَ بنَ يَسَارٍ رضي الله
عنه قال : سمعتُ رسولَ الله صلَّـى الله علـيهِ وسلَّـمَ يقولُ : " مَا مِنْ
عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ رَعِيَّةً، يموتُ يومَ يموتُ وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ،
إلاَّ حَرَّمَ الله عليهِ الجنةَ " [ متفق عليه ] ، فاتقوا الله أيها الآباء
والأزواج ، فإن الأبناء والبنات ، والقريبات والزوجات ، خصماء للأولياء ، يوم
العرض والجزاء ، إذا لم ينصحوا لرعاياهم ، ولم يحيطوهم بالتوجيه والعناية ،
وجعلوا الأمور هائمة عائمة ، فمن أهمل تربية أهله ، وتركهم هملاً ، كانوا له
أعداءً ، واقرءوا إن شئتم قول الحق تبارك وتعالى : " يَـٰۤأَيـُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوۤا إِنَّ مِنْ أَزْوَٰجِكُمْ وَأَوْلَـٰدِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ
فَٱحْذَرُوهُمْۚ " ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ،
الله أكبر ، ولله الحمد ، بارك لنا في الكتاب والسنة ، وجعلنا لهما محكمين ،
ولشرعهما متبعين ، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ، ولسائر المسلمين
والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، من كل الذنوب والخطيئات ، فاستغفروا الله
إنه قريب مجيب الدعوات .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الله
أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الحمد لله لم يزل
بالمعروف معروفاً ، وبالكرم والإحسان موصوفاً ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا
شريك له ، كل يوم هو في شأن ييسر عسيراً ويجبر كسيراً ، ويغفر ذنباً ويرفع
كرباً ، ويغيث ملهوفاً ، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله ، رفع الله
ذكره تعظيماً ، وأعلى في العالمين قدره تكريماً ، وزاده محبة وتشريفاً ، فأكرم
به صادقاً أميناً عفيفاً ، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن دعا
بدعوته واهتدى بهديه وسلم تسليماً كثيراً . . . أما بعد :
فالأضحية يا عباد الله ، شعيرة من شعائر الإسلام ، وسنة من سنن الأحكام ، قال
الله تعالى : " فَصَلّ لِرَبّكَ وَٱنْحَرْ " ، الأضحية مشروعة بكتاب الله عز
وجل ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإجماع المسلمين ، قال الله سبحانه : "
وَلِكُلّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا
رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلاْنْعَـٰمِ فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ فَلَهُ
أَسْلِمُواْ " ، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أقام النبي صلى الله
عليه وسلم بالمدينة عشر سنين يضحي " [ أخرجه أحمد والترمذي ] ، الله أكبر ،
الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
أمة الإسلام : ذهب جمهور العلماء إلى أن الأضحية سنة مؤكدة ، وذبحها أفضل من
الصدقة بثمنها ، لأن ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، ودرج على ذلك المسلمون
إلى وقتنا هذا ، ولو عدل الناس عن ذبحها ، إلى الصدقة بثمنها ، لتعطلت هذه
الشعيرة ، وربما اندثرت السنة ، قال تعالى : " لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا
وَلا دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْۚ كَذَٰلِكَ
سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَﯨـٰكُمْۗ وَبَشِّرِ
ٱلْمُحْسِنِينَ " ، ثم اعلموا رحمكم الله ، أنه يشترط في الأضحية أن تكون من
بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم ضأنها ومعزها ، لقوله تعالى : "
وَلِكُلّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا
رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلاْنْعَـٰمِ " ، ، ومما يشترط في الأضحية أن تبلغ
السن المحدد شرعاً ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا تذبحوا إلا مُسِّنة إلا
أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن " [ أخرجه مسلم ] ، والسن الذي حدده الشرع
، خمس سنين للإبل ، وسنتان للبقر ، وسنة للمعز ، وستة أشهر للضأن ، ومما يشترط
للأضحية أن تكون خالية من العيوب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل ماذا
يُتقى من الضحايا فأشار بيده وقال : " أربعاً ، العرجاء البين ظلعها ، والعوراء
البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعجفاء التي لا تنقى" [ أخرجه مالك في
الموطأ ] ، ومما يشترط في الأضحية ، أن يضحى بها في الوقت المحدد شرعاً ، وهو
من بعد صلاة العيد يوم النحر ، إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق ،
وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، ومن ذبح قبل الصلاة فإنها تعد من اللحم
وليست أضحية ، لما روى البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله،
وليس من النسك في شيء " ، ثم اعلموا أيها الناس ، أن الأضحية الواحدة من الغنم
، والسُبع من الإبل والبقر ، تجزئ عن الرجل وأهل بيته أحياءً وأمواتاً ، ومن
شاء من المسلمين ، ويشرع للمضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي ويتصدق ، لقوله تعالى:
" فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَائِسَ ٱلْفَقِيرَ " ، والمختار أن يأكل
ثلثاً ، ويصدق ثلثاً ، ويهدي ثلثاً ، ويحرم أن يبيع شيئاً من الأضحية ، لا
لحماً ولا جلداً ، ولا يجوز أن يعطى الجزار شيئاً منها مقابل الأجرة ، لأن ذلك
بمعنى البيع ، ولا بأس أن يُهدي للجزار هدية بعد أن يعطيه ثمن الجزارة ، ألا
وصلوا وسلموا على سيد البشر ، المصطفى الأغر ، الشافع المشفع في المحشر ، فقد
ندبكم لذلك المولى تبارك وتعالى وأمر ، في أفضل القيل وأصدق الخبر ، ومحكم
الآيات والسور ، فقال سبحانه قولاً كريماً : " إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ
وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً " ، اللهم صل وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين ،
وخاتم الأنبياء والمرسلين ، نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله ،